لطالما شكلت أخبار النجمة ياسمين عبدالعزيز مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام العربية، إذ استطاعت الممثلة المصرية حجز مكانةٍ مهمةٍ لها في قلوب الجماهير، من مختلف الأقطار، وأشعرت الجميع بقربها منهم، وذلك عائد لعفويتها وحسها الفكاهي، الذي عرفت به عبر سنين طويلة، قدمت فيها عدداً كبيراً من الأعمال الجماهيرية.

  • ياسمين عبدالعزيز.. توهج بعد معاناة

نقطة تحول:
أطلت النجمة المولودة عام 1980 على جمهورها، واتصلت بهم قبل احترافها التمثيل بسنوات عدة، فقد عرفت كواحدة من فتيات الإعلانات الشهيرات بمصر، ولم تكن قد تخطت الـ12 عاماً من عمرها، وساعدها في ذلك الأمر امتلاك شقيقة والدتها واحدة من الشركات المعروفة بإنتاج الإعلانات، فكانت الطفلة ياسمين في أيادٍ أمينة، وهي تبدأ أولى خطواتها نحو النجومية.
ورغم تقديمها عدداً كبيراً من المسلسلات والأفلام السينمائية الناجحة، منذ أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها، فإن عدداً كبيراً من النقاد والمتابعين وصفوا بطولتها في فيلم "زكي شان"، رفقة النجم أحمد حلمي بـ"نقطة التحول"، التي غيرت مسارها المهني بشكل كبير، وجعلت منها واحدة من نجمات الصف الأول في مصر والوطن العربي، فيما قال آخرون إن ياسمين توهجت تماماً في "زكي شان"، علماً بأنها ظهرت في أعمال سينمائية كثيرة قبل ذلك، كان من أبرزها على سبيل الذكر لا الحصر: "صايع بحر" مع أحمد حلمي نفسه، و"جنون الحياة" مع محمود قابيل وإلهام شاهين وكريم عبدالعزيز، وأيضاً "قلب جريء" مع مصطفى قمر، وكذلك "حريم كريم" مع مصطفى قمر أيضاً وداليا البحيري، وبسمة، وعلا غانم، وريهام عبدالغفور، وطلعت زكريا، وأفلام ومسلسلات أخرى.
واستمرت مسيرة النجاح لياسمين عبدالعزيز، ليتم اختيارها لبطولة أهم الأفلام التي عرضت بوقتها، مثل فيلم "الرهينة" مع أحمد عز، وقدمت فيه دور فتاة تدعى "لينا" وهي صحافية مصرية مغتربة، تتابع أخبار مصر لتنقلها للمغتربين في أوكرانيا، وتقع لاحقاً في حب بطل الفيلم، وكذلك ظهرت ياسمين في فيلم "كركر" مع أحمد سعد، وأدت فيه شخصية "أوشين"، وتم اختيارها لبطولة عدد كبير من الأفلام الكوميدية الأخرى، منها: "حاحة وتفاحة" و"1/8 دستة أشرار"، و"عصابة الدكتور عمر"، وأفلام أخرى.

  • ياسمين عبدالعزيز

بطلة مطلقة:
دفعت النجاحات المتتالية، والمحبة الكبيرة، التي استطاعت ياسمين عبدالعزيز حجزها في نفوس الجماهير، المنتجين السينمائيين لاختيارها بطلةً مطلقة لأعمالهم، والمراهنة على اسمها وحده في شباك التذاكر.
وشكل فيلم "الدادة دودي"، الذي أنتج عام 2008 البطولة المطلقة الأولى لياسمين، وقدمت فيه شخصية فتاة تمتهن السرقة، وتتهم بعد ذلك بقضية قتل، وتقودها الظروف للعمل لدى لواء في الشرطة، يوظفها لتربية أطفاله بعد وفاة زوجته، ويدور الفيلم كله في إطار كوميدي.
ودفع نجاح "الدادة دودي" ياسمين للاستمرار بتقديم أفلام صبغت ببطولتها الخاصة، مثل: "الثلاثة يشتغلونها"، و"الآنسة ماما"، و"جوازة ميري"، و"أبو شنب"، وأخيراً "الأبلة طم طم".

  • ياسمين وطليقها حلاوة

زيجتان مختلفتان:
قد لا يعرف كثيرون أن الممثل أحمد العوضي ليس الرجل الأول في حياة ياسمين عبدالعزيز، إذ إنها تزوجت قبله من رجل الأعمال المصري محمد نبيل حلاوة، وأنجبت منه: "ياسمين"، و"سيف الدين"، إلا أن هذه الزيجة لم تستمر طويلاً، وحدث الانفصال بينهما بعد خمس سنوات.
وتزوجت ياسمين من رجل الأعمال المصري عام 2012، وانفصلت عنه عام 2017، وقد سبق أن علقت بنفسها على هذا الأمر، قائلة إن حلاوة تعرف عليها خلال عملها في الإعلانات، وكانت لاتزال في سن صغيرة، وإنها رفضت عرضه للزواج أكثر من مرة، ثم وافقت عليه أخيراً، لكنها اكتشفت أن هذه الزيجة لم تكن مناسبة لها.

  • ياسمين وزوجها أحمد العوضي

خلافات تطفو على السطح:
قد تكون تلقائية ياسمين، وصراحتها المطلقة، من أهم أسباب قربها من محبيها وتعلقهم بها، إلا أن هذه الصراحة الكبيرة كانت "سلاحاً ذا حدين"، فالصفة ذاتها دفعتها لإعلان خلافها الكبير مع شقيقها تارةً، وتارةً أخرى مع زوجها الممثل أحمد العوضي، وخرجت ياسمين عبر منصات "السوشيال ميديا"، للتعليق والإشارة والحديث عن هذه الخلافات، ما جعل حياتها الخاصة عرضةً للتداول على ألسنة الجميع، وأشارت لها مختلف وسائل الإعلام في مصر والوطن العربي كاملاً.
وسبق أن هاجمت ياسمين زوجها في بعض المنشورات التي خطتها بنفسها في منصات التواصل الاجتماعي، كما استهزأت من شقيقها في أخرى، إلا أن ذلك لم يمنع زوجها الممثل أحمد العوضي من التعليق على كل هذه الأحداث بالتأكيد على حبه الكبير لها، وأن هذا الحب أكبر من أي خلاف، وأن ما يحدث بينهما أمر طبيعي يعيشه أي زوجين في الحياة.

  • ياسمين عبدالعزيز مع طبيبيها

غياب قسري:
تزامن وقوع هذه الخلافات مع بدء مرض ياسمين عبدالعزيز، الذي غيبها قسراً عن جمهورها، وبدأت حكايتها مع المرض عندما تطلب وضعها الصحي إجراء عملية نسائية بسيطة، لكن المضاعفات التي حدثت معها كانت غير مسبوقة، وساءت حالتها بعد ذلك بصورة دراماتيكية لم تكن متوقعة على الإطلاق، واضطرت ياسمين إثرها إلى إجراء أربع عمليات جراحية لاحقة خلال مدة قصيرة جداً لم تتجاوز الشهرين، إلا أن حالتها كانت تزداد سوءاً، ما دفعها لاتخاذ قرار بالسفر إلى سويسرا، رغم أن أمعاءها كانت خارج جسدها، وفق وصف قدمته هي بنفسها في أحد اللقاءات الصحافية التي ظهرت فيها.
في سويسرا، تم إجراء العلاجات اللازمة للنجمة المصرية، وعادت إلى مصر، رافضةً رفع أي دعوى قضائية على الطبيب المتسبب في حالتها، ولا حتى على طبيب آخر كشف تفاصيل وضعها الصحي للصحافة والإعلام دون إذن منها، معلنةً أنها سامحتهما بما أنها استردت عافيتها، وعادت لحياتها بعد أن وصلت إلى حافة الموت.

  • ياسمين عبدالعزيز

توهج جديد:
كان قدر النجمة المصرية ياسمين عبدالعزيز أن تمر بكل تلك الظروف الصحية الطارئة، إذ رافقتها مشاكل عائلية لم تخفَ على أحد، إلا أن ذكاء الممثلة وحنكتها جعلاها تخرج من كل ذلك أقوى وأفضل وأكثر احترافاً، فنهضت من جديد نافضةً عنها غبار تلك المرحلة السيئة من حياتها، مبرهنةً للجميع أنها لاتزال نجمة أولى في الدراما والسينما المصريتين، وقدمت في رمضان الماضي مسلسل "ضرب نار"، الذي شاركت بطولته مع زوجها أحمد العوضي، وفاق نجاحه كل التوقعات، بل إنه استطاع تخطي مسلسلات نجوم كبار، لطالما تصدرت مشاهدات أعمالهم الدراما الرمضانية.
وتصدر العمل خلال شهر رمضان محركات البحث في مصر، وعدد من الدول العربية، وهو الأمر الذي احتفت به الصحافة المصرية في ذلك الوقت، مشيدةً بقدرة الزوجين على جذب الجمهور نحوهما، وعلى أدائهما الفني العالي، وقدرتهما على إقناع الجمهور بما يقدمانه في العمل.
واعتبر هذا المسلسل استمراراً لحكاية نجاح الأعمال التي تجمع الزوجين الشهيرين: ياسمين، وأحمد، إذ سبق لهما أن قدما مسلسل "لآخر نفس" عام 2019، وظهرا معاً مرة أخرى عام 2021 في مسلسل "اللي مالهوش كبير"، وحقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه أيضاً، ليأتي "ضرب نار" ويكون مسك ختام هذه الأعمال التي قد تتكرر لاحقاً.