تحتضن إمارة الشارقة، على مدى أربعة أيام، فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المالح والصيد البحري، التي تقام في بلدية دبا الحصن، اعتباراً من اليوم الخميس، بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وبلدية مدينة دبا الحصن.
ويهدف المهرجان، الذي يقام في جزيرة الحصن، إلى الاحتفاء بصناعة المالح، وسلسلة المهن التراثية، والحفاظ على التراث الشعبي، والصناعات التقليدية البحرية العريقة، وتعريف الأجيال الجديدة بمهن الأجداد المتوارثة، التي تعكس أصالة ماضي الجيل الأول، والإضاءة على ملامح الثقافة الإماراتية التقليدية، من خلال سلسلة من النشاطات الثقافية والفنية وورش العمل، التي تكشف عن أساسيات صناعة المالح، وتمليحه وتعليبه وأساليب الصيد، التي كان يتبعها الأجداد، وغيرها من المهن التقليدية التي مارسها أبناء الإمارات على مر العصور، إلى جانب اللوحات التراثية الفلكلورية، التي تحاكي ثقافة الساحل الشرقي.

  • "المالح والصيد البحري"

ويؤكد المهرجان، الذي يحظى بمشاركة حكومية وخاصة، من المؤسسات والهيئات المهتمة بالصيد البحري، البعد الاقتصادي للصناعات البحرية ومهنة الصيد البحري وتطويرها؛ لتبقى نشاطاً استثمارياً وصناعياً وتجارياً، كما يشكل المهرجان منصة مهمة للصيادين والشركات والجهات المشاركة، لتبادل الخبرات والتجارب في مجال الصناعات البحرية، والاطلاع على أحدث تطورات هذه الصناعة.
ويزخر المهرجان، في موسمه الجديد لهذا العام، بالعديد من البرامج الثقافية والترفيهية والأنشطة التراثية والتوعوية، التي تهدف إلى الاحتفاء بالتراث الشعبي، والصناعات التقليدية البحرية العريقة.

  • تمليح السمك بعد تقطيعه

و"المالح الإماراتي" هو سمك يشبه إلى حد بعيد سمك "الفسيخ" الشهير، إذ يتم تحضيره من خلال اصطياد أنواع من الأسماك المتوسطة الحجم، مثل: الصداه، والقباب، والكنعد، وغيرها، ويتم شقها نصفين بعد إزالة رأس السمكة، وينزع عنها الشوك، ثم يجري غمر سمك الفيليه في الملح، وهذا أهم وجوه الاختلاف بينه وبين "الفسيخ"، الذي يحضر من الأسماك الصغيرة.
ويشتهر تناول سمك "المالح" في موعدين سنويين لدى أهل الإمارات خصوصاً، والخليج العربي عموماً، حيث يتم تناوله في فصل الصيف الحار، أو عندما تمتلئ السماء بالغيوم في فصل الشتاء، ويتم تحضيره من خلال غسل السمك المالح بالماء، قبل استخدامه مع أطبق، مثل: "الجشيد"، و"المجبوس"، و"البرياني"، كما يمكن تناوله مع الليمون، والفلفل الحار.
وتلجأ معظم العائلات إلى تخميره، عبر تخزينه في علب بلاستيكية، واستعماله خلال شهور العام كافة، حيث يكتسب طعماً شهياً كلما عُتق، علماً بأن الملح الموجود في السمك يمنع فساده لعدة أعوام، إذا أحسنت عملية تخزينه.