عاش الأمير وليام لحظاتٍ صعبة عند وفاةِ جدته الملكة إليزابيث الثانية، في 8 سبتمبر 2022، حيث واجه خسارة شخصٍ عزيزِ على قلبه، وإلى جانب هذا الفقدان أوكلت إلى الأمير مهام جديدة، بعدما انتقل من المركز الثاني في خط الخلافة إلى وريث العرش، ودخلت حياته منعطفاً وعهداً جديدين.
وفي ضوء هذا التحول، نقل الملك تشارلز الثالث عدداً من الألقاب المهمة إلى ابنه، حيث قال في أول ظهور علني له كملك: "بوصفه وريثًا لي، يتولى وليام الآن الألقاب الاسكتلندية، التي تعني الكثير بالنسبة لي".
ومع هذه الألقاب الجديدة، تأتي مسؤوليات كبيرة، ويحتمل أن وليام شعر بثقلها، ومن الملاحظ أن لغة جسده تغيرت وفقاً لذلك، حيث أشار العديد من خبراء لغة الجسد إلى أن وليام أبدى ردود فعلٍ مختلفة من خلال جسده، تبين كيفية تعامل الأمير مع دوره الجديد.

قبل عام من وفاة الملكة إليزابيث.. بدا وليام غير آمن:
يقول خبراء الجسد إن الأمير قبل أن يصبح وريثاً للعرش، كان يبدو غير متأكد بعض الشيء، إذ في كثيرٍ من الأحيان ظهر كأنه يتصارع مع مشاعر "عدم الأمان"، إلى جانب أنه في كثيرِ من خطاباته كان يفتقر إلى الثقة بالنفس. ورغم أن الأمير حاول الظهور بعكس ذلك، وإظهار صورة مستقرة للغاية عن نفسه، فإن حركات جسده فضحت معاناته عدم الثقة بنفسه، وعدم الأمان الموجود بداخله.

مع تدهور صحة إليزابيث.. ظلت ثقة وليام متوترة:
في الأشهر التي سبقت وفاة الملكة إليزابيث الثانية، كانت واضحة على الأمير وليام قلة ثقته بالذات، وبشكل خاص عام 2022 عندما ألقى خطاباً في ذكرى اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة إليزابيث، حيث اتخذ "وضعية ورقة التين"، وهي التي تدل على التوتر، وعدم الأمان. لكن وليام لم يستمر في هذا الوضع الضعيف لفترة طويلة، إذ مع استمرار الخطاب، اكتسب الأمير ثقة أكبر بالنفس، وأظهر حماسه لهذا الحدث، وما يرمز إليه.

 

خلال جنازة الملكة.. تصرف الأمير وليام بسخاء:
تغيرت الحال في جنازة الملكة، إذ أظهر الوريث الجديد للعرش البريطاني حضوراً ملكياً أكبر، فقاوم إغراء التفكير في حزنه، ووضع واجباته في المقام الأول بدلاً من ذلك.
وحول ذلك، يقول خبراء الجسد: "خلال موكب الجنازة، اتبع الأمير تقليد جدته (الملكة)، من خلال عدم إظهار أي مشاعر صريحة. هذا الحدث هو لصالح الشعب، وليس لحزنه الشخصي. ولهذه الغاية يتبنى موقفاً راقياً؛ لإضفاء إحساس بالكرامة على الحدث، في مواجهة خسارة كبيرة للأمة".
وطوال جنازة الملكة، تصرف وليام بسخاء تجاه أخيه الأصغر الأمير هاري، حيث إن الأمير الأكبر ساعد شقيقه الأصغر في العثور على مقعده بكنيسة القديس جورج، وهي خطوة يمكن تفسيرها بأنها علامة على الملكية والتسامح، أي أن أداء وليام في جنازة الملكة كان مثاليًا في الأساس، وقام بالفعل كما هو متوقع منه كأحد أفراد العائلة الملكية.

 

بصفته الوريث الجديد للعرش.. بدأ وليام إظهار المزيد من الثقة:
بعد جنازة الملكة إليزابيث الثانية، بدأ الأمير وليام إظهار المزيد من علامات الثقة بالنفس، لاسيما خلال خطاباته حيث بدا أكثر ثقة من أي وقت مضى.
كما شهدت خطاباته تحرره من بعض العادات السيئة، أهمها وضعية "ورقة التين" غير الآمنة، التي استبدلها بوضعية تشير إلى شعوره بالاطمئنان والأمان، ما أعطاه مظهراً أكثر قوة مع الحفاظ على نبرة غير رسمية، وأقل تكراراً.
بشكل عام، إن هذا التحول في لغة جسد وليام يظهر بشكل جيد للغاية ارتياح الأمير المتزايد لدوره الجديد كوريث، وفي حين أنه ربما بدا في البداية غير متأكد من هذا التحول، إلا أن الأمير قد يشعر الآن براحة أكبر مع هذا التغيير، إذ ربما تحول الآن، مع دوره الرئيسي كأمير ويلز، نحو شخصية أكثر ثقة وقوة.
وبطبيعة الحال، لا أحد يتحول 180 درجة كاملة بين عشية وضحاها، إلا أن الأمير أظهر زيادة محتملة في الثقة منذ توليه منصبه الجديد، مع أنه لايزال يعاني أيضاً لحظات من عدم الأمان، كانت آخرها خلال حفل تتويج الملك تشارلز الثالث في مايو الماضي.