على الرغم من انحسار جائحة «كورونا»، وانتفاء الغرض من ضرورة العمل عن بُعْد، بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها، فإن معظم الناس، خاصة العاملين على الأجهزة اللوحية والحواسب الشخصية، لايزالون يقاومون اعتيادهم الجلوس لساعات طويلة على مكاتبهم، وأمام حواسبهم، لإنجاز الأعمال المطلوبة منهم.

 

ولهذا السبب، بدأت تصيبهم حالة أطلق عليها موقع «Real Simple» إعياء الإنترنت، الناتج عن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، الأمر الذي يتسبب لهم بموجات من الضغط العصبي والملل، ما يدفعهم إلى التكاسل، فضلاً عن إصابتهم بتعب في العينين، وآلام في الرقبة والظهر.

وتشبه حالة إعياء الإنترنت ما يصيب الإنسان من تعب جراء إصابته بالدوار، حيث يشعر بالدوخة، والصداع النصفي، في الوقت الذي يصعب عليه فيه ترك الكمبيوتر، لحاجته لإتمام عمله، وتسليمه في موعده.

ويحلل المعالج النفسي، البروفيسور الأميركي جليان راسل، الذي يعمل في ولاية كولورادو الأميركية، الأمر بأنه شبيه بدوار البحر، حيث يتلقى الدماغ رسالة مفادها أن الجالس على الكمبيوتر يتحرك، وعيناه على شاشة تطلق وميضاً، وهو ساكن في مكانه، ما يجعل الدماغ يظن أن الشخص يجلس في مركب على البحر، وأن الوميض ناتج عن تحرك السفينة أو القارب في مياه عائمة.

 

 

ويسمى راسل هذه الحالة «الصراع الدهليزي البصري»، التي تصيب الشخص بنوع من الارتباك الحسي، حيث تستشعر العينان شيئاً واحداً، فيما يكتشف الجسم شيئاً آخر، وهو ما يسمى «الرسائل المختلطة»، خاصة إن كانت الشاشة تعرض صوراً متحركة، تميل إلى اللون الأزرق.

وتحدد الأستاذة المساعدة في العلاج المهني بمعهد نيويورك للتكنولوجيا، كريستينا فين، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بإعياء الإنترنت، بأنهم من يعانون أساساً الصداع النصفي، أو من لديهم تاريخ من الإصابة بالدوار، من جميع الأعمار، ومن الجنسين، حيث يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من الإعياء.

وباعتبار تجنب الشاشات صار من المستحيلات، بعد تحول معظم مهمات العمل في جميع أنحاء العالم إلى الكمبيوتر، فيمكن اللجوء إلى خطط بديلة، منها:

تجنب العمل على شاشة الكمبيوتر لأكثر من 30 دقيقة متواصلة، إذ يجب إيقاف العمل بعد مضي نصف ساعة، والتحرك لمدة خمس دقائق على الأقل، والعمل على إراحة العينين، من خلال ارتداء نظارة تقي الأشعة الصادرة عن الشاشات، ويمكن إراحة العين أيضاً عبر إغماض الجفون، أو تحريك الرموش لمدة 20 ثانية، وفي حالة شعور الشخص بجفاف العينين، فيمكن له وضع قطرات من الدموع الاصطناعية الخالية من المواد الكيميائية، لإعادة الطاقة إلى العينين الجافتين.