يدفع بعض الآباء أبناءهم لتعلم الموسيقى، بهدف استثمار أوقات فراغهم من جهة، ومن جهة أخرى للتخلص من إدمان قضاء معظم أوقاتهم على هواتفهم، لكن علماء الأعصاب والدماغ، حول العالم، لايزالون يؤكدون أن بحوثهم الدورية تدل على أن للموسيقى تأثيراً عاماً مفيداً للصحة، خاصة دماغ الإنسان.

ونشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، مؤخراً، تقريراً تشير فيه إلى علماء وباحثين في جامعة أدنبره الإيرلندية، توصلوا فيه إلى حقيقة أن الأطفال الذين يتعلمون العزف على الآلات الموسيقية وهم صغار، كانت نتائجهم الدراسية في مسار تعليمهم أفضل، كما كانوا يتمتعون بذاكرة جيدة، حينما بلغوا مراحل عمرية متقدمة.

 

وتبين الدراسة أن المتقدمين في العمر، كذلك، بإمكانهم التمتع بذاكرة جيدة نسبياً لو بدؤوا تعلم العزف على الآلات الموسيقية، وسيساعدهم ذلك في خفض ضغط الدم والتوتر، وينصح الباحثون بتعلم أساسيات الغناء، بهدف التحكم في تدفق الهواء من خلال الصوت.

في حين يرى البرفيسور غراهام ويلش، الذي يدرس مادة علم الأصوات بجامعة كاليفورنيا، أن الأطفال المصابين بفرط الحركة والنشاط ونقص الانتباه، تساهم الموسيقى في تحسين انتباههم، وتجعلهم أقل اندفاعاً، خاصة حين انشغالهم بالتعامل مع الآلة الموسيقية التي يفضلونها.

 

 

ويشير غراهام إلى تجربته بالتعامل مع 30 مشتركاً، بدؤوا تعلم العزف على البيانو معاً، وحصلوا على نتائج إيجابية من ناحية التحكم في قراراتهم، وأصبحوا أقل اندفاعاً، وتخلصوا من التوتر والقلق، بعد 11 أسبوعاً من التمرين المستمر.

ولاحظ غراهام أن المتدربين بدؤوا الاهتمام بحواسهم أكثر، واستخدموا خاصية السمع والنظر، في التعامل مع الإيقاع الموسيقي، وكانت تظهر عليهم السعادة، عندما يصلون إلى حالة من الاندماج النفسي مع الموسيقى. ويجلب العزف والاستماع إلى الموسيقى الفرح لحياة الأشخاص، خاصة من يملكون الوقت، ولا يتمكنون من شغل أوقاتهم بتعلم أشياء مفيدة.

وتجد دكتورة علم النفس الإيرلندية، كارين بيترني، أن تعلم العزف على آلة موسيقية، مثل البيانو، مهمة معقدة، لكون هذه العملية تتطلب من الموسيقي قراءة النوتة الموسيقية، وتوليد الحركات، ومراقبة السمع واللمس، لضبط أفعالهم الإضافية، وكل ذلك يشغل الحواس، ويساعد الدماغ على التفكير والوصول إلى طريقة، تمكنهم من إتمام المعرفة، ما يؤدي إلى تنشيط الدماغ، وبالتالي تنشيط جميع أعضاء الجسم، ما يطرد الملل والقلق والتوتر.