كواحدة من أقدم العلامات التجارية في صناعة السلع الجلدية؛ انطلقت رحلة «Létrange» من ورشة صغيرة، أنشأها أوغست ليترانج لصناعة السرج، لتتحول عام 1838 إلى شركة حققت نجاحاً كبيراً على مدار أجيال؛ نظراً لما تتمتع به من حرفية ومهارة عاليتين. وبفضل قِيَمها الفلسفية، المتمثلة في الابتكار والاستكشاف، عادت العلامة التجارية، مؤخراً، إلى جذورها كمبتكرة لمنتجات جلدية متميزة، وقدمت تصاميم معاصرة بمنظور جديد لتراثها ومستقبلها.. لمزيدٍ من المعلومات والتفاصيل، نحاور وريث الجيل السابع سيباستيان ليترانج:

• الابتكار كان، ولايزال، سمة مميزة لعلامتكم.. كيف تحافظون على ذلك في عصرنا الحالي؟

- بالفعل، إنه جوهر أسلوب «ليترانج» منذ تأسيسها. ليست لديَّ فكرة عن كيف، أو لماذا، بدأ أوغست بذلك في عام 1838، وربما هو أمر فطري! أعتقد أن أحد الأسباب هو صغر سنه؛ فقد كان عمره 21 عاماً فقط عندما افتتح ورشة لصناعة السرج الخاصة به، بجانب إسطبلات قصر اللوفر. وبالتالي، كانت لديه فرصة الوصول المباشر إلى السيرك الملكي؛ فأصبح بعدها صانع سروج ملكياً. في 1844، وجدنا أول براءة اختراع مسجلة باسمه، وكانت لحامل سيجار مع ولاعة مدمجة؛ وقد كانت ملائمة جداً لراكبي الخيل أثناء التنقل، وابتكاراً غير مسبوق، في ذلك الوقت. لم تترك روح الاستكشاف أبداً عائلتنا، أو علامتنا التجارية، في القرون التي تلت ذلك. وللحفاظ على هذا التوجه، لست بحاجة إلى هذه الروح فقط، بل يجب أن تمتلك أيضاً مواهب تفوق الرؤية الأولية. كنت محظوظاً بدرجة كبيرة؛ للعثور على مدير الإبداع الرائع، ماتياس جاكوميه، في 2017. طلبت منه أن يصمم حقيبة مجوهرات تكون الأجمل على الإطلاق؛ فصمم حقيبة «الأمبرينت». رغم أن لكل جيل لمسة خاصة به؛ فإنني أحاول زراعة لمستي «التراث بلمسة عصرية»، كما أنني عشت مع جدتي هنرييت ليترانج حوالي 20 عاماً، وهي مصدر دائم لإلهامي حتى اليوم.

• كان السفر مصدر إلهام مستمراً لجدتك هنرييت.. إلى أيِّ مدى يشكل السفر جزءاً منك، وكيف يمكن أن يلهمك؟

- كانت لجدتي مصادر إلهام عدة، لكنَّ السفر وريادة الأعمال شكلا أهمية كبيرة لديها؛ لذا عندما كنت في سن الـ16، قالت لي: «احصل على رخصة قيادة؛ فهي أكثر أهمية من الدراسة». كانت هذه عبارة غير اعتيادية من سيدة محترمة، وكبيرة في السن، وبالتأكيد، كنت متفاجئاً! لكن على كل حال، قمت بسبع جولات حول العالم في حياتها، وقد كانت لديها عبارة رائعة تقول: «الحياة رحلة فريدة.. مع توقفات غير متوقعة». ولم أكن أنوي القيام بجولة حول العالم، لكنَّ شيئاً ما جذبني نحو ذلك، أعتقد أن جينات جدتي كانت قوية! وأعتبر نفسي محظوظاً؛ لأنها كانت لاتزال معنا عندما قررت الانطلاق في هذه المغامرة، وعندما أخبرتها بخططي، كانت متحمسة للغاية، ومنحتني بعض الوصايا والنصائح؛ لتساعدني في رحلتي. عندما بدأت رحلتي عام 2000، وقطعت العالم بالسيارة لمدة 3 سنوات، لم أكن أدرك أنني كنت أبدأ رحلة تتبع خطواتها.. وها أنا هنا اليوم، لا أزال على هذه الرحلة. 

• ما الذي تعلمته من جدتك؟

ـ الأمر غير المتوقع، الذي تعلمته من هنرييت كمفهوم، والذي عاشته كمسافرة، أوصلني إلى أماكن مختلفة، وحيث إنني كنت أنام في سيارتي، فقد تجدني في يوم بشوارع عمان، وفي يوم آخر بأقصى نقطة من وادي رم أو الربع الخالي؛ لألتقي أروع الناس على هذا الكوكب، فـ«الناس» لايزالون قلب إلهامي. حتى اليوم، أسعى إلى تجسيد هذه الروح المغامرة، لكن بطريقة مختلفة قليلاً؛ لأنني لا أسافر بالطريقة الصعبة نفسها، إلا أنني لازلت ألتقي أشخاصاً جدداً كل يوم، وأحب ذلك؛ فأحد أهدافنا أن نكون علامة تجارية، تشكل علاقات ذات معنى؛ لذا لدينا علاقات رائعة مع بعض عملائنا، الذين أصبحوا أصدقاء مقربين جداً. في ما يتعلق بالجانب الإبداعي، يجب أن تكون دائماً جاهزاً للمفاجآت، كما هي الحال عندما تكون في رحلة، إذ يسمح لك هذا بأن تكون منفتحاً على أي فكرة مجنونة، يأتي بها أي مصمم.

• على خطى جدتك.. بدأت تحيي «ليترانج» عندما بلغت 42 عاماً، فما أسباب هذا القرار؟

- هذه قصة طويلة جدًا!.. أولاً، وقبل كل شيء، استحوذت جدتي على الشركة؛ عندما بلغت 42 عاماً، في 1942؛ لأن زوجها توفي خلال الحرب العالمية الثانية. فوجدت نفسها فجأة مسؤولة عن إدارة أكبر شركة لصناعة الجلود الفرنسية، ولديها أكثر من 1000 موظف، وهي التي لم تقم بأي عمل قبل ذلك، لكنها كانت شخصية قوية للغاية؛ لذلك تمكنت من التعامل مع هذه المهمة بنجاح لأكثر من 35 عاماً! عام 1990، كنت بلغت الـ17، فبدأت أول شركة لي، وكانت هنرييت راعية أولى لي، فقد كانت تحب الروح الريادية القوية، لذا دفعتني نحوها. في الحقيقة، لم أكن مقتنعاً تماماً بأنني سأتولى «ليترانج»، ولم تكن لديَّ نية لذلك. عام 2003، كنت مستمراً في قيادة سيارتي حول العالم، وعندما كنت في مكسيكو سيتي، كنت أنام على أريكة في شقة صغيرة على حافة مدينة يملأ الرصاص جدرانها بسبب العصابات، وفي الوقت نفسه أخبرتني أمي وجدتي بأنهما في طريقهما لزيارتي، لأننا لم نلتقِ منذ وقت طويل. لم أكن أعلم كيف يمكنني أن أوفّق بين مغامراتي حول العالم، وبين أن أكون مديراً عاماً لشركة «ليترانج»، التي انقطعت عنها لسنوات. في النهاية، أحببت رؤية جدتي وأمي بشكل غير متوقع، وأخبرتهما بأنني أرغب في أن يكون لديَّ منزل لي ولأولادي، وكذلك لأمي. لم أكن أعرف حقاً ما الذي كنت أطلبه، لكنني كنت أحب الفكرة.. وهكذا، بدأت رحلة «ليترانج» الجديدة عام 2003.

• ما أهمية التراث بالنسبة للعلامات التجارية، وكيف توازن «ليترانج» بين التقليد والابتكار؟

- بالنسبة لي، يعد التراث أصالة علامتنا التجارية؛ إذ إنه يعني مراعاة التقاليد التي شكلتنا، ومنحتنا هويتنا الفريدة، وأسلوبنا المتميز، كما أنه يربطنا بالماضي، ويحمل قصصاً قيمة وتاريخاً غنياً؛ لذا لا يمكننا التخلي عنه؛ فالتراث ليس محدود النطاق، بل هو أساس للتحول والابتكار. بالنسبة لـ«ليترانج»، نحن نحترم التراث العظيم للعلامة التجارية، ونحافظ على الجودة والحرفية، اللتين تميزت بهما العلامة على مر عصورها. لكننا، أيضاً، نتطلع إلى المستقبل، ونسعى إلى تحديث تصاميمنا ومنتجاتنا بشكل مستمر؛ فنحن منفتحون دائماً على الأفكار الجديدة والمبتكرة، باستخدام أحدث التقنيات والمواد المبتكرة. إنه توازن دقيق بين التقليد والابتكار يجعل «ليترانج» فريدة واستثنائية، وهذا يتطلب منا الإبداع والتفكير الجديد دائماً، لكن مع الحفاظ على جوهر وهوية العلامة التجارية، وهذا ما يجذب الناس إلى «ليترانج»، ويجعلها تستمر في الوقت الحاضر، وتحافظ على مكانتها كعلامة تجارية مبتكرة وفخمة.