قد لا يعرف أحد، حتى اليوم، سر تلك الدموع التي ذرفتها الشابة الأردنية، لين أبو سماقة، فور رؤيتها إطلالة الملكة رانيا العبدالله، خلال مشاركتها في احتفال الأردن الرسمي بعيد الاستقلال عام 2022.

وتكمن تفاصيل تلك الدموع، الممزوجة بالفرح والفخر، في الحقيبة التي حملتها الملكة رانيا في ذلك اليوم، فهي من تصميم الشابة أبو سماقة، التي لاتزال في بداية حياتها المهنية، ولم تكن تحلم يوماً بأن ترى أحد تصاميمها يُحمل على كتف «ملكة القلوب».

تقول الشابة لين أبو سماقة، المقيمة في مدينة إسطنبول التركية، في حديث خصت به «زهرة الخليج»، إن حلمها الذي راودها، منذ بدء مسيرتها المهنية عام 2019، تحول إلى حقيقة بسرعة لم تتخيلها يوماً، وأن ما زاد فرحها هو حمل الملكة حقيبتها في يوم الاستقلال، الذي يعد أهم مناسبة وطنية يحتفي بها الأردن، مؤكدة أنها ستبقى تفتخر بتلك اللحظة الفارقة من حياتها طوال عمرها، فهي الأهم على الإطلاق.

 

علامة فارقة:

تقول أبو سماقة إن حمل الملكة رانيا العبدالله، بين يديها، تلك الحقيبة التي استغرق تصميمها قرابة الـ3 سنوات، غيّر كل تفاصيل حياتها، ولفت أنظار العالم إليها، وشكل لها دعماً غير مسبوق، إذ عرفها العالم أجمع، وعرف علامتها التجارية الحديثة العهد، ما يؤكد حرص الملكة على دعم المواهب النسائية الشابة، والمصممين الأردنيين الذين لايزالون في بداية الطريق.

وتؤكد لين أنه لم يخطر ببالها، يوماً، أن يتم التواصل معها بخصوص تلك الحقيبة المثلثة الشكل، خاصةً أنها تعد التصميم الثاني لها فقط في مسيرتها المهنية.

وتشير لين إلى أن تصميمها كان ملائماً تماماً لإطلالة الملكة في تلك المناسبة، خاصةً أنها ارتدت زياً يحمل بعض الأشكال الهندسية، وعلى وجه الخصوص تلك المثلثات التي كانت كأنها قطعة من الحقيبة، التي زينتها يد الملكة عندما حملتها.

سر التصميم:

شكل حب الشابة الأردنية للأشكال الهندسية على وجه العموم، والعمارة المختصة بهذه الأشكال، مصدر إلهام كبيراً لها؛ لتصميم حقيبة مستوحاة من الأبراج المثلثة والأهرامات.

وتصف المصممة لين أبو سماقة أفكارها، قائلةً: «الإلهام وراء حقائبي متجذر بعمق في عالم الأشكال الهندسية والجماليات، وقد استمددت طاقتي الإبداعية من الأناقة والدقة، اللتين توجدان في أبراج المثلثات، وعجائب الهندسة المعمارية، وكانت رؤيتي هي أن أدمج هذه الجاذبية الهندسية في كل حقيبة أقوم بصنعها».

وتضيف أنها أرادت لهذه الحقيبة أن تمثل إشارةً واضحةً إلى القوة، تماماً كما تقف الهياكل المثلثة بجرأة وقوة، وأنها لطالما تصورت في تلك الأشكال مزيجاً من الوظائف والأناقة، إذ تمنح كل امرأة تحملها إحساساً لا يمكن إنكاره بالجرأة والثقة.

وتكشف تصاميم لين فن المثلثات، إذ تعزف على وتر اللعب بالأبعاد، وتوازن الألوان والمواد، فكل حقيبة تعد شهادة على جمال التصميم الهندسي، وترمز إلى القوة، وتشكل مصدر إلهام للنساء اللواتي يسعين إلى التعبير عن أسلوبهن المتفرد، وترك انطباع خاص بهن.

البدايات:

تستذكر أبو سماقة بداياتها عام 2019، فتقول: «بعد انطلاقتي في ذلك العام، اضطررت إلى التوقف بسبب ظروف جائحة (كورونا)، وعدت بعدها بعام، وكنت أحاول نشر أفكاري وعملي وتصاميمي، عبر منصات (السوشيال ميديا)».

وقدمت المصممة الشابة أولى تجاربها من خلال تعاونها مع الممثلة جوانا عريضة، بطلة مسلسل «مدرسة الروابي للبنات»، وهي التي أطلت حاملةً حقيبة أبو سماقة الأولى، وعقدت جلسة تصوير لها، ما كان له أثر في تعريف الناس بها، إذ نشرت عنها بعض الصحف المحلية في ذلك الوقت.

وتكمل لين أنها سارت في طريقها؛ ليكون ثاني إنتاجاتها هو الأقرب إليها، وسبب الفرح الأول الذي قد لا يساويه فرح آخر، كيف لا وهو التصميم الذي حملته ملكة يعرف العالم أجمع أنها أيقونة للأناقة والجمال.