شكل نبأ عودة مهرجان الجونة السينمائي إلى الظهور هذا العام خبراً ساراً لجميع عشاق ومحبي السينما، خاصة بعد تلك المكانة الكبيرة، التي استطاع المهرجان حجزها لنفسه في فترة قياسية لم تتجاوز خمس سنوات، واستطاع «الجونة» أن يصبح واحداً من أهم المهرجانات السينمائية في العالم العربي، والقارة الأفريقية على وجه الخصوص، وبات يستقطب أهم الأعمال السينمائية العالمية إليه.

 

وعقدت إدارة المهرجان، قبل أيام قليلة، مؤتمراً سينمائياً، كشفت خلاله عن أبرز ملامح دورته السادسة، التي تشهد عودة موفقة لهذا الحدث العالمي، بعد أن غاب العام الماضي، واعتبر منظموه الغياب فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة التفكير، وبدء الاستعداد له من جديد.

وفي المؤتمر الصحافي، قال مؤسس المهرجان، رجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس، إن «المهرجان نجح بدورته الأولى من خلال نواياه الحسنة، وقد نال شهرة واسعة من خلال مؤسسيه، وسحر مدينة الجونة»، مؤكداً أنه على نطاق شخصي يصف نفسه بأنه «عاشق للسينما»، وقال: «أشاهد ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة أفلام في اليوم الواحد، وأتمنى أن تظل السينما صناعة للفرح؛ لأننا نحتاج إليه في هذا الوقت».

بينما قال مؤسس مدينة الجونة، سميح ساويرس، إن «(المهرجان) بات منصة للفن والثقافة في المنطقة، كونه يحمل رسالة هادفة للفن، وقوته الناعمة»، مشيراً إلى أنه شكّل إضافة حقيقية للمدينة، التي تعد وجهة سياحية فريدة.

سوق «المهرجان»:

يشهد «المهرجان»، هذا العام ولأول مرة في تاريخه، إقامة «سوق الجونة السينمائي»، الذي يعد ملاذاً للمخضرمين والناشئين في السينما العربية على حدٍّ سواء، بمن فيهم: المنتجون والموزعون ووكلاء المبيعات ومنصات البث المباشر، وكذلك المسؤولون عن برامج التمويل، والمنح.

كما تم تأسيس منصة داخل السوق، تعرض فيها المشاريع والمعدات الخاصة بصناعة الأفلام، وكذلك المستلزمات المتعلقة بالبنى التحتية والتقنيات والخدمات، وأخرى للمبادرات الجديدة للمنظمات والمؤسسات الداعمة للسينما والأفلام.

وبحسب القائمين على مهرجان الجونة السينمائي، فإن فكرة إقامة هذا السوق جاءت بهدف ربط صناع الأفلام والسينما بمشترين محتملين، أو شركاء، أو موزعين.

«ناشئو الجونة»:

«ناشئو الجونة» هو واحد من البرامج المهمة، التي أعلن المهرجان إقامتها هذا العام، وهو مخصص للطلاب، وصناع الأفلام الجدد، الذين يخوضون أولى تجاربهم السينمائية، وقد دعتهم إدارة المهرجان إلى الاطلاع على التجارب المحترفة فيه، والاستفادة منه، ومن فعالياته. كما يسعى المهرجان إلى توفير موارد مالية لهم، وترويج أفكارهم وأعمالهم، وتأمين الدعم اللازم لتطوير مواهبهم الناشئة.

ويرتبط هذا البرنامج ارتباطاً وثيقاً بسوق الجونة السينمائي، الذي يوفر الكيانات الداعمة لصناعة السينما على وجه العموم.

كما أطلق «المهرجان» مبادرة تهدف إلى جلب 200 شاب من مختلف مدن مصر، بدعم منظمات وهيئات على رأسها الأمم المتحدة، بهدف خوض تجربة جديدة، من خلال الاطلاع على المهرجان وتفاصيله الكاملة، كما سيتم عرض قرابة الـ30 فيلماً قصيراً على هامش الفعاليات الرئيسية.

  • المخرجة البوسنية ياسميلا جبانيتش

بوسنية تترأس لجنة التحكيم:

أسند المهرجان، في دورته السادسة، رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة إلى المخرجة البوسنية ياسميلا جبانيتش، التي ولدت عام 1974، وتملك سجلاً حافلاً في صناعة الأفلام العالمية، ففي رصيدها الفني خمسة أفلام عرضت في كل أنحاء العالم.

ويعد فيلم «غربافيكا»، الحائز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين 2006، أحد أهم الأعمال التي قدمتها جبانيتش إلى السينما العالمية، وقد ترشح هذا العمل كذلك لـ«أفضل فيلم أوروبي».

فيلم قصير يفتتح المهرجان للمرة الأولى:

للمرة الأولى في تاريخ المهرجانات السينمائية العربية، يقع الاختيار على أحد الأفلام القصيرة لافتتاح هذا الحدث المهم.

ويفتتح فيلم «60 جنيه»، الذي يقوم ببطولته مغني الراب الشهير زياد ظاظا، ومن تأليف وإخراج عمرو سلامة، فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في نسخته السادسة، كما ينافس الفيلم ذاته في مسابقة الأفلام القصيرة بعرض عالمي أول.

ويحكي الفيلم قصة شاب مراهق يدعى «زياد»، يعاني العنف الأسري، الذي يفرض عليه، وعلى بقية أسرته من قبل والده، ويحاول «زياد» الهرب من واقعه المر، من خلال تأليف الأغاني، قبل أن يتصاعد التوتر في العائلة، ويصل إلى ذروته المطلقة؛ ليأخذ هذا الشاب على عاتقه مهمة تخليص عائلته من هذه المعاناة، التي رافقتهم سنين طويلة.