بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السعودي، والاحتفاء بما وصلت إليه المملكة العربية السعودية منذ التأسيس، لا يمكننا إغفال دور النساء السعوديات الملهمات، اللواتي قدمن إسهامات كبيرة في مجالات مختلفة ومتعددة، وقد أثبتن أنهن قادرات على تحقيق النجاح والإنجازات، في أي مجال يخترنه.

ومن خلال تقديمهن النموذج الأمثل للمرأة السعودية، يمكن للشابات السعوديات الاستلهام من هؤلاء النسوة، والسعي لتحقيق أحلامهن، والنجاح في حياتهن المهنية، وذلك بالتعليم والتدريب والتطور المهني، لذا يجب علينا أن نحتفي بهن، ونقدر ما قدمنه من جهود ومساهمات في تطوير وتقدم المملكة العربية السعودية.

نساء ملهمات من المملكة العربية السعودية:

  • ريانة برناوي

ريانة برناوي.. رائدة فضاء:

قدمت ريانة برناوي مساهمات كبيرة في أبحاث الفضاء، ليتم اختيارها من قبل الهيئة السعودية للفضاء، كأول رائدة فضاء تمثل البلاد كجزء من أول مهمة فضائية سعودية، ضمن المهمة الفضائية لطاقم (AX-2).

ولدت ريانة في الرياض عام 1988، ونشأت مع شغفها بالعلم، وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاغو في نيوزيلاندا، كما حصلت على الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل.

تمكنت الشابة السعودية من إعلاء اسمها واسم وطنها، منذ تخرجها في جامعة أوتاغو في نيوزيلاندا، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس، وعادت إلى بلادها لتستكمل مشوارها التعليمي حتى حصلت على شهادة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل في الرياض.

وكانت ريانة شغوفة بتطوير عملها، حيث كانت تزور مصانع الأدوية والمستشفيات في مدينة تيانغين في الصين عام 2012، ضمن الوفد السعودي، لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الطبي وهي في الـ24، ثم عملت كمتخصصة في أبحاث ومختبرات الخلايا الجذعية السرطانية، حتى وصلت اليوم لتصبح أول رائدة فضاء سعودية.

لذا تعتبر برناوي مصدر إلهام للعديد من الشابات في المملكة العربية السعودية وحول العالم، فقد حطمت إنجازاتها كرائدة فضاء الحواجز، وفتحت فرصاً جديدة للنساء في العلوم والهندسة، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يلهم مثالها الأجيال القادمة؛ لمواصلة استكشاف أسرار الفضاء والكون.

  • سارة بنت عايد بن محمد العايد

سارة بنت عايد بن محمد العايد.. رائدة في عالم ريادة الأعمال والاتصالات:

تعد سارة العايد من أشهر الأسماء في عالم ريادة الأعمال والاتصالات وتطوير الذات، إذ لها تاريخ طويل من النجاحات والشراكات المهمة، التي وقعت على أرض المملكة، فمن هي، وماذا حققت؛ لتصبح ضمن قائمة أشهر وأبرز الملهمات السعوديات؟

سارة بنت عايد بن محمد العايد هي الشريك المؤسس ورئيسة الشؤون الاستراتيجية لشركة «تراكس» (TRACCS) واحدة من أفضل شركات العلاقات العامة المستقلة في العالم، بالإضافة إلى أنها عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة، ومجلس السياحة والثقافة، وكذلك مجلس التعليم والتدريب بغرفة جدة.

وبكل مجال تخطو فيه سارة العايد خطواتها، تحقق نجاحاً مبهراً، منذ تخرجها في كلية الآداب قسم «إنجليزي ولغويات» عام 1997، حتى تم اختيارها سفيرةً ليوم رائدات الأعمال العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين الأعوام: 2016 و2019، وتم تصنيفها ضمن السيدات الأكثر تأثيراً في العالم العربي من قبل مجلة «فوربس»، ويشار إليها بصفتها المرأة الخليجية الرائدة في صناعة العلاقات العامة على مستوى منطقة الخليج، وتمكنت من إدراج شركتها، ضمن قائمة أفضل 100 شركة علاقات عامة مستقلة حول العالم.

وتهتم سارة العايد بتمكين المرأة، ومساعدتها على تحقيق حلمها واستقلالها المادي والاقتصادي، حيث تهدف إلى تدريب النساء على تأسيس مشاريعهن الصغيرة، إذ شاركت في تدريب آلاف السعوديات الرائدات، وترأست مسابقة تهدف لمساندة تطوير البنية التحتية لريادة الأعمال على مدار 5 سنوات، وتمكنت من تعليم أكثر من 60 ألف رائدة أعمال، وحصلت 30 من رائدات الأعمال المتدربات معها على فرص الدعم الإرشادي، بينما نالت 20 رائدة أخرى الدعم في مشاريعهن.

  • الدكتورة آلاء عارف

آلاء عارف.. استشاري أمراض جلدية وتجميل:

تعتبر الدكتورة آلاء عارف من الأسماء السعودية البارزة في مجال التجميل، سواء اللاجراحي، أو التزين بالمجوهرات والحلي، حيث لديها أكبر مركز للـ«بيرسينج»، أي التزين بالحلي في الأذن والجسم، وتتبع فيه معايير عالمية من العناية الطبية والتعقيم، بالإضافة إلى اهتمامها باستخدام المجوهرات ذات الطابع العربي.

وقد درست الدكتورة آلاء عارف في معهد سانت جون للأمراض الجلدية، بجامعة لندن في المملكة المتحدة، وحصلت على الدكتوراه في التخصص الدقيق بالإجراءات اللاجراحية من نيويورك، وكذلك زمالة جراحة الأمراض الجلدية والتجميل من مدرسة إيكان للطب في «ماونت سينا».

وعملت الطبيبة السعودية في القطاع الصحي بوزارة الداخلية السعودية، لتقرر بعد ذلك افتتاح عيادتها الخاصة في مدينة جدة، وتصبح أول طبيبة سعودية معتمدة كسفيرة لشركة «اليرجان» العالمية للتدريب على الحقن التجميلية، واليوم أصبحت آلاء عارف الأكثر ثقة بين مشاهير ونساء السعودية والعالم العربي.

  • دانية عقيل

دانية عقيل.. أول امرأة تفوز بكأس «باها»:

هي شابة سعودية استثنائية، تمكنت من تحقيق لقب أول امرأة عربية وعالمية تحصده، فقد حصلت على بطولة كأس العالم لراليات الباها الصحراوية، وتعد أول محترفة سعودية تحصل على رخصة سباق الدراجات النارية.

كسرت دانية، صاحبة الـ33 عاماً، صورة الفتاة النمطية، التي تحقق إنجازات في مجالات تُعنى بالمرأة، بينما اقتحمت عالم الرجال، وحققت فوزاً تاريخياً، حيث شاركت في بطولة راليات الباها لأول مرة، وسط 17 سائقاً عالمياً من بلدان عديدة، مثل: روسيا، هولندا، البرتغال، بريطانيا، وروسيا، وحققت 103 نقاط في مشاركتها العالمية الأولى.

حصلت دانية عقيل على درجة الماجستير في الأعمال الدولية من بريطانيا، وبدأت دخول عالم الرياضة من خلال الدراجة النارية، وبالفعل شاركت في سباقات عربية عديدة، منها: بطولة الإمارات العربية المتحدة أولى محطاتها، والمشاركة في بطولة البحرين الدولية، ومؤخراً حصدت لقب المركز الأول في الترتيب العام لفئة (تي. 3) بكأس العالم للراليات الصحراوية الباها بولندا.

  • لبنى العليان

لبنى العليان.. سيدة أعمال سعودية:

تعتبر لبنى العليان أشهر سيدة أعمال سعودية وعربية على الإطلاق، حيث تدير إمبراطورية باسم مجموعة العليان المالية، وهي من أسرة تجارية عريقة، حيث إنها ابنة رجل الأعمال الشهير سليمان العليان. ولدت في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم شمال المملكة عام 1955، ودرست وتخرجت في جامعة كورنيل، وجامعة إنديانا بالولايات المتحدة، وبعد ذلك انطلقت في مسيرة العمل المُذهلة.

بدأت العليان حياتها المهنية من بنك مورغان غوارنت في نيويورك، لكن سرعان ما عادت إلى المملكة للانضمام إلى شركة عائلتها، حتى وصلت اليوم إلى منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لمجموعة شركات العليان، بالإضافة إلى أنها عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس العربي للأعمال، المنبثق عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وتعمل في منصب عضوية مجالس إدارات عدد من الشركات الصناعية والاستثمارية الرائدة، على رأسها: البنك السعودي الهولندي، ومجموعة «دبليو بي بي»، وشركة شلمبيرجير للبترول، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، بالإضافة إلى أنها عضو مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، واللجنة التنفيذية في المجلس العربي للأعمال.

وحصدت سيدة الأعمال السعودية الشهيرة لقب أول امرأة تعمل في شركة «العليان للتمويل»، لمدة 18 عاماً، وجاءت ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية، وفقًا لمجلة «أرابيان بيزنس» الاقتصادية، إذ حصلت على المركز الثاني عام 2011.

  • مريم موصلي

مريم موصلي.. مؤسس «نيش أريبا»:

لمع اسم مريم موصلي في الصحف والمجلات العالمية والعربية، حيث تم إدراجها ضمن قائمة Business of Fashion 500، لعامين متتاليين، التي تضم أشهر الأسماء والشخصيات في عالم صناعة الأزياء والموضة. وتمكنت مريم وهي مصممة ورائدة أعمال سعودية، من تحقيق الكثير من الإنجازات، حيث بدأت مسيرتها المهنية عام 2011، من خلال تأسيس شركة «Niche Arabia»، التي أصبحت واحدة من أشهر وكالات الاتصالات الفاخرة الرائدة في المملكة السعودية، فهي شركة متعددة الأوجه للدعاية والتسويق والاستشارات والعلامات التجارية، كما أنها تطلق مبادرات إبداعية للعملاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من تخرج مريم في تخصص علم النفس بجامعة جورج واشنطن، وبداية حياتها المهنية كصحافية، فإنها تمكنت من تأسيس شركتها الرائدة، التي حظيت بدعم واسع، كونها العربية الوحيدة التي تمت دعوتها إلى حفل Celebration of Design Gala، الذي قدمته السيدة الأولى ميشيل أوباما عام 2015، بالإضافة إلى أنها أول خبيرة أزياء عربية، تتم دعوتها من قبل السيدة الأولى ميشيل أوباما إلى البيت الأبيض لتكريمها، وبهذا أصبحت ضمن نساء سعوديات وصلن بالموضة المحلية إلى العالمية.

  • هيفاء المنصور

هيفاء المنصور.. مخرجة سينمائية:

هي مخرجة أفلام سعودية، حققت إنجازات رائعة في صناعة السينما، لقد صنعت التاريخ لكونها أول امرأة في المملكة العربية السعودية تقوم بإخراج فيلم روائي طويل، وقد جعلها عملها الرائد مصدر إلهام للعديدات من النساء في بلدها، وحول العالم.

ولدت هيفاء عام 1973، في الأحساء بالمملكة العربية السعودية، ووالدها الشاعر والمفكر السعودي عبدالرحمن المنصور، ووالدتها بهية حمد الصويغ، وشقيقتها الفنانة التشكيلية هند المنصور، وكانت عائلة هيفاء داعمة لتطلعاتها، كما شجعها والدها على تحقيق أحلامها.

وقد درست الأدب المقارن في الجامعة الأميركية بالقاهرة 1997، وحصلت بعد ذلك على درجة الماجستير في الإخراج من جامعة سيدني بأستراليا بعام 2009، وساعد تعليمها وخبراتها بأنحاء مختلفة من العالم، في تشكيل وجهة نظرها حول رواية القصص، ومنحها الأدوات اللازمة لتصبح مخرجة أفلام ناجحة.

وتم إصدار أول فيلم روائي طويل لهيفاء، وهو «وجدة» عام 2012، ودخل التاريخ باعتباره أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية، وحصل على أول ترشيح للمملكة العربية السعودية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.

وتشمل أعمال هيفاء البارزة الأخرى: فيلم «ماري شيلي»، وهو سيرة ذاتية عن الكاتبة الشهيرة، وتم عرضه لأول مرة عام 2017، في مهرجان تورونتو العالمي للأفلام، وحظي بالإشادة لتصويره حياة المؤلفة ونضالاتها. وفيلم «المرشحة المثالية»، وهو دراما سياسية، تدور أحداثها في المملكة العربية السعودية، وتم عرضه لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي عام 2019، ولاقى استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء، ونافست من خلاله مخرجين عالميين، مثل: الكندي آتوم أيغويان، والسويدي روي أندرسون، والياباني هيروكازو كوريدا.

كان لعمل هيفاء تأثير كبير على المملكة العربية السعودية والعالم الأوسع، حيث سلطت أفلامها الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية التي تواجه المرأة في بلدها، وأثارت محادثات مهمة حول المساواة بين الجنسين والتمثيل في الفنون، كما ألهم نجاح هيفاء كمخرجة أفلام نساء أخريات في المملكة العربية السعودية لمتابعة مهن في مجال الفنون، وأصبحت نموذجاً يحتذى للشابات اللاتي يكسرن الحواجز، ويتحدين المعايير في مجتمعهن. وفي عام 2013، تم اختيارها ضمن قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.