رغم مرور 16 عاماً على عرض الفيلم الدرامي الرومانسي الحربي «Atonement» (تكفير)، المقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه، للكاتب إيان ماك إيوان، فإن الفستان الأخضر، الذي ارتدته الممثلة البريطانية كيرا نايتلي، لايزال عالقاً بأذهان عشاق الأفلام، وصنف بأنه من أجمل الأزياء التي تم ارتداؤها في تاريخ السينما.

  • كواليس تصميم فستان كيرا نايتلي الأخضر في فيلم «Atonement»

ولحظة عرض الفيلم بصالات السينما في 7 ديسمبر 2007، وُصف بأنه تحفة فنية، ووصفته وكالة «رويترز» بأنه «فيلم كلاسيكي فوري»، يروي قصة ملحمية، تنتقل من قصور الطبقة الأرستقراطية البريطانية إلى أهوال الحرب العالمية الثانية، إلى لندن المعاصرة؛ لاستكشاف كيف دمرت كذبة واحدة حياة ثلاثة أشخاص، هم: «روبي تورنر» الذي جسده جيمس ماكافوي، و«سيسيليا تاليس» التي قدمتها كيرا نايتلي، وشقيقتها الصغرى «بريوني» التي جسدتها ساويرس رونان.

وخلال أحداث الفيلم تسحر كيرا أو «وسيسيليا» الجمهور، بفستانٍ من الساتان الأخضر الزمردي لا يُنسى، إذ تظهر وهي ترتديه أثناء لقائها حبيبها «روبي» في المكتبة.

  • فستان كيرا نايتلي الأخضر في فيلم «Atonement»

ينقل المعاني التاريخية والعاطفية كلها:

تمكن هذا الفستان من نقل كل المعاني التاريخية والعاطفية للفيلم تقريباً، بدءاً من الاختلاف الطبقي الذي عاشه «روبي»، ابن مدبرة المنزل، مع «سيسيليا» الشابة الارستقراطية، إلى موجة الرغبة التي تجمعهما.

وأصدر مخرج الفيلم جو رايت تعليماته إلى مصممة الأزياء، جاكلين دوران، بالتركيز على ثلاثة معايير أثناء تصميم الفستان، هي: الخفة، والطول، وظل اللون الأخضر.

ومن خلال تقليد الموضة البريطانية في ثلاثينيات القرن العشرين، ابتكرت دوران ثوباً أصلياً بالكامل، تمكن من دمج الأناقة المدروسة، والشكل الانسيابي الحر.

ومن أجل الحصول على اللون المناسب تماماً، ابتكرت صبغة خاصة لإنتاج اللون الأخضر الزمردي المتقزح، الذي أرادته.

  • كيرا نايتلي في فيلم «Atonement»

فستان يستحق «الأوسكار»:

ونظراً لأن المشهد، الذي يجمع بين «سيسيليا» و«روبي» في المكتبة، كان سيتم التقاطه في أكثر أيام الصيف حرارة، فقد توجب أن يكون ذلك الفستان كاشفاً ورقيقاً ودقيقاً في الوقت نفسه، كما كان طول الفستان مهماً أيضاً للمشهد. أما اللون الأخضر، فهو يرمز إلى المشاعر الداخلية بين البطلتين، والغيرة التي تشعر بها «بريوني» شقيقة «سيسيليا»، تجاه الأخيرة.

لذلك، تخيلت جاكلين دوران فستاناً، يمكن أن يمنحها ترشيحاً لجائزة الأوسكار في عام 2008.

وتدور أحداث رواية إيان ماك إيوان خلال عام 1935، وهي الفترة التي بدأت فيها الملابس تأخذ منحى آخر، إذ ظهرت أشرطة رفيعة مع تنورة متدفقة، وخط عنق خلفي، وشق مركزي يكشف عن طول ساقي الممثلة. لذا، من أجل تصميم هذا الزي، الذي حقق نجاحاً كبيراً، انغمست مصممة الأزياء في أرشيفات أزياء ثلاثينيات القرن العشرين.

ومع ذلك بحسب مجلة «فوغ»، فإننا لن نجد فستاناً واحداً يشبه الفستان الموجود في هذا الفيلم، إذ يتميز بقصته المنخفضة، التي لم تكن موجودةً في ذلك الوقت، حيث اعترفت مصممة الأزياء بهذه المفارقة التاريخية، نتيجة قرار إبداعي مفترض، وذلك من أجل أن يتكيف الفستان مع المشهد والأسلوب الأرستقراطي البحت لـ«سيسيليا تاليس».

  • جوليا غارنر تستوحي فستانها منه

جوليا غارنر تستوحي فستانها منه:

خلال مايو هذا العام، أخذت جوليا غارنر الجمهور في رحلة عبر الذكريات، إذ سارت النجمة الأميركية على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، بفستانٍ باللون الأخضر من دار الأزياء الفاخرة «غوتشي»، حمل تشابهاً غريباً مع فستان فيلم «Atonement».