التطور التكنولوجي المتسارع بصورة مذهلة، في الحقبة الزمنية الأخيرة، جعل البشرية تعيش واحداً من أسرع عصور التحولات، التي مرت على تاريخها.. فالتقنيات الحديثة، وتطور الذكاء الاصطناعي، تشير إلى حدوث تحولات حادة في كل منظومة مرتبطة بالإنسان، خلال السنوات القادمة، والتعليم واحدة من تلك المنظومات البشرية، التي تتعرض لمساحة كبيرة من التحولات مع التقنيات الحديثة، وتطور الذكاء الاصطناعي.. فكيف نرى مستقبل التعليم؟

المساحة الإيجابية كبيرة لهذا التطور التكنولوجي الكبير، وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم؛ فتلك التقنيات تتيح للمعلمين، والقائمين على إدارة العملية التعليمية، تحليل أداء الطلاب بصورة دقيقة، وتتبع تطورهم، والوقوف على القدرات الفردية عند كل طالب، وكيف يمكن تطويرها بصورة تتلاءم مع تلك القدرات، والقدرات الفردية، ما قد يتيح تجربة تعليمية مخصصة ومرتبطة بالهوية الفردية للطالب.

من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، يصبح التعلم الذاتي أكثر قوة وفاعلية، إذ يمكن للطلاب الوصول إلى موارد تعليمية ضخمة ومتنوعة عبر الإنترنت، والتعلم بسرعة وسهولة في مجالات تهمهم، كما تساعد طريقة التعلم هذه الطلاب على اكتساب المعرفة، وتطوير مهاراتهم بمستوى يفوق التعلم التقليدي.

كما أن هذا التطور، والقدرات التقنية العالية للذكاء الاصطناعي، تساعد في ظهور منصات تعليم على شبكة الإنترنت ذات قدرة تفاعلية عالية، تتميز بالشمول المعرفي، ما يسمح للطلاب والمعلمين بالتفاعل، وإنتاج محتوى تعليمي جذاب، وقادر على الوصول إلى وعي الطلاب بسهولة، كما أن تلك المنصات تسمح للطلاب والمعلمين بالوصول إلى الموارد المعرفية عبرها، في أي وقت، وبسهولة تساهم في اختصار المدة الزمنية اللازمة لإنهاء المراحل التعليمية، فقد نجد يوماً ما أن من الطبيعي انتساب الطالب إلى الجامعة، وهو في عمر أقل من 15 عاماً.   

نتحدث، كثيراً، عن مخاطر تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذا أمر لا يمكن إنكاره، لكن أيضاً هناك جانب إيجابي عظيم، ينعكس على الكثير من مظاهر الحياة خاصة التعليم؛ فكان لابد أن ننظر إلى هذا الجانب، ونعمل على تعظيم قيمته، حيث يُظهر تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي أن التعليم  يشهد تحولاً هائلاً نحو تجربة تعليمية متطورة وشاملة. سيكون مستقبل التعليم مملوءاً بالفرص والتحديات، التي يمكن للتقنية الحديثة أن تساهم في التغلب عليها. من خلال الاستفادة الكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتمكن المجتمع التعليمي من تحسين جودة التعليم، وتمكين الطلاب لمستقبلٍ أفضل وأكثر إبداعاً.