كبرنا، ونحن نسمع نصائح آبائنا، بضرورة تناول الجزر، إما عن طريق قضمه أو شربه كعصير، أو مضغه مشوياً أو مطبوخاً، لتقوية النظر، فهل الأمر حقيقي، أم كان تشجيعاً لنا على تناوله؟

تقول المعلومات الطبية إن الجزر يحتوي على نسبة «بيتا كاروتين» أكثر من أي خضروات أخرى، حيث يتحول هذا المركب النباتي إلى فيتامين «أ» في الجسم، وهو عنصر غذائي مهم لصحة العين، ويشتهر فيتامين «أ» بقدرته على حماية العينين، وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض العين مع التقدم بالعمر، مثل: إعتام عدسة العين (الماء الأبيض)، والجلوكوما (الماء الأسود).

ومعروف أن فيتامين «أ» يحسن الرؤية الليلية بشكل كبير، لكن إذا كانت مشكلات الرؤية غير مرتبطة بفيتامين «أ»، فمن المحتمل ألا تتحسن الرؤية، بغض النظر عن كمية العصير التي يتم تناولها.

كما يحتوي عصير الجزر على نسبة عالية من فيتامين «سي»، المهم لجهاز المناعة في مساعدته على منع الالتهابات، وكمضاد قوي للأكسدة، ويقي فيتامين «سي» الإجهاد التأكسدي، ويساهم أيضاً في تكوين خلايا الدم البيضاء، التي تلعب دوراً حيوياً في محاربة وصد مسببات الأمراض.

لكن خبيرة التغذية الروسية، الدكتورة مارغريتا أرزومانيان، لها رأي مخالف، حيث كانت قد صرحت، سابقاً، لوكالة أنباء «نوفوستي»، الروسية، بأن الجزر على أهميته في تقوية النظر، إلا أنه غير مفيد لاستعادة حدة الرؤية، إذ تقول: «لا فائدة من تناول الجزر أو العنب البري بكميات كبيرة، من أجل تحسين الرؤية؛ لأنه بعكس الاعتقاد الشائع ليست للجزر والعنب البري خصائص تساعد على علاج ضعف البصر».

وتؤكد الدكتورة مارغريتا أن ضعف النظر لا يمكن علاجه بالاعتماد على طعام محدد، بل يحتاج إلى اتباع نظام غذائي صحي، يتضمن عناصر غذائية معينة، لتعزيز صحة شبكية العين، مثل: «أحماض أوميغا 3»، التي تتوفر في الأسماك الدهنية، و«اللوتين» الذي يوجد في الخضروات، و«الزنك» الموجود في البقوليات، وهي من الأطعمة الغنية به، وفيتامينات: «أ، وب، وسي، وهـ»، المتوفرة في البذور والمكسرات.

وفضلاً عن فوائده للنظر، يحمي فيتامين «أ» خلايا الجلد من الجذور الحرة، وبالتالي هو عامل مهم في نمو خلايا الجلد، حيث يساعد على تعويض الخلايا الميتة، ويساعد على إصلاح أنسجة الجلد التالفة، ما يقلل الالتهابات، ويعزز التئام الجروح. كما تحمي النسبة العالية من «البيتا كاروتين» البشرة من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ما يساعد على تقليل حروق الشمس. وحتى يمتص الجسم فيتامين «أ» بشكل أفضل، ينصح بإضافة بضع قطرات من زيت الزيتون، أو زيت بذر الكتان، إلى العصير.