تقف الفنانة السعودية، همس فكري، أمام فرصة ذهبية لتخليد اسمها بين أبرز الأصوات النسائية السعودية، والخليجية، وحتى العربية، بعد أن استطاعت نقش اسمها كأول من ينال لقب برنامج اكتشاف المواهب «سعودي أيدول» في نسخته الأولى. ومن المعروف، حتماً، أن لقب «أول من» يمنح صاحبه أو صاحبته ميزات كبيرةً، قد لا يحظى غيره بها.

  • السعودية همس فكري الفائزة ببرنامج سعودي أيدول

لم تصدق وجود البرنامج فنالت لقبه:

لم تصدق همس، بدايةً، وجود برنامج اسمه «سعودي أيدول»، رغم أن القائمين عليه اتصلوا بها، عارضين عليها المشاركة فيه، لكنها أجرت بحثاً كبيراً عنه، ولم تجد شيئاً يشير إلى وجوده في ذلك الوقت؛ فلم تفكر في الاشتراك به إطلاقاً.

وتضيف الشابة السعودية، في حوار خصت به «زهرة الخليج»، أنها، وبعد أن أَغْلَقَتْ باب المشاركة في «سعودي أيدول» لعدم يقينها بحقيقته، بدأت بعد فترة قصيرة تسمع به، وتشاهد استقطاب المشاركين؛ فأعادت الاتصال بالمسؤولين عنه، وعرفتهم بنفسها، وأعلنت عن رغبتها في المشاركة به.

ولم يَدُرْ بخَلَد همس أنها ستفوز بهذه المسابقة، التي حظيت باهتمام عربي وعالمي غير مسبوق، إذ قالت: «لم يخطر ببالي أن أتوج باللقب، وتوقعت أن أصل إلى مكان معين، ومرحلة متقدمة في البرنامج، لكن تكللت مشاركتي بالنجاح، والفوز باللقب».

  • تغني باللهجة السعودية

 

لهجتي تصنع هويتي:

لم يكن اختيار همس الغناء بلهجة وطنها السعودية صدفةً أو عبثاً، فقد قدمت آخر أعمالها الفنية أغنية «كتوم» باللهجة السعودية أيضاً، وهي التي مازالت تحقق نجاحات مبهرة، بحصدها أكثر من مليونَيْ مشاهدة بعد عشرة أيام فقط من إصدارها.

وتصف همس، لـ«زهرة الخليج»، تعمدها تقديم أعمالها الفنية باللهجة السعودية والخليجية، بأنها تريد أن تصنع هويتها في عالم الفن والغناء، وأن تكون هذه الهوية مصبوغة بلهجتها الأم.

وتكمل همس: «أغني بلهجة وطني؛ لأنني أريد أن أثبت للعالم أجمع أن الفن الحقيقي يصل للجميع، مهما كانت لغته ولهجته، كما أنني أقدم أعمالي الأولى بلهجتي الأصلية؛ تكريماً لبلادي التي قدمتني للعالم».

وتضع همس نفسها أمام مسؤوليات كبرى، إذ إنها ترى، أنه ورغم وجود فنانات ذوات قيمة فنية كبيرة في الخليج العربي، فإنهن مازلن يعتبرن قليلات، ومازالت دول الخليج العربي بشكل عام تفتقد المرأة في هذا المجال؛ لذا كان إصرارها على تقديم نفسها للناس من خلال الغناء باللهجة الخليجية، عدا ذلك فإنها تعتبر اللهجة الأسهل لها، والأقرب إلى قلبها.

  • أغنية «كتوم» تعبر عنها

«كتوم» تعبر عني:

جاء اختيار أغنية «كتوم»، وفق همس، بعد أن استعرضت عدداً كبيراً من النصوص والألحان، فلفتت كلمات الأغنية وموضوعها الفنانة السعودية الشابة، التي تقول: «لم يسبق أن غنى أحد عن الكتمان، وبمجرد سماعي الأغنية؛ قلت: (هذه أنا)، ولا بد أن يكون هذا العمل لي، وفعلاً كان اختياري صائباً؛ فقد أحبها الناس، ومازالت تلقى نجاحاً جيداً».

ولم يأتِ اختيار الأغنية أيضاً من فراغ، إذ تؤكد همس أنها إنسانة كتومة جداً إلى أبعد مدى؛ لذا عبرت «كتوم» عنها تماماً، وفق قولها.

وعن تقديمها أعمالاً غنائية بلهجات عربية مختلفة، مثل: المصرية أو اللبنانية، تشير نجمة «سعودي أيدول» إلى أنها نشأت على سماع أغاني أم كلثوم وفيروز وأحلام، وأنها - منذ صغرها - تستمع لجميع اللهجات والثقافات، وتتطلع لتقديم بعض الأغاني بلهجات مختلفة، وأنها ستقدم أي عمل يكون قريباً منها، ويدخل قلبها، بغض النظر عن اللهجة التي يُغنى بها.

وتزيد همس أنها لا تستطيع الحكم بأفضلية الألبومات الغنائية، أو الأغاني المنفردة؛ فكل مجال له مسار، من وجهة نظرها. على سبيل المثال، تسرع الألبومات الغنائية وصول هوية الفنان للجمهور، وتقربه أكثر منهم. أما الأغاني المنفردة، فهي، عادةً، تكون أكثر نجاحاً، وتحمّل الفنان مسؤولية المحافظة على هذا النجاح، وتتطلب منه الاجتهاد أكثر؛ للبقاء في ذات المستوى.

«ديو» ماجد المهندس:

تؤكد همس أن كل شخص سعودي شارك في «البرنامج» استفاد كثيراً من وجود لجنة تحكيم على مستوى عالٍ، فتقول: «أخذنا من خبرتهم، وتعلمنا منهم، وأضافت لنا نصائحهم الكثير على طريق النجومية. أنا شخصياً تعلمت منهم أن أغني ما أحب، وكيف أتمرن على الأغنية، وكيف يجب أن تكون وقفتي على المسرح، وطريقة حملي المايك، والتحكم في طبقات صوتي، المرتفع والمنخفض منها، كما تعلمت أن الفنان يجب أن يكون ناجحاً ومميزاً في كل المجالات، وبحياته الشخصية أيضاً. فالفنان ليس خامةً صوتيةً فحسب، وإنما أيضاً أسلوب حياة كامل».

وتكمل همس أن ثناء النجم ماجد المهندس المستمر عليها؛ جعلها تنظر للفن بشكل أقوى، وكان سبباً كبيراً لثقتها بنفسها أكثر، ودفعها للاجتهاد بشكل أكبر.

وعن تأخر تقديم «الديو» الغنائي مع «برنس الغناء العربي»، الذي قدم لها وعداً خلال البرنامج بتقديمه معها، تبين همس أنها، ومنذ تتويجها باللقب اجتهدت كثيراً مع شركتها المنتجة «بلاتينيوم ريكوردز»، التي تعد الداعم الأول لها، وبدأت بوضع خطة عمل متكاملة، يتوجب عليها السير بها حتى تستطيع تكوين نفسها فنياً.

وتزيد أنها، ومع انشغالاتها الفنية والتزامها بإحياء عدد كبير من الحفلات، لم تستطع تقديم هذا «الديو»، واعدةً الجمهور بأنه سيرى النور قريباً.

والدتي «حجر الأساس»:

قد لا يعرف الجميع أن والدة همس هي الفنانة السعودية أماني الشافعي، التي تميزت بتقديم اللون الغنائي الشعبي. وتشير همس إلى تأثير والدتها على مسيرتها الفنية، قائلة: «تأثير والدتي رحمها الله عليَّ كان كبيراً جداً، فهي التي علمنتي حب الحياة، وكانت دائماً تقول لي: (غني، وارقصي، وابتسمي، وأحبي الحياة)، وقد علمتني حب الحياة، والإقبال عليها والبساطة والطموح. في النهاية، أنا أعتبر أن الفن الشعبي هو الفن الذي يدخل الفرح والسرور إلى قلوب الناس، ويعمل على إسعادهم، بينما الفن الطربي هو القادر على إيصال المشاعر للآخرين».

وتزيد النجمة السعودية: «أحترم الفن كله، شعبياً أو طربياً، وأحبه بكل ألوانه وأشكاله، فكل فنان له مجاله وفنه الجميل».

وعن تغيير اسمها إلى «همس»، وعدم تقديم نفسها باسمها الحقيقي، تؤكد أن هذا الأمر غير متعلق بالفن؛ فوالدتها كانت تناديها دائماً بـ«همس»، وكان هذا الاسم هو الأقرب إليها، وعرفت به قبل احترافها الفن، واستمرت به لاحقاً.