لا يعد جامع الشيخ زايد، الواقع وسط العاصمة الإماراتية أبوظبي، مركزاً للعبادة والصلاة فحسب، بل أيضاً مركز إشعاع معرفي وثقافي كبيراً، فضلاً عن كونه محجاً للزوار والسياح، الذين يأتون إليه من كل بقاع العالم، للتعرف إلى فرادة المكان، وأهميته الدينية والثقافية والمعرفية، حيث يعد الجامع، الذي تأسس عام 2007، صرحاً إسلامياً يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة، ومركزاً لعلوم الدين الإسلامي.

  • «الدليل»

وتفاعلاً مع التطور التكنولوجي الرقمي، أطلق مركز جامع الشيخ زايد «الدليل»، وهو جهاز رقمي بــ14 لغة عالمية، يتيح لزوار الجامع الاطلاع على محتوياته، من خلال القيام بجولة ثقافية في أركانه المتعددة، عبر تقنيات الواقع المعزز بصرياً وصوتياً، ومن خلال خرائط تفاعلية، عدا وجود حزمة من الفعاليات التنشيطية الموجهة إلى الأطفال.

ويضم «الدليل» تعريفاً بالجامع، يشمل تاريخ تأسيسه وجمالياته المعمارية الفريدة من خلال سرد تفاعلي، يدعم أيضاً فئات أصحاب الهمم من المكفوفين والصم، بهدف إيصال الرسالة الحضارية للجامع، الداعية إلى التسامح، والمستلهمة من نهج قيادة دولة الإمارات، ورؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويعد «الدليل»، المشتق اسمه من كلمة إماراتية تعني "الإرشاد إلى المكان"، إضافة نوعية إلى منظومة خدمات المركز، ويمكن لمستخدميه حضور مراحل امتلاء الصحن بالمصلين ليلة 27 من رمضان، ومشهد شعائر الجمعة، ما يمنحهم شعوراً حياً بالأجواء والروحانيات التي تسود الجامع خلال أداء الشعائر، إضافة إلى عرض أزهار البهو الشرقي وهي تنمو كأنها حية، ليشعر من يشاهدها بالعمل الإبداعي المتقن في تصميمها على أرض الواقع.

وبحسب المركز الإعلامي لجامع الشيخ زايد، يستطيع زوار الجامع، من مختلف الجنسيات الذين يتحدثون لغات أجنبية، التعامل بكل سلاسة ويسر مع «الدليل»، الذي يقدم 14 لغة عالمية، هي: العربية، والإنجليزية، والكورية، واليابانية، والصينية، والإيطالية، والأوردو، والإسبانية، والألمانية، والبرتغالية، والروسية، والأوكرانية، والفرنسية، والعبرية، فضلاً عن مستخدمي لغة الإشارة والمكفوفين، وكذلك التمتع بالخدمات التي يقدمها، كما يوجد مسار خاص لجولات العائلات.

وانطلاقاً من أن الجامع وجهة عالمية، يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حرص المركز على أن يقدم «الدليل» تجربة ثرية غامرة، تصل بفاعليتها وتأثيرها إلى جميع الأعمار والفئات، وفق احتياجات كل منها.

ويضم جامع الشيخ زايد مكتبة تحتوي على ثلاثة آلاف عنوان، موزعة على مختلف المجالات العلمية والثقافية، بأكثر من 12 لغة حية، من ضمنها مجموعات من نفائس الكتب النادرة. وتوفر المكتبة الخدمات المكتبية النوعية، والمساهمة في إدارة الفعاليات والأنشطة الخاصة بأعمال الترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية، كما أن مقتنيات المكتبة تتنامى بسرعة قياسية، وهي متاحة للباحثين والمهتمين والمختصين.