يدفع الفضول الجميع إلى استكشاف الجديد، فما بالكم بأبناء الجيل الجديد، الذين ولدوا وفي فمهم ملعقة التكنولوجيا!

يختلف أبناء الجيل الجديد عن آبائهم وأجدادهم، فالأطفال في هذا الزمان جاؤوا إلى الدنيا، وهي تعيش في قمة التطور التكنولوجي الذي غزا العالم، والذي يتعدى شبكة إنترنت وهواتف نقالة، وهو ما شهده الآباء، إلى ثورة تكنولوجية رقمية ذكية، لن تكون آخرها تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي يبدو أنها ستحل مكان البشر في إنجاز المهمات الصعبة والسهلة بشكل عام.

 

الاستعانة بالذكاء الاصطناعي:

رغم أن الموظفين والعاملين يخشون أن يتم إحلال الذكاء الاصطناعي، بتقنياته المتعددة، محل وظائفهم، فإن أطفال الجيل الجديد يبدو أنهم سعداء بهذا التطور، الذي وصل إلى درجة تحذير مؤسسة بريطانية عريقة من أن الأطفال الصغار يستعينون بالذكاء الاصطناعي لحل واجباتهم المدرسية، بدلاً من اعتمادهم على أنفسهم!

وهذا ما كشفت عنه مؤسسة «RM Technology»، البريطانية، التي قالت إنها أجرت دراسة بحثية في مؤسسات التعليم البريطانية، نتج عنها أن المعلمين يعتقدون أن الطلاب الصغار ينجزون واجباتهم المدرسية بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، واللافت أن تسعة معلمين من كل عشرة لا يستطيعون التمييز، إن كان طلابهم قد أنجزوا واجباتهم وحدهم، أم استعانوا بالذكاء الاصطناعي؛ لإتمام المهمة المدرسية البيتية!

هذه الدراسة البريطانية، التي أشارت إليها صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، توضح مدى تغلغل الذكاء الاصطناعي بين الناس، وتبين مدى تقبل الأجيال الجديدة للتطور التكنولوجي، الذي يرون فيه أفضل اختراع يساعدهم على إتمام واجباتهم، دون بذل أي جهد يذكر، ما قد يؤثر مستقبلاً في طرق تفكير وعيش الطفل عندما يكبر، إذ لن يكون مضطراً لتحمل المسؤولية.

 

مراقبة مباشرة:

وتطالب المستشارة الأكاديمية في مؤسسة «RM Technology» البريطانية، ميل باركر، أولياء الأمور بمتابعة التحصيل العلمي لأبنائهم بشكل مباشر، مع ضرورة توعيتهم بأهمية أن يقوموا بحل واجباتهم المنزلية بأنفسهم، لكي يتلقوا تعليماً حقيقياً وصحيحاً، بدلاً من التحايل وترك تقنيات الذكاء الاصطناعي تقوم بمهامهم.

وترى باركر أن على المؤسسات الأكاديمية التدخل، بالتعاون مع أولياء الأمور، من أجل تنشئة الأطفال بطرق علمية وأكاديمية صحيحة، خشية تحولهم إلى آلات بشرية ناطقة، تعمل ولا تفهم.

وبحسب الدراسة البحثية المذكورة سابقاً، فإن 68% من الطلاب، الذين تم سؤالهم، يجدون أنهم يحصلون على علامات مرتفعة بفضل الذكاء الاصطناعي، ويرفضون بالوقت نفسه استبعاد هذه التقنيات من مدارسهم.

ويخشى الرافضون لاستخدام الأطفال لتقنيات الذكاء الاصطناعي، في عمر مبكر، اعتيادهم استخدام الذكاء الاصطناعي إلى درجة تنسيهم كيفية التفكير أو العيش من دونه.