في أمسية رائعة، تحيط بها الأجواء الساحرة والنكهات اللذيذة، اجتمع الشيف لي كوك هوا، مع الشيف البحرينية تاله بشمي؛ لتقديم «عشاء الأيادي الأربعة»، في مطعم هاكاسان، قصر الإمارات بأبوظبي، حيث عملا معاً بشغف عميق، وقدم كل منهما فلسفته وأساليبه الفريدة في الطهي، من خلال دمج نكهات الطهي الكانتونية والعربية بأسلوب مبتكر وحديث، وكانت النتيجة قائمة مميزة تمزج الثقافتين الكانتونية والعربية، ولحظات تناول طعام لا تُنسى.
«زهرة الخليج» التقت الشيف لي كوك هوا، الحاصل على نجمة «ميشلان»، فكان لنا الحوار التالي:

* حدثنا عن «عشاء الأيادي الأربعة»، والتعاون مع الشيف البحرينية تاله بشمي، وكيف تم تنسيق الأطباق بينكما؟
- كان شرفًا حقيقيًا لي التعاون مع الشيف تاله بشمي، فعندما يجتمع اثنان من أصحاب مواهب الطهي معًا لمثل هذه المهمة، لا يتعلق الأمر فقط بإعداد وجبة، بل إنه عمل تعاوني، يتطلب الكثير من النقاش والتنسيق. أنا والشيف تاله نعمل بشغف عميق في مهنتنا، وأيضاً لدينا فلسفات وأساليب طهي فريدة. كما أن مفتاح النجاح في التعاون هو العثور على التوازن بين أساليبنا الفردية مع السعي نحو تجربة تناول طعام لا تُنسى، وقد تم دمج نكهات الطهي الكانتونية والعربية بأسلوب مبتكر وحديث، مع ضمان الطهي بدقة، وبذلك كانت النتيجة قائمة مميزة تمزج الثقافتين الكانتونية والعربية.

* هل يمكنك مشاركتنا بعض النصائح، التي يمكن اتباعها عند تحضير وجبة خاصة باستخدام مكونات يومية؟
- لإعداد وجبة خاصة باستخدام مكونات يومية، يجب أن نبدأ بتسليط الضوء على الجودة في تقديم الطعام، حيث يمكن لأبسط المكونات أن تتألق عندما تقدمها بتميز. ويُفضل استخدام تقنيات الطهي البسيطة، للسماح لتلك النكهات الطبيعية بالبروز. ومع ذلك، ما يحول حقًا كل وجبة إلى تجربة استثنائية، هو شغف وعطاء الشيف. هذه العوامل غير الملموسة تقوي الرابط بين الشيف والضيف، ما يجعل التجربة لا تُنسى؛ فالطهي ليس مجرد اتباع الوصفات بل هو تعبير عن العاطفة والجهد. لذا، يجب أن نضع الأولوية لاستخدام مكونات عالية الجودة، والحفاظ على عملية الطهي البسيطة. وبهذه الطريقة، ستتحول المكونات اليومية إلى لحظات طهي استثنائية، تترك انطباعاً دائماً في ذاكرة الذواقة والمتذوقين.

* ما المكونات الرئيسية، التي تفضل استخدامها في أطباقك؛ لإضافة نكهة وجاذبية فريدة؟
- في سعينا نحو تقديم المأكولات الكانتونية الحديثة في هاكاسان، نضع دائمًا في الاعتبار استخدام مكونات محددة لنضفي على الأطباق نكهات وجاذبية فريدة. من بين المكونات، التي أعتمدها بشكل رئيسي، تأتي صلصة الصويا وصلصة المحار البحرية، اللتان تلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز ملامح النكهة؛ إذ تُضفي صلصة الصويا عمقًا غنيًا من الطعم، حيث تعزز قوة المكونات، بينما تُضيف صلصة المحار عمقًا فريداً، ما يرفع تجربة الطعم.. هاتان الصلصتان هما سرنا.

* هل لديك أي نصائح لتنظيم المطبخ، وزيادة الكفاءة، أثناء العمل فيه؟
- للحفاظ على مطبخ منظم وفعّال، يجب أن نتبع بعض النصائح الرئيسية، التي تساعد في تحسين تدفق العمل بالمطبخ، ومنها:
تخصيص المناطق: أن يقسّم المطبخ إلى مناطق مختصة لأنواع معينة من المأكولات، مثل إعداد منطقة العمل، فهذا يساعد في تحقيق تركيز أكبر في العمل، ويقلل الفوضى.

سهولة الوصول للمكونات: الحفاظ على وجود المكونات والأدوات الضرورية بمتناول اليد في كل زاوية، بهدف تقليل الحركة غير الضرورية؛ فالكفاءة تتحسن عندما يمكن للطهاة الوصول إلى ما يحتاجون إليه بسرعة.
الانضباط في فريق العمل: الالتزام بالأنظمة الموجودة، والحفاظ على نظافة المكان وإدارة الوقت بفاعلية، والتواصل الجيد، مهمة للفريق بأكمله؛ فتوحيد الفريق أمر ضروري لضمان سير العمل بسلاسة.
التطوير المستمر: قيّم العمليات المطبخية بشكل دوري وحسّنها باستمرار، وشجّع على جمع الآراء، وكن على اطلاع دائم بأحدث ابتكارات الصناعة لزيادة الكفاءة.
مراقبة الجودة: حافظ على معايير الجودة الصارمة من اختيار المكونات إلى تقديم الأطباق، بشكل يلبي المعايير الطهي المرغوبة دائمًا.
إن المطبخ المنظم ليس فقط لزيادة الكفاءة، لكنه أيضًا لتعزيز بيئة عمل إيجابية، إذ يسمح لفريق الطهي بالتركيز على حرفتهم، ما ينتج عنه تقديم تجارب تناول طعام استثنائية للضيوف.

* كيف يمكن للمبتدئين تحسين مهاراتهم في الطهي والتحضير؟
- لأولئك الذين يبدؤون رحلتهم في الطهي، إليكم بعض النصائح القيمة؛ لتعزيز مهاراتكم في الطهي والتحضير. ابدؤوا بالبساطة؛ واختاروا وصفات لا تتطلب تقنيات متقدمة لبناء أساسٍ قوي. وقوموا بممارسة مجموعة متنوعة من الأطباق، التي تستخدم أساليب طهي مختلفة، من الشواء إلى القلي، لتوسيع تشكيلة المأكولات الخاصة بكم. واستفيدوا من الإمكانيات الكبيرة المتاحة عبر الإنترنت، من مواقع الطهي إلى الدروس المصورة، للحصول على إلهام وتوجيه. فوق كل شيء، تذكروا أن تستمتعوا بعملية الطهي؛ فمن الجيد إذا لم تكن محاولاتكم الأولى مثالية؛ لأن التعلم يتضمن غالبًا ارتكاب الأخطاء. وبالصبر والممارسة، ستلاحظون تقدمًا كبيرًا مع مرور الوقت. واعلموا، دائماً، أن الطهي مغامرة مستمرة، ومع استمرار التجربة ستتطور مهاراتكم، لتجدوا الفرح والرضا في إعداد أطباق لذيذة.

* ما النصيحة، التي تقدمها إلى كل طاهٍ طموح، هدفه الحصول على نجمة «ميشلان»؟
- أقول له:
• أولاً: حافظ على الابتكار في صدارة رحلتك بالطهي، واستكشف باستمرار نكهات جديدة وتقنيات وأفكار لابتكار أطباق فريدة لا تُنسى. 
• ثانيًا: التزم بالتحسين المستمر في جميع جوانب الطهو، بدءًا من اختيار المكونات، وصولاً إلى التقديم.
• ثالثًا: اجعل الضيوف أولوية في كل شيء، واستمع إلى تعليقاتهم، إذ إنها تكون ثمينة للنمو. وتذكر أن الصبر والاستمرار ضروريان؛ فهذه الرحلة لا تتم في ليلة وضحاها. إن الاستمرارية في جميع جوانب قائمتك أمر أساسي، والحفاظ على معايير عالية لا مفاوضة فيه. 
في النهاية.. دع شغفك بالطهي يكون دافعك، وعليك أن تعلم أنه السعي وراء نجمة «ميشلان» أمر جدير بالمحاولة، إلا أن الجائزة الحقيقية تكمن في حب مهارتك الطهوية، ورضا ضيوفك.