تشعر بأنك سمكة بائسة تعوم وحدها في حوض زجاجي كبير، لا تعرف عما تبحث.. هي فقط تدور وتدور، ويوم تطفو تموت؟!

تعالَ أقلْ لك إذن: (صباح الخير)! صباح الخير لـ(الحقيقيين)، الذين لا يبحثون عن انتصارات زائفة أمام كاميرا هاتف، أو شاشة حاسوب! 

الذين لا يقفون أمام دفاتر الحسابات يعددون إنجازات خارقة، غارقين في هوس السفر والأزياء والطبخ، بل تكفيهم عندما يضعون رؤوسهم - ليلاً - على وسائدهم ابتسامة رضا! ابتسامة من طفل مدح طبخة، أو زوج ربت كتفاً، أو أب قبّل جبيناً، أو أم عانقت روحاً قبل جسد! 

الذين يشهدون انكسارات الشمس كل صباح، وهي عاجزة عن منح الصباح لكل من أظلمت قلوبهم، وعجزوا عن رؤية نورها! فيهتفون وأهتف معهم: «تعالوا ننقذ الشمس! تعالوا نفتش عن كنوزنا المنسية، التي تركناها لاهثين، ونحن نرفع أذرعنا عالياً نحو وَهْم لا نراه!».

شيء كـ(ضحكة طفل) يختبئ، ظهرت قدماه الصغيرتان خلف الستار، كـ(دهشة) سماع أغنية تفضح حالك كأنها تبوح بما عجزت عنه، كـ(ورقة نعناع) طازجة في كوب شاي على مائدة التف حولها الأحبة، كـ(فرحة ثوب) جديد يستمد أناقته من رونق عين حبيب سيراه، كـ(لمعة حذاء) ينتظر ليحمل خطواتك نحو أول الطريق، كـ(مزاح صديق) يعرقل قدمك؛ فتضحك وأنت توقن أنه لن يدعك تسقط! 

شيء كـ(دمعة حنين) ساعة غروب، مرت بنسمة باردة «دغدغت» القلب؛ فاستحالت إلى «قهقهة»، كـ(عملة نقدية قديمة) مكتوب عليها: (سأذكرك دائماً)، رحل صاحبها لكن بقي أثره، كـ(رائحة البحر) وهو يعانق السماء، «يوشوشك» موجُه: «هكذا يوماً ما ستعانق أنت الآخر حلمك؛ مهما بدا بعيداً»، كـ(كتاب) اصفرت أوراقه على زهرة جافة، لكن كلماته لاتزال تمنحك الأمل، كـ(خشوع دعاء) رفعه كفك نحو السماء؛ فوقع في قلبك أنه قد قُبِل؛ رغم ارتجاف القلب بذنبه! 

بمثل كل هذا.. تعالوا ننقذ الشمس! تعالوا نهزم ظلمة الليل في قلوبنا قبل عيوننا! تعالوا نخبر الصباح كل يوم بأنه (صباح خير)، وأن كنوزنا الصغيرة لاتزال ملء قلوبنا، لا تُسرَق، ولا تُنسى، ولا تفنى.