إذا كنتِ مهتمة بعالم الجمال والنضارة الطبيعية، فبالتأكيد سمعتِ من قَبْلُ عن شراب الكولاجين، الذي اكتسب شهرة واسعة خلال السنوات القليلة الماضية، باعتباره مكملاً غذائياً معروفاً بفوائده الصحية المتنوعة، لذا سنتعمق معاً في شراب الكولاجين، وعملية إنتاجه، ولماذا أصبح خيارًا مطلوبًا بين الأفراد المهتمين بالصحة؟

  • شراب الكولاجين.. هل يحقق فائدة جمالية وصحية؟

ما شراب الكولاجين؟

هو شكل سائل من الكولاجين، مشتق من مصادر حيوانية، وتشمل هذه المصادر، عادةً، الجلد والعظام والأنسجة الضامة للحيوانات، مثل: الأبقار أو الأسماك.

ويلعب الكولاجين، وهو بروتين موجود بكثرة في أجسامنا، دوراً حاسماً في الحفاظ على السلامة الهيكلية للجلد والعظام والأوتار والأربطة، فمع تقدمنا في العمر، يتناقص إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجسم، ما يؤدي إلى ظهور التجاعيد، وآلام المفاصل، وضعف العظام.

لصنع شراب الكولاجين، يتم استخراج الكولاجين من مصادر حيوانية، ومعالجته بعناية؛ للحصول على قوام يشبه الشراب، ويعد هذا النوع من الكولاجين أكثر ملاءمة للاستهلاك، مقارنة بالخيارات الأخرى، مثل: مسحوق أو كبسولات الكولاجين، ما يجعله خياراً شائعاً للأفراد، الذين يبحثون عن مكمل غذائي خالٍ من المتاعب.

فوائد شراب الكولاجين:

يقدم شراب الكولاجين مجموعة من الفوائد، التي تساهم في الصحة العامة والرفاهية. في ما يلي بعض المزايا الرئيسية، لاستهلاك شراب الكولاجين، وكيف يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي في صحتنا العامة:

1. تحسين صحة الجلد:

إحدى الفوائد الأساسية لشراب الكولاجين، هي قدرته على تعزيز صحة الجلد، فالكولاجين بروتين مهم يوفر البنية لبشرتنا، ما يجعلها ثابتة وممتلئة ومرنة. مع تقدمنا في العمر، ينخفض إنتاج الكولاجين في أجسامنا، فتظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويترهل الجلد. ومن خلال استهلاك شراب الكولاجين بانتظام، يمكن تجديد مستوياته؛ ما يؤدي إلى تحسن مرونة الجلد، وتقليل التجاعيد، ومنح مظهر أكثر شباباً. ويساعد شراب الكولاجين، أيضاً، على تقليل ظهور الندبات، وتحسين لون البشرة بشكل عام، ما يمنح البشرة توهجاً صحياً ومشرقاً.

 

2. صحة الشعر والأظافر:

بالإضافة إلى فوائده للبشرة، يعزز شراب الكولاجين، أيضاً، صحة الشعر والأظافر، إذ يزود الجسم بالعناصر الأساسية واللازمة لنمو شعر صحي، وأظافر قوية ومرنة. ويساعد شراب الكولاجين على تقليل تكسر الشعر، وتحسين سماكته ولمعانه، من خلال دعم إنتاج الكيراتين، البروتين الحيوي لصحة الشعر، فضلاً عن منعه هشاشة الأظافر.

3. دعم المفاصل والعظام:

شراب الكولاجين ليس مفيداً لبشرتنا فحسب، بل أيضاً للمفاصل والعظام، فهو عنصر رئيسي في الأنسجة الضامة لدينا، بما في ذلك: الغضروف والأوتار والأربطة. ومن خلال شراب الكولاجين، يمكننا دعم وتجديد وصيانة هذه الأنسجة، ما يساعد على تخفيف آلام المفاصل، وتصلبها، وتحسين الحركة.

بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن شراب الكولاجين يعزز كثافة العظام وقوتها، ما يجعله خياراً ممتازاً للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهشاشة العظام، أو الحالات الأخرى المرتبطة بالعظام.

4. صحة الأمعاء والهضم:

فائدة أخرى لشراب الكولاجين، هي تأثيره الإيجابي في صحة الأمعاء والهضم، إذ يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، مثل: الجلايسين والجلوتامين، التي تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على بطانة الأمعاء الصحية، إذ تساعد هذه الأحماض الأمينية على إصلاح جدار الأمعاء وحمايته، ما يقلل الالتهاب، ويحسن عملية الهضم.

الاستهلاك المنتظم لشراب الكولاجين يساعد على تخفيف أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: متلازمة الأمعاء المتسربة، ومتلازمة القولون العصبي، وعسر الهضم، بالإضافة إلى إمكانية دعم نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، وتعزيز ميكروبيوم الأمعاء الصحي. ومن خلال تحسين صحة الأمعاء، يمكن لشراب الكولاجين أن يعزز امتصاص العناصر الغذائية، ووظيفة المناعة، ويساهم في الصحة العامة.

  • إضافة مسحوق الكولاجين إلى مشروبك الساخن

 

كيف يتم تناول مشروب الكولاجين؟

رغم الانتشار الواسع لمشروب الكولاجين عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإنه لا يوجد من يوضح الطريقة الصحيحة لاستهلاكه. لذا، إذا كنتِ تفكرين في دمج مشروبات الكولاجين بروتينكِ الغذائي، فمن المهم معرفة كيفية استهلاكها بفاعلية؛ لتحقيق أقصى قدر من الفوائد.

فهم المنتج:

قبل تناول مشروبات الكولاجين، من الضروري فهم المنتج ومكوناته. وتحتوي مشروبات الكولاجين، عادة، على ببتيدات الكولاجين المتحللة، التي يتم تقسيمها إلى جزيئات أصغر لتحسين الامتصاص، بالإضافة إلى ذلك قد تشمل مكونات أخرى، مثل: الفيتامينات أو المعادن أو مضادات الأكسدة، التي توفر فوائد صحية إضافية. لذا، من المهم قراءة الملصقات والتعليمات الموجودة على المنتج؛ للتأكد من أنك على دراية بما تستهلكينه، وما إذا كانت هناك مسببات للحساسية، أو موانع محتملة.

الطريقة المناسبة:

لتعظيم فوائد مشروبات الكولاجين، يُنصح بتناولها على معدة فارغة، أو قبل الوجبات؛ لتحسين امتصاصها، وهذا يسمح للجسم بامتصاص واستخدام ببتيدات الكولاجين بشكل فعال. ويوصى، عموماً، بتناول مشروبات الكولاجين مرة أو مرتين يومياً، اعتماداً على التعليمات المقدمة من الشركة المصنعة، والاتساق هو المفتاح؛ لذلك من المهم دمج مشروبات الكولاجين بروتينكِ بانتظام؛ للحصول على فوائد طويلة المدى.

الخلط والتحضير:

تتوفر مشروبات الكولاجين، عادةً، في صورة سائلة، أو على شكل مسحوق يمكن مزجه مع الماء أو المشروبات الأخرى، وعند استخدام مكملات الكولاجين المسحوقة، من المهم اتباع التعليمات المقدمة من قبل الشركة المصنعة، في ما يتعلق بكمية الماء أو السائل المراد استخدامه. وهذا يضمن ذوبان الكولاجين بشكل صحيح وتوزيعه بالتساوي في المشروب، وقد تتطلب بعض مشروبات الكولاجين التحريك أو الرج؛ للحصول على القوام المطلوب، ومن المهم خلط المشروب بشكل صحيح؛ لضمان امتصاص الجسم للكولاجين بسهولة.

الأوقات المفضلة لتناول شراب الكولاجين:

ما أفضل وقت لتناول مشروب الكولاجين؛ لتحقيق أفضل استفادة منه؟

الصباح: يفضل الكثير من الناس بدء يومهم بمشروب الكولاجين، ويمكن أن يساعد تناوله في الصباح على تحفيز إنتاج الكولاجين في الجسم طوال اليوم، حيث يمكن أن يوفر دفعة من الطاقة والترطيب، ما يساعد على الشعور بالانتعاش والتجدد عند بدء اليوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يدعم الكولاجين صحة المفاصل، لذا يساعد تناول شراب الكولاجين في الصباح على تخفيف أي تصلب أو إزعاج قد تشعرين به عند الاستيقاظ.

قبل أو بعد التمرين: إذا كنتِ نشطة، وتستمتعين بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فقد يكون تناول مشروب الكولاجين قبل التمرين أو بعده مفيداً. ويحتوي الكولاجين على أحماض أمينية تدعم تعافي العضلات، وتعزز نمو كتلة العضلات الهزيلة. ومن خلال تناول الكولاجين قبل أو بعد التمرين، يمكنك تعزيز قدرة الجسم على إصلاح وإعادة بناء الأنسجة العضلية، وهذا يؤدي إلى أوقات تعافٍ أسرع، وتحسين الأداء الرياضي.

قبل النوم: يفضل بعض الأشخاص تناول الكولاجين مساءً، بالقرب من وقت النوم، حيث من المعروف أن الكولاجين يعزز جودة النوم والاسترخاء، ومن خلال تناول شراب الكولاجين قبل النوم، يمكنكِ تحسين نمط النوم، والاستيقاظ وأنتِ تشعرين بمزيد من الراحة. ولأن الكولاجين يساعد على إصلاح وتجديد خلايا الجلد، فإن تناوله مساءً يزيد فوائده لصحة الجلد.