مع اقتراب فصل الشتاء وبرودة الطقس وانخفاض فرصة مشاهدة الشمس والشعور بدفئها وأشعتها الصباحية، يعاني الكثيرون تدهور حالتهم المزاجية، والشعور بالتثاقل والكسل عند أداء الكثير من المهمات، وتتملكهم الرغبة في البقاء بالسرير.

ولم يستطع الباحثون والأطباء الوصول إلى السبب الرئيسي، الذي يجعلنا نشعر بهذا في فصل الشتاء، إلا أن هناك نظريات مفادها أن قلة ضوء الشمس تؤثر في روتيننا اليومي، والساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى الإفراط في إنتاج الميلاتونين (هرمون النوم)، الذي يعني بدوره انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب، إلى جانب انخفاض مستويات السيروتونين (هرمون السعادة).

ومن الأمور التي تتسبب أيضاً في ذلك، العقلية التي نمتلكها حول الشتاء، إذ نميل إلى الاحتفاظ بدلالات سلبية في أذهاننا عن الشتاء والظلام، باعتبارهما أمرين سيئين، فيما نرى الصيف والشمس أمرين جيدين.

ويعتقد العلماء أن ما يعرف بـ«عقلية الشتاء» لدينا، وهي عبارة عن مجموعة من الأفكار والمعتقدات والتوقعات التي نحملها بشأن الشتاء، قد تحمل دليلاً على تأثير هذا الموسم في رفاهيتنا ومزاجنا، أي أنه عندما نرى الشتاء كتهديد، ونكرهه، فإننا نحمل عقلية سلبية في فصل الشتاء، ما يجعلنا نرى الشتاء من منظور العذاب والكآبة، ويؤثر في مزاجنا.

وإلى جانب ذلك، عندما نشعر بالتعب وانخفاض الحالة المزاجية، فإن ذلك يؤثر في الدافع للقيام بأشياء تتماشى مع أهدافنا وقيمنا، على سبيل المثال الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وقد نتناول المزيد من الوجبات السريعة أكثر من المعتاد لتعزيز الطاقة، ونصبح أقل رغبةً في مقابلة الأصدقاء والعائلة.

كما أن الاستيقاظ عندما يكون الظلام حالكاً في الخارج يمثل تحدياً، حيث نريد أن نبقى تحت دفء البطانيات، ونخاف من الخروج إلى البرد. أما في الصيف، فإن الاستيقاظ على ضوء الشمس الطبيعي يمنحنا شحنة من الطاقة.

كيف تحافظين على سعادتكِ شتاءً؟

في ترومسو بالنرويج، يختبرون «الليلة القطبية»، حيث لا تشرق الشمس من نوفمبر إلى يناير. ومع ذلك، وجدت دراسة حديثة في ترومسو أنه لا توجد صلة بين سوء الصحة العقلية وقلة ضوء النهار، إلا أنه في مدنٍ أخرى يعاني الكثير منا تغير الفصول، بل إن البعض يصابون بالاضطراب العاطفي الموسمي، ويعانون أعراضاً، مثل: انخفاض الحالة المزاجية، ونقص الحافز والشعور بالتعب. ولحسن الحظ، هناك بعض الأشياء، التي يمكن فعلها في ما يتعلق بالشعور بالتفاؤل خلال هذا الموسم.

إعادة صياغة عقلية الشتاء:

كما ذكرنا، سابقاً، إذا نظرنا إلى الشتاء باعتباره وقتًا للاستمتاع، فإننا نمتلك عقلية إيجابية في فصل الشتاء، ما يغير مزاجنا على الفور، ومن الارتباطات الإيجابية التي نحتفظ بها في فصل الشتاء: الاستمتاع بأوقات مريحة بجوار النافذة، ومشاهدة الغيوم، وهطول الأمطار.

ويمكنكِ التدرب على تغيير طريقة تفكيرك، من خلال تسليط الضوء على ما يجلب لك المتعة في فصل الشتاء، والبحث عن هذه التجارب.

قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق:

في فصل الشتاء، قد يكون هناك دافع قوي للبقاء في الداخل، بسبب برودة الطقس، إلا أن قضاء الوقت في الخارج في الطبيعة له تأثير إيجابي للغاية في الحالة المزاجية، وصحتكِ العقلية. لذا، حاولي إيجاد توازن بين قضاء الوقت المريح في الداخل، إلى جانب قضاء الوقت في الخارج، إذ إن مجرد استنشاق الهواء النقي، أو تحريك جسمك، يمكن أن يحسن مزاجك.

تذوق تجربة الشتاء:

عندما تتعمدين تذوق تجارب الشتاء، مثل: التواصل مع أصدقائك بجوار النار، أو الاستمتاع بأشعة الشمس الأخيرة في فترة ما بعد الظهر الباردة، فإن هذا يعمل بمثابة تعزيز للمزاج، من خلال تضخيم الإيجابيات في هذه التجربة.