غاية الأحبابي: نصنع نموذجاً متميزاً لمشاركة اليافعين في «COP 28»

«تُبنى الأوطان بسواعد أبنائها».. مقولة عميقة، تتخذها الطفلة الإماراتية غاية الأحبابي، المُلقبة بـ«الفتاة الخضراء»، لتكون نبراساً يضيء طريقها، الذي بدأته منذ نعومة أظافرها في حب الطبيعة، والاهتمام بقضايا البيئة؛ لتصبح سفيراً مُعتمداً من هيئة البيئة - أبوظبي، وناشطة بيئية على منصات التواصل الاجتماعي،

«تُبنى الأوطان بسواعد أبنائها».. مقولة عميقة، تتخذها الطفلة الإماراتية غاية الأحبابي، المُلقبة بـ«الفتاة الخضراء»، لتكون نبراساً يضيء طريقها، الذي بدأته منذ نعومة أظافرها في حب الطبيعة، والاهتمام بقضايا البيئة؛ لتصبح سفيراً مُعتمداً من هيئة البيئة - أبوظبي، وناشطة بيئية على منصات التواصل الاجتماعي، وقائدة فريق البراعم الخضراء البيئي، إلى جانب كونها سفيرة «اليونيسف» لـ«COP 28» لليافعين. 

شغف الأحبابي بالخدمة المجتمعية قادها إلى إطلاق العديد من المبادرات المعنية بالبيئة، ما أهلها لتكون أحد الفائزين بجائزة البيئة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في دورتها الأولى «فئة الفيديو التوعوي».. «زهرة الخليج» التقت غاية الأحبابي، صاحبة الـ13 عاماً، لتشاركنا أفكارها، ومساهماتها المجتمعية، وأبرز نصائحها لأقرانها، خاصة في ما يتعلق بالتخطيط السليم لأوقاتهم، وتالياً نص الحوار:

كيف اكتشفتِ شغفك بالاهتمام بالبيئة؟

شغفي بالبيئة ظهر منذ سنواتي الأولى، إذ إنني ترعرعت في بيئة محبة للطبيعة والزراعة، حيث يمتلك والدي مزرعة بها أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور، ودائماً يقوم باصطحابي لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة، الأمر الذي كان له أثر كبير في اهتمامي بالبيئة، والحرص على العناية بها. هذا إلى جانب الثقافة، التي نشأت عليها في منزل جداتي، اللاتي يقدمن نماذج ملهمة في الاهتمام بالزراعة المنزلية، فهن - بشكل متوارث - يقمن بدعم منظومة الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر والأفراد، وتحسين النظام البيئي. 

ما قصة لقب «الفتاة الخضراء»؟

حصلت على لقب «الفتاة الخضراء» من قِبَل الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي بن راشد النعيمي، المستشار البيئي لحكومة عجمان، وهذا كان بعد لقائي معه عام 2017، حيث لاحظ اهتمامي بالبيئة، وشغفي بالحيوانات. وهنا، أشير إلى أن المرأة الإماراتية لطالما اهتمت بتعزيز الاستدامة، قبل أن يظهر هذه المفهوم على الساحة، ويتم تداوله بشكل واسع، والالتفات إلى غايته، حيث كانت تعمل - منذ القِدَم - على الاهتمام بالزراعة المنزلية، والإبداع في إعادة تدوير الأشياء المنزلية بطريقة مبتكرة وجميلة. واقتداءً بهذه المسيرة، أعمل مع أبناء جيلي للسير على هذا النهج؛ حفاظاً على البيئة.

ميلادي.. ميلاد بيئتي

ماذا عن الدور الذي تقومين به، من خلال قيادة فريق البراعم الخضراء البيئي؟

فريق البراعم الخضراء مكون من مجموعة أطفال من مدينة العين، ويُعنى بالاستدامة بشكل عام، فالاستدامة تشمل البيئة والمجتمع، وغيرهما. وتتفرع من المبادرة مجالات عدة، وهناك قائد لكلٍّ من المجالات الموجودة، وقد تم تكليفي بقيادة المجال البيئي، وقد عملت على تنفيذ حملات عدة للتنظيف، وكذلك حملات لنشر الوعي بمخاطر الاستهلاك السيئ للبيئة، فيما تم عقد ورش توعوية، وإقامة مسابقات تعليمية وتحفيزية، وغيرها من المبادرات.

حدثينا عن المبادرات، التي قمتِ بإطلاقها في ما يخص الجانب البيئي! لقد قمت بالكثير من المبادرات، التي تخص البيئة، كانت أولاها «ميلادي ميلاد بيئتي»، بمناسبة يوم مولدي، وهي عبارة عن مسابقة لتحفيز الأطفال على الاهتمام بالبيئة. بعد ذلك، توالى إطلاق المبادرات البيئية، إحداها كانت عندما قدمت مقترحاً إلى معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، بعدم استخدام زجاجات البلاستيك، واستبدالها بموزعات مياه، وقد جاء الرد المباشر من معاليه بالموافقة، وبدء تنفيذ المقترح، عن طريق الدكتور غالب الحضرمي، نائب رئيس الجامعة. لذلك، أود أن أتقدم بجزيل الشكر إليهما، وإلى كل جهة مسؤولة، تعطي من وقتها للطفل الإماراتي، وتقوم بتنفيذ ما يقدمه من مقترحات.

ماذا مثل لكِ الفوز بجائزة البيئة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في دورتها الأولى عن فئة الفيديو التوعوي؟

بصراحة، فوزي بجائزة البيئة للطفل، التابعة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ووزارة التغير المناخي والبيئة، كان محطة رائعة من محطات حياتي المهمة في مجال الاهتمام بالبيئة، وقد ساهمت الجائزة في زيادة حس المسؤولية لديَّ، بضرورة مواصلة العمل في مجال الاهتمام بالبيئة.

صناعة القرار

كونك سفيرة «اليونيسف» لـ«COP 28» لليافعين.. ما الأهداف التي ترغبين في تحقيقها؟

بدايةً، أود استعراض أهداف مبادرة سفراء «اليونيسف» لليافعين لـ«COP 28»، التي تتمحور في توفير فرص ذات مغزى للأطفال واليافعين؛ للعمل على دعم حقوق الأطفال في تغير المناخ، وتسهيل المنصات والأدوات والموارد لمشاركة الشباب كصناع تغيير إيجابي في المجتمعات عبر الإنترنت، وتلك غير المتصلة بالإنترنت، وعرض أصواتهم وأفكارهم وإجراءاتهم تجاه «COP 28» لدعم حقوق الطفل، وبناء القدرات بين موظفي «اليونيسف»، وتعزيز تبادل المعرفة، وتعزيز التنسيق الداخلي بشأن مشاركة الأطفال واليافعين. ومن خلال عملي كسفيرة لـ«اليونيسف» لـ«COP 28» لليافعين، أواصل - مع أقراني - العمل على صنع نموذج مميز لمشاركة اليافعين في مؤتمر «COP 28»، بما يجسد رؤية حكومة الدولة، وتوجه القيادة لإعداد اليافعين الإماراتيين لقيادة عملية صناعة القرار في العمل المناخي مستقبلاً. نعمل، حالياً، للمساهمة في رفع وعي الأطفال واليافعين بدور الإمارات في قضايا المناخ، والأخذ بآرائهم واحتياجاتهم في سياسة المناخ الدولية، مع فتح باب الحوار، ودعم الابتكار؛ لبناء الوعي حول أهمية دورهم في تفعيل أهداف التنمية المستدامة بدولة الإمارات.

ما نصيحتك لأقرانك؛ لتشجيعهم على المضي قدماً في طريق النجاح؟

على الأطفال أن يرسموا مستقبلهم عبر وضع أهداف سنوية، يقومون بتحقيقها من خلال إعداد أهداف شهرية مصغرة، مع ضرورة السعي والاجتهاد المستمر، والبعد عن الملهيات التي تضيع الوقت الثمين، مثل الأجهزة الإلكترونية، خاصة عندما يستخدمونها في أشياء غير مجدية.