«كيف يمكنني أن أصبح أكثر سعادة؟».. هو واحدٌ من تلك الأسئلة، التي تصعب الإجابة عليها، أو إيجاد حلٍ سحري واحد أو وصفة واحدة تناسب الجميع، حيث إن السعادة تعني أشياء مختلفة، كما أن الظروف مختلفة لدى كل واحدٍ منا.

لكن، هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها أن تصبحي أكثر سعادة، عن طريق إضافتها كعاداتٍ يومية إلى روتينك. لكن، أولاً، دعينا نكشف لكِ بعض أساطير السعادة.

هل يجعلكِ الدوبامين أكثر سعادة؟

يُعرف الدوبامين عند الكثير من الناس بأنه «هرمون السعادة»، وهو ناقل عصبي في الدماغ، يؤثر في مشاعر المتعة والسعادة داخلنا، ويشكل جزءاً أساسياً من نظام المكافأة في الدماغ.

على سبيل المثال، إنكِ تحصلين على دفعة من الدوبامين عندما تواجهين شيئاً ممتعاً، مثل: الثناء، والوقوع في الحب، وتناول الطعام اللذيذ، حيث إن اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قدر كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة، والاستماع إلى الموسيقى، والتعرض لأشعة الشمس الطبيعية، يمكن أن ترفع مستويات الدوبامين والسعادة بشكلٍ طبيعي لديكِ.

لذلك يحذر الخبراء من نقص الدوبامين، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الدافع والمتعة، ومع ذلك فإن تضخيم مستويات الدوبامين لا يَعِدُ بالسعادة الدائمة، إذ إنه في بعض الأحيان يحتاج إلى عوامل أخرى من أجل أن يقوم بوظيفته.

هل يمكن أن يعزز السيروتونين السعادة؟

يؤثر السيروتونين في السعادة وكذلك الشهية، إلى جانب أنه يمنحنا أيضاً القليل من «النشوة»، ويجعلنا نشعر بالارتياح للمساعدة في رفع الحالة المزاجية المنخفضة وزيادة الثقة بالنفس، إلا أن وجوده لا يجعلنا سعداء بالضرورة، حيث يؤكد الخبراء أنه يلعب دوراً حيوياً في تنظيم الحالة المزاجية، إلا أن علاقته مع السعادة ليست واضحة.

ومع أن انخفاض مستويات السيروتونين مرتبطة بالاكتئاب، إلا أن زيادة السيروتونين لا تؤدي بالضرورة إلى السعادة.

هل يساعد فيتامين (د) على السعادة؟

يشارك فيتامين (د) في تنظيم الحالة المزاجية، إذ وجدت الدراسات أن أولئك الذين لديهم أدنى مستويات فيتامين (د)، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف، مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أعلى.

نصائح الخبراء للسعادة:

الابتسام أكثر:

كثيراً ما يتساءل الناس: هل الابتسامة تجعلنا سعداء؟.. والإجابة هي (نعم)، حيث يمكن لها أن تحسن حالتك المزاجية وتقلل التوتر، لأن الابتسامة، حقيقية أو مزيفة، تحفز التفاعل الكيميائي في الدماغ، ما يؤدي إلى إطلاق الهرمونات بما في ذلك: الدوبامين والسيروتونين، أي ابتسمي حتى تصبحي سعيدة، فعقلكِ لا يميز الابتسامة غير الحقيقية.

إعادة النظر في الماضي:

في كثيرٍ من الأحيان يكون الخوض في الماضي ليس أمراً جيداً، إلا أنه في أحيان أخرى يكون وسيلة لتعزيز سعادتك على الفور. وفي حال كنتِ تشعرين بالإحباط، فإننا ننصحكِ بالاستفادة من الذكريات السعيدة، إذ لا يعرف دماغك ما إذا كنتِ سعيدةً أم لا في اللحظة الحالية، لذا إن الاحتفاظ بذاكرة مبهجة يمكن أن يعطي دفعة فورية من السعادة.

وضع خطط منتصف الأسبوع:

كم مرة وجدتِ نفسكِ تقومين بالعد التنازلي لعطلة نهاية الأسبوع؟.. بالتأكيد في كثيرٍ من الأوقات، إلا أن تحقيق أقصى استفادة من منتصف الأسبوع يمكن أن يحسن سعادتك بشكل جدي، أي أنه بدلاً من العيش في عطلة نهاية الأسبوع والعد التنازلي للأيام حتى يوم الجمعة، اعقدي مع نفسكِ اتفاقاً لتحقيق أقصى استفادة من منتصف الأسبوع.

شم رائحتكِ المفضلة:

للحصول على جرعة فورية من الدوبامين، قومي بشم عطركِ المفضل، أو أشعلي شمعة معطرة، حيث إن حاسة الشم لدينا هي الحاسة الوحيدة من بين حواسنا الخمس، التي ترتبط مباشرة بجزء الدماغ الذي يتحكم في الحالة المزاجية والذاكرة والسلوك والعاطفة.

تناول وجبة الإفطار:

غالباً، يشار إلى وجبة الإفطار على أنها أهم وجبة في اليوم، ورغم أن هذا ليس صحيحاً تماماً، فإنه إذا تخطيتِ وجبتك الصباحية فقد يؤثر ذلك بشكل كبير في سعادتك، حيث إن عدم تناول الطعام في الصباح يمكن أن يسبب القلق؛ لأنه يزيد كمية هرمون التوتر (الكورتيزول) في جسمك.

لذا، في حال كنتِ تعانين الاكتئاب أو القلق، فمن المهم أن تفطري خلال 45 دقيقة إلى ساعة من الاستيقاظ؛ لإيقاف استجابة الكورتيزول من الصيام طوال الليل، ما يقلل نشاط الغدة الكظرية، التي قد يعتبرها الدماغ بمثابة ضغط.