لا شك في أن الألماس المستخرج من المناجم حظي، منذ اكتشافه، بالكثير من الأهمية، بسبب جماله وندرته وتميزه، إلا أنه وفي ظل التحولات التي يشهدها العالم نحو الاهتمام بالطبيعة والاستدامة، وكيفية الحصول على الأشياء وأخلاقية ذلك، بدأ الكثير من الناس يهتمون أكثر فأكثر بأصل الألماس، ومصادره.
ويُعرف الألماس الأخلاقي، أو الألماس الخالي من النزاعات، بأنه يأتي ضمن الالتزام بممارسات التعدين المسؤولة، والرفاهية الاجتماعية، والحفاظ على البيئة.
تاريخ «الألماس الملطخ بالدم»:
يشير مصطلح «الألماس الدموي» إلى الألماس الذي يتم استخراجه من مناطق النزاع، ويتم بيعه بعد ذلك لتمويل الإرهاب والجماعات المسلحة، أي أن هذا الألماس كان يمول أعمال العنف، وانتهاكات حقوق الإنسان والاستغلال، وفي كثير من الأحيان تسبب بشكلٍ مباشر في الألم والتعذيب والموت للمدنيين الأبرياء.
لكن لحسن الحظ، بات هذا الأمر غير ممكن، بسبب المزيد من الوعي بهذه الممارسة، ووجود العديد من البلدان التي تعمل على القضاء على بيع «الألماس الملطخ بالدم»، وتقدم بيع الألماس الأخلاقي الذي يمكن تتبع أصله وطريقة الحصول عليه بشكلٍ كامل، والتي تضمن الالتزام بحقوق الإنسان وحماية البيئة.
ما الذي يفرق بين الألماس الأخلاقي وغير الأخلاقي؟
الخلو من الصراعات:
يتم الحصول على الألماس الأخلاقي من مناطق خالية من الصراعات المسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان، أي أن رحلته من مكان العثور عليه إلى السوق تتسم بالشفافية، ويمكن تتبع جميع تحركات تلك الألماسة حتى بيعها.
ممارسات العمل العادلة:
يعمل عمال المناجم المشاركون في إنتاج الألماس الأخلاقي في ظروف آمنة، ويحصلون على أجور عادلة.
المسؤولية البيئية والمجتمعية:
الألماس الأخلاقي له تأثير أقل على البيئة، حيث تشمل الممارسات المستدامة التي يقوم بها عمال مناجم الألماس الأخلاقي التقليل من تدمير الموائل، وتلوث المياه، وانبعاثات الكربون. فضلاً عن تنمية المجتمع، حيث يساهم تعدين الألماس الأخلاقي بشكل إيجابي في المجتمعات المحلية.
الشهادات:
يكون الألماس الأخلاقي مصحوباً بشهادات من منظمات مرموقة، تتحقق من أصله الأخلاقي، مثل نظام عملية «كيمبرلي» لإصدار الشهادات، أي أنه ومن خلال التحقق من شهاداته، يمكنكِ تتبع أصل الألماس الخاص بك.
ما بعد نظام عملية "كيمبرلي":
تأسس نظام عملية «كيمبرلي» لإصدار الشهادات (KPCS) عام 2003، للقضاء على تجارة الألماس الملطخ بالدم، كما أن هناك منظمات أخرى مماثلة، تساعد أيضاً على تحسين ظروف التعدين، وتلتزم بتعزيز الألماس الأخلاقي، وهي مبادرة تنمية الألماس (DDI)، التي ركزت على تحسين حياة عمال مناجم الألماس، وتشجيع الحصول على الأحجار من مصادر مسؤولة، وكذلك المعادن.
كما أن هناك مجلس المجوهرات المسؤول (RJC)، وهو منظمة تضع معايير الممارسات التجارية المسؤولة في سلسلة توريد المجوهرات، بما في ذلك مصادر الألماس.
كيف تتأكدين من أن الألماس الخاص بك أخلاقي؟
عند الذهاب إلى محل المجوهرات؛ اطرحي دائماً أسئلة حول مجوهراتك، ومصدر الألماس الخاص بك، واسألي عما إذا كانت هناك أي شهادات يمكنهم إظهارها لك.