لا تتوقف الابتكارات الطبية في جميع التخصصات، بناءً على دراسات وأبحاث وتجارب، يقوم بها علماء وباحثون مختصون، في مسعى إلى تحسين حياة الناس، وإبعادهم عن تبعات الأمراض، وصولاً إلى صحة سليمة.

وتتصدر أخبار أدوية السمنة ونقص الوزن، دائماً، اهتمامات الناس، لرغبة معظم الأشخاص في التخلص من أوزانهم الثقيلة، والوصول إلى جسم رشيق ورياضي.

 

والمثير في الأمر، هو ما نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»، البريطانية، عن دواء دنماركي جديد، ابتكرته شركة «نوفو نورديسك»، أطلقت عليه اسم «Wegovy»، كشفت تجاربه الأولى أنه فعال في محاربة السمنة، وفي ذات الوقت يقلل خطر الوفاة لدى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال مارتن هولست لانغ، نائب الرئيس التنفيذي للتطوير في شركة «نوفو نورديسك»، إن البيانات الجديدة، التي نتجت عن عينة كبيرة من الخاضعين للدراسة، أظهرت نتائج لا تصدق عن فاعلية الدواء، في معالجة مخاطر أمراض القلب، والأوعية الدموية.

ويُعتبر الدواء الجديد «Wegovy» مرتفع الثمن، حيث تزيد تكلفته عن 1300 دولار شهرياً. وأجرت شركة «نوفو نورديسك» دراستها البحثية على أكثر من 17600 شخص، تزيد أعمارهم عن 45 عاماً، يعانون السمنة، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، توفي منهم حوالي 458 مريضاً، تناولوا دواءً وهمياً أثناء التجربة، مقارنة بـ375 شخصاً تناولوا دواء «Wegovy»، ما يمثل انخفاضاً في خطر الوفاة بنسبة 18%، بحسب منظمة الصحة العالمية، المشرفة على الدراسة.

 

وتعد الأمراض غير السارية السبب في 62% من جميع الوفيات، كما يعد النظام الغذائي غير الصحي مساهماً رئيسياً. والأشخاص المتعايشون مع السمنة، هم أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض غير السارية، مثل: السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، فضلًا عن أمراض الصحة النفسية.

ولا تقتصر الوقاية من السمنة وعلاجها على إنقاص الوزن فحسب، بل تتمحور حول اتباع سلوكيات صحية للتعامل مع هذا المرض، وتحسين الصحة بشكل عام. وعلى نفس القدر من الأهمية، يأتي دعم التغذية المناسبة للأطفال للوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة وعلاجها، وإلا فإنها تنتقل إلى مرحلة البلوغ. وتؤثر السمنة لدى الأطفال على صحتهم البدنية، وسلامتهم الاجتماعية والعاطفية، واحترامهم لأنفسهم. كما أنها ترتبط بضعف الأداء الأكاديمي، وتدني جودة الحياة.

وغالباً، تكون زيادة الوزن مدفوعة بمجموعة متنوعة من العوامل الخارجة عن سيطرة الناس، مثل: علم الأحياء والصحة النفسية والمخاطر الوراثية وأحداث الحياة والبيئة، وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية والتسويق، والحصول على الأغذية الفائقة المعالجة.