تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة سعيها الكبير؛ لتصبح واحدة من الدول الأولى في محاربة التغير المناخي، من خلال المبادرات المناخية التي تقوم بها، التي يصفها العالم بـ"الابتكارية الريادية"، والتي تسعى إلى تأمين معيشة فضلى لسكانها، مواطنين ومقيمين، وتنعكس بدورها على العالم أجمع.

  • الإمارات.. رائدة الابتكار المناخي

ولعل استضافة الإمارات مؤتمر المناخ العالمي (كوب 28)، المقررة إقامته في مدينة "إكسبو دبي"، خلال الفترة من 30 نوفمبر الحالي وحتى 12 ديسمبر المقبل، تعزز دورها الكبير، ورؤيتها الابتكارية للمناخ العالمي، خاصة مع مبادراتها المتنوعة، بالتزامن مع «عام الاستدامة»، الذي أطلقته العام الحالي تحت شعار «اليوم للغد».

وأشارت مجلة «إيكونومست»، البريطانية، في تقرير لها نشرته الأسبوع الماضي، إلى أن دولة الإمارات تلعب دوراً ريادياً في مجال الابتكار المناخي، بناءً على عدة مشاريع ومبادرات أطلقتها خلال السنوات الماضية، منها «مشروع حبشان»، الذي كشفت عنه في شهر سبتمبر الماضي شركة «أدنوك»، ويعد أحد أكبر مشاريع التقاط الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

اللافت أن هذا المشروع لديه القدرة على التقاط 1.5 مليون طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون، وحقنه وتخزينه بشكل دائم في تكوينات جيولوجية عميقة، حيث تعادل هذه الكميات الانبعاثات السنوية لنصف مليون سيارة تعمل بالبنزين، بحسب «إيكونومست».

  • مصدر للطاقة الشمسية

كما تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً لتوليد الطاقة النظيفة، من خلال شركة «مصدر للطاقة المتجددة»، التي تضم مزارع كبيرة للطاقة الشمسية، تنتج أرخص طاقة متجددة في العالم، باعتبارها ثاني أكبر مطور للطاقة النظيفة في العالم. والتزمت «مصدر» بزيادة قدرتها الإنتاجية الإجمالية عالمياً، وصولاً إلى 100 غيغاوات بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 15 غيغاوات في 2021.

وتصنف دولة الإمارات، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، من البلدان الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ، حيث يُتوقع أن تشهد ارتفاعاً في درجة الحرارة، وتناقصاً في معدل سقوط الأمطار، وجفافاً، وارتفاعاً في مستوى سطح البحر، وللحفاظ على صلاحية البلد للسكن على المدى البعيد يجب التصدي لتغير المناخ.

وإحدى الطرق التي تستعين بها دولة الإمارات للتصدي لتغير المناخ، هي استخدام القوى النووية للحد من البصمة الكربونية الناتجة عن نظام الطاقة، وهي استراتيجية تقدم دولة الإمارات المساعدة لتكرارها في بلدان أخرى، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي عام 2007، قررت دولة الإمارات، بعد دراسة مستفيضة، أن تضع برنامجاً نووياً مدنياً. وبعد ثماني سنوات فقط من أعمال التشييد التي بدأت عام 2012، رُبط بالشبكة الكهربائية في دولة الإمارات مفاعل للقوى النووية من تصميم كوريا الجنوبية، هو الأول من مجموعة مكونة من أربعة مفاعلات، ومفاعل القوى النووية الجديد في منطقة براكة، يقع على بعد 300 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة أبوظبي، ويعد الأول في العالم العربي.