النوم، وراحة الجسد، من أهم ما يرغب فيه الموظفون العاملون لساعات طويلة خلال اليوم، فمعظم الناس يقومون بجهد كبير خلال عملهم، ويتبعونه بمتابعة أمور العائلة في المنزل من متطلبات يومية واجتماعية ومتابعة حاجات الأطفال ودروسهم.

ولكل الأسباب السابقة وغيرها، يكون الخلود إلى النوم حاجة يطلبها الجسم. وخوفاً من الاستغراق في النوم لوقت إضافي قد يعطل الاستيقاظ صباح اليوم التالي، يلجأ الناس إلى ضبط منبهات هواتفهم أو ساعاتهم على أوقات معينة، لكي لا يفوتهم موعد الاستيقاظ، كما يلجؤون إلى تفعيل وضع الغفوة، التي قد تراوح بين 5 و10 دقائق، ولثلاث مرات مكررة.

  • للغفوة بعد الاستيقاظ من النوم فوائد للجسم.. تعرفي إليها

يقول بعض الفكاهيين إن «التعسيلة» (وهي فترة النوم بين رنين المنبه الأولى والثانية ومدتها 10 دقائق على الأكثر)، هي الأكثر راحة من بين ساعات النوم طوال الليل، إذ يشعر الإنسان بأنه انتصر على طلب الاستيقاظ من النوم، بإطفاء المنبه، وترقب رنينه مرة أخرى.

لكن يبدو أن رأيهم قد يكون صائباً، بحسب ما أوردته مجلة «ساينتفيك أميركان» الصحية، التي أشارت إلى دراسة قام بها خبراء نوم أميركيون، حينما قالوا إن فترة النوم القليلة صباحاً، بين رنين المنبه والغفوة التي قد تستمر لخمس دقائق، تحسن إدراك العقل!

ويأتي هذا البحث ليؤيد الأبحاث التي أجريت عام 2022، ووجدت أن الأشخاص الذين يغفون بشكل مزمن لا يشعرون عموماً بالنعاس، مقارنة بمن لا يغفون.

وبحسب الباحثة في علوم النوم بجامعة استوكهولوم بالسويد، نينا ساندلين، لا تعد الغفوة لدقائق معدودة في الصباح سيئة، بل مفيدة لتعزيز فكرة الصحو من النوم تدريجياً.

  • للغفوة تمنح الدماغ نشاطاً

وبحسب خبيرة علوم النوم، فإن الغفوة تمنع دماغ الناس من العودة بسرعة إلى مراحل النوم الأعمق، كما تمنح الغفوة البسيطة هرمون الكورتيزول بالدماغ نشاطاً إضافياً، ما يساعدهم على إنجاز مهامهم الحياتية بصورة أكثر وعياً.

والرأي الجديد، يخالف ما نشره، سابقاً، موقع «توب سانتي»، المتخصص في الأخبار الصحية، من كون الغفوة لدقائق، بعد تأجيل ضبط المنبه مضرة بالصحة، خاصة بالقلب، وبمعنويات الشخص المقبل على يوم جديد.

ويعتبر التقرير أن كثيراً من الناس يسيئون استخدام وظيفة «الغفوة» في المنبه، أو تأجيل ضبط المنبه لبعض الوقت، ما يمنحهم شيئاً من الراحة قبل الاستيقاظ من النوم. ويؤكد الخبراء، الذين استفتاهم الموقع، أن «الغفوة» ضارة بالقلب، لأنه في كل مرة تعود فيها للنوم تبدأ دورة نوم جديدة، وبسبب المنبه تنقطع فجأة بعد بضع دقائق، وقد يتكرر ذلك في مناسبات عدة، ويولد هذا الارتباك انطباعاً بعدم الارتياح والشعور بالترنح، وبأن الشخص قد أمضى ليلة سيئة، حتى إن كان قد نام مثل طفل صغير، على حد تعبير المتخصصين الأستراليين.