الهوية الإماراتية ليست مجرد مصطلح نتداوله في لحظات الشغف الوطني، بل هي قلب للطاقة، التي تبعث الحياة في روح كل إنسان، ينتمي إلى وطننا الغالي.

عند قيام الاتحاد، كان توحّد الانتماء في عين كل إماراتي قبل توحّد الأرض، الذي ظل حلماً يراود الأجيال وراء الأجيال؛ حتى صارت للأرض حدودها المتحدة، تحت انتمائها القديم، ورايتها الجديدة دولة الإمارات العربية المتحدة.

بالقفز على السنوات كلها التي مضت، والتي واجهت فيها الهوية الإماراتية العديد من التحديات والحواجز، وقفزت عليها بروح الاتحاد، والنظر إلى مستقبل الهوية الإماراتية. ومع الانفتاح الثقافي الذي ينمو كل يوم، ويتضخم؛ أجد العملية التعليمية تمثل متكأ أساسياً في الحفاظ على هويتنا الإماراتية حيةً ومتسقةً في النمو مع تحديات الانفتاح الثقافي.

في قلب المجتمع الإماراتي، يقف المعلم حارساً أميناً على الهوية الوطنية، مؤدياً دوراً استراتيجياً في نسيج المنظومة التعليمية. وتتشكل الركائز الأساسية لهذا الدور من التعليم، والثقافة، والقيم، حيث يتجلى عمل المعلم في إيمانه، وحرصه على تنشئة جيل متمسك بتراثه، ومواكب للمستقبل.

لا يقتصر دور المعلم على التدريس الأكاديمي فحسب، بل يمتد ليشمل الحفاظ على اللغة العربية كمكون أساسي للهوية الوطنية؛ فالمعلم هو الناقل للغة بجمالياتها وغناها الثقافي، ما يعزز الإحساس بالهوية، ويقوي الروابط الثقافية.

يحرص المعلمون، في الإمارات، على تعريف الطلاب بتاريخ بلادهم وتراثها، موضحين لهم كيف شكلت هذه العوامل هويتهم الوطنية، ويعملون على سرد الروايات والقصص التي تحمل الإرث الثقافي للأمة، مبرزين دور الأجداد في بناء الحاضر الزاهر.

تأتي تربية الطلاب على المبادئ الأخلاقية والإنسانية ضمن أهم مسؤوليات المعلم، فهو يُعَلمُهم كيفية التصرف والمشاركة على نحو إيجابي داخل مجتمعهم، ما يُمهد لهم الطريق؛ ليصبحوا مواطنين فاعلين ومسؤولين.

إن المعلم في الإمارات لا يقوم بمهمته تلك من فراغ، بل ضمن منظومة تعليمية داعمة، تسعى إلى توفير كل الإمكانات لتحقيق هذه الغاية. فالمعلمون يعملون كفريق واحد؛ لضمان نقل هذه القيم إلى الجيل القادم، مؤكدين أن الهوية الوطنية ليست مجرد مفهوم نظري، بل واقع معيش، يتجلى في كل جوانب الحياة اليومية للمواطن الإماراتي!