في كواليس مقابلات برلمان الطفل الإماراتي في الدورة الثانية، فرحت كثيراً بالعدد الهائل من الأطفال المتأهلين لعضوية البرلمان الإماراتي للطفل، فقد قابلنا معه ما يقارب الـ180 طفلاً. 

إليكم قصة من إحدى المقابلات مع واحدة من الفتيات، حيث دخلت علينا فتاة صغيرة (14 سنة)، وطاقتها وحيويتها وشغفها وصلت إلينا قبل أن تبدأ الحديث. ولما بدأنا الحوار، كانت تقول: «الحياة غير عادلة»، كررتها ثلاث مرات على الأقل، كأنها تحمل عبئاً ثقيلاً.

فقلت لها: «ليش الحياة غير عادلة؟.. في شي ضايقك؟.. مريتي بتجربة معينة؟». فأجابت: «أبداً». فقلت لها: «حبيبتي كل شيء في الحياة قضاء وقدر، ومكتوب لنا، والحياة كلها تجارب نتعلم منها». صمتت فترةً وجيزةً، حيث بدأت تفكر في الكلام، وسرحت قليلاً وهي تتأمل ما قلته لها. بعدها، ردت وبكل عفوية: «يمكن لأني وايد أقرأ قصص أجنبية وأتابع أفلام أجنبية»، رددت عليها: «لازم نميز شو المحتوى المفيد، والمحتوى الدخيل على ثقافتنا وديننا، ولازم تشوفين منو الناس الي حولك؟ ومن هم صديقاتك؟ اختاريهن بعناية؛ فالأصدقاء هم الدعم والسند في السراء والضراء». 

سرحت الطفلة بأفكارها، وأدركت ما غفلت عنه.

خلاصة الحديث، في هذه السن لا بدَّ أن نراقب عيالنا، ونرى الأشياء التي حولهم؛ لأن الانفتاح ووجود الإنترنت يمكن أن يؤثرا في ثقافتهم، وهم في هذا العمر، وواجب علينا أن نقوي حسهم الوطني، ونعزز الثقافة المحلية لديهم. 

في هذه المرحلة الحساسة من حياة أطفالنا، يصبح التأثير البيئي والاجتماعي أمراً حيوياً؛ فيجب ألا نكون مجرد مشاهدين، إذ يتوجب أن نلعب دوراً حيوياً في توجيه تجاربهم وفهمهم للعالم المحيط بهم. 

لهذا.. لازم «نخاوي عيالنا»، من خلال رصدنا الأشياء المحيطة بهم، ومساعدتهم على فهم العلاقات الاجتماعية والثقافية، وتعزيز الفهم العميق للقيم والتقاليد المحلية لديهم؛ لأننا الصف الأول في توجيه تجاربهم وفهمهم العميق لعلاقاتهم.. ودمتم سالمين!