يا له من برجٍ جميل، متفائل، مغامر ومتفانٍ. هو البرج الذي يأبى الجمود في مكانه، فإذا شعر بالحزن والغضب فإنه يلجأ إلى الإبداع مخرجاً، وإذا شعر بالفرح والطمأنينة فنراه مبدعاً، وإذا أحسّ بأنه ليس على ما يرام فيلجأ إلى التعبير عن نفسِه، ويبدع أيضاً. هو القوس الذي يغرق في أحلامه حتى النخاع، ويبتعد عن المحبطين، ويستخدم المنطق أسلوباً، مقتنعاً بأن المنطق - وحده - سيأخذه من (ألف إلى باء، وصولاً إلى ياء الحقيقة).. والحقيقة لديه، دائماً، أغرب من الخيال. 

أنت، أيها القوس، لا تُشبه أحداً؛ فشخصيتك نارية. تغضب بسرعة، وتهدأ بسرعة، وتراجع نفسك عادة، وقادر على الاعتذار إذا أخطأت. كيف لا وأنت المقتنع دائماً وأبداً بأن الاعتذار من شيم الكرام؟!.. الاعتذار هو العطر الجميل، الذي يُحوّل أكثر اللحظات حماقة إلى هدية جميلة.

مفتاح نجاحك

يا لك من إنسانٍ عاطفي أيها القوس. حنون ورومانسي وتعشق المشي. تُحبّ فصل الشتاء، فأنت المولود فيه. تتصرف أحياناً مثل طفلٍ.. تضحك، تحلم، وتتكلم بعفوية بالغة، ولا تخاف، والخيبات التي قد تطرأ تراها أمراً طبيعياً لمن يعمل دون ملل أو كلل، وأنت العارف تماماً بأن الشمس لا بُدّ أن تشرق بعد ظلام.. وهذا أحد أسرارك. 

أغمض عيناً، وافتح أخرى، نكون قد أصبحنا في العام الجديد (2024).. فماذا ينتظرك يا ترى؟.. سؤالٌ تُفكّر فيه أيها القوس، حتى لو كنت لا تعترف بذلك. علم الفلك سيساعدك على وضع خططك.. في السنة الجديدة، ستحقق حلماً لطالما لاحقك مثل ظلك، والحظ - فلكياً - سيكون إلى جانبك. لا تفرح كثيراً؛ فما ستحققه يكون نتاج العمل الجاد، وحركة الكواكب ستعزز ذلك، لكن حركتك أنت ستُحدد مستقبلك أولاً. كوكب المشتري إلى جانبك، وسيعزز الفرص أمامك، فكنْ مستعداً، ولا تنسَ، لحظةً، أن المثابرة مفتاح نجاحك. 

المغامر القوس موعود، في 2024، بعام من المغامرة. وهل هناك خبر أجمل من ذلك لمولود القوس؟.. لكن، تمهّل، فليست كل الأخبار جميلة ممتعة. فأنت في الحبّ تختلف عن العمل.. والسبب أنت!.. فمثاليتك المفرطة، وتفانيك في الحبّ، وعاطفتك المتأججة، قد لا يلاقيها الآخر كما تتوقع. لذا، نصيحة الفلك لك، خذ وقتك قبل أن تبوح بحبّك؛ لأن الآخر قد لا يستحقك دائماً. فلتعتمد في الحب، أيها القوس، مقولة: «في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة». 

تفكّر أيها القوس، رجلاً أو امرأة، في الارتباط؟!.. حسناً تفعل، فالكواكب والنجوم والمريخ وزحل إلى جانبك. شهر مارس من السنة الجديدة مناسب جداً لإطلاق الالتزامات في الحب والارتباط. لا تبخل بالإعلان عن عواطفك لمن يستحق؛ فالعاطفة أمر ثمين، وأنت من الناس القليلين، الذين إذا أحبوا يغدقون عاطفة بلا حساب. أرسطو، الفيلسوف اليوناني، حكى عنك على الأرجح، حينما قال: «معظم الناس يفضلون منح العاطفة على تلقيها». 

التركيز على المستقبل

يُساء فهم القوس، غالباً، وهو يعرف ذلك من دون أن نخبره به. كثيرون قد يرونك مغروراً، وحادّ اللسان، غير مدركين أنك صريح، صادق، ولست متعجرفاً أو متغطرساً. لذا، ارحم نفسك، وعدّ (من واحد إلى ألف) قبل أن تقول رأيك في الآخرين؛ فليس الجميع يتقبلون ما تراه حقيقة. 

أيها القوس، اصبر، واضحك دائماً، وسافر كلما استطعت، وغامر؛ فأنت تتنشق الهواء من شغفك بالمغامرة. ولا تسمح لأحد بترويضك؛ لأنك لن تعود أنت؛ فإذا غيّرت ستتغيّر وتخسر نفسك، لأنك حينما تشعر بأنك ما عدت نفسك ستتعب حتماً، وستخسر، وستنزوي؛ وعندها تبدأ مشاكلك في الظهور. مستقبلك بيدك، وخصالك جميلة؛ فحافظ عليها. وكلما شعرت أيها القوس، امرأة أو رجلاً، بالتوتر اشترِ زهرة الزنبق الأنيقة، وقدمها لنفسك هدية، أو استنشقها؛ فهي كفيلة بجعلِكما (أنتَ، وأنتِ) تستعيدان حماستكما ونظرتكما الإيجابية للأمور.

ذاكرتُك حادّة، قوية، تشبه الميكروسكوب، وتسلط - من خلالها - الضوء على أدق التفاصيل حينما تشاء، لكنك لست من النوع الذي يسمح للماضي بأن يحبطه؛ لذلك تكون ذاكرتك الوقادة انتقائية، وتستعيد منها ما تشاء حينما تشاء، محبذاً التركيز على المستقبل. 

روح الدعابة التي تملكها، أيها القوس، آسرة، والحوار معك ممتع دائماً؛ وقادر أنت على نسج القصص بسلاسة وبأسلوب فلسفي، وعلى الانسجام مع أي برج وعمر، طالما يمنحك الشخص الآخر مساحة للتجوّل؛ وأنت بطبعك تحترم حدود الآخرين، وترفض اختراقها عنوةً. 

يبقى أن أكثر ما قد يجب أن تستعدّ له، في الأيام والأشهر المقبلة، هو ربط حزامك جيداً، وإطلاق سهامك في اتجاهات لطالما رغبت في الإمساك بها. هذه هي قوتك؛ فبرجك ذهبي، والكواكب ستعمل لمصلحتك.. فلا تتردد، وقلّ: «مفتاح النجاح في جيبي»، وانطلق متسلحاً بالمنطق دائماً.