سلامة الخاطري: أحلم بالتألق رياضياً.. وبالدكتوراه علمـياً

تقدم سلامة الخاطري نموذجاً استثنائياً على مستوى الدولة، بعدما سجلت اسمها كأول لاعبة من أصحاب الهمم تمارس رياضة الدراجات الهوائية في دولة الإمارات، محققة إنجازاً مشرفاً؛ بحصولها على الميدالية الذهبية في سباق فردي ضد الساعة لمسافة 15كم، ببطولة آسيا في تايلاند. كما أحرزت، مؤخراً، المركز الثالث في سباق

تقدم سلامة الخاطري نموذجاً استثنائياً على مستوى الدولة، بعدما سجلت اسمها كأول لاعبة من أصحاب الهمم تمارس رياضة الدراجات الهوائية في دولة الإمارات، محققة إنجازاً مشرفاً؛ بحصولها على الميدالية الذهبية في سباق فردي ضد الساعة لمسافة 15كم، ببطولة آسيا في تايلاند. كما أحرزت، مؤخراً، المركز الثالث في سباق فردي ضد الساعة بدورة الألعاب البارالمبية الآسيوية في الصين، وتم على هامش البطولة انتخابها لعضوية لجنة الرياضيين باللجنة البارالمبية الآسيوية.

لاعبة منتخب الإمارات للدراجات الهوائية واليدوية لأصحاب الهمم، سلامة الخاطري، كشفت في حوارها مع «زهرة الخليج» عن طموحاتها الكبيرة، التي تأمل تحقيقها على المستويين الرياضي والعلمي، من خلال تمثيلها دولة الإمارات في المحافل القارية والدولية والعالمية، وفي الوقت نفسه تستعد لنيل درجة الماجستير في علم الكيمياء، وتالياً نص الحوار:

كيف بدأت قصتك مع ممارسة الرياضة بشكل احترافي؟ بدايتي كانت عن طريق المدرسة، إذ تابعتني إحدى المدربات، واكتشفت موهبتي الرياضية، ووجهتني إلى رياضة الريشة الطائرة، التي بدأت ممارستها قبل أن أتجه إلى نادي دبي لأصحاب الهمم، وأبدأ ممارستها بشكل احترافي، وتم ضمي إلى المنتخب الوطني للريشة الطائرة، حيث شاركت في بطولة آسيا للشباب، وبطولة فزاع الدولية، وحققت أرقاماً ونتائج ممتازة، قبل أن ألتحق بالجامعة، وأكمل دراستي خارج الدولة في علم الكيمياء؛ لأتوقف قليلاً عن ممارسة الرياضة.

لماذا اتجهتِ، بعد ذلك، إلى الدراجات الهوائية؟ في الأساس تصنيف إعاقتي حركية خاصة، إذ إنني مولودة بخلل في الحوض، ولديَّ قدم أطول من أخرى، إلى جانب أنَّ لديَّ قدماً قوتها أفضل من الأخرى. لكن إعاقتي لم تمنعني من تجربة رياضة الدراجات الهوائية، وممارستها بشكل احترافي، ومع الوقت أصبحتْ رياضتي الأولى، والمفضلة.

ميدالية ذهبية

كيف تطورت مهاراتك في رياضة الدراجات الهوائية؟ مارست اللعبة بشكل مكثف؛ حتى يتطور مستواي، وأصل إلى مستوى عالمي، وأنافس في البطولات الدولية، وتكون مشاركتي عن جدارة، وليست لمجرد المشاركة الشرفية. سر مشاركتي في أكثر من بطولة عالمية، هو المواظبة على التدريبات، واتباع أساليب متطورة ترفع قدراتي البدنية، خاصة أن هذه الرياضة تعتمد على الأرقام والأزمنة. وأسهمت مواظبتي على التدريبات في أن أصبح أول لاعبة إماراتية تشارك في بطولة العالم للدراجات الهوائية مرتين: الأولى في إيطاليا، والثانية في بريطانيا، كما شاركت في بطولة آسيا بتايلاند، وأحرزت الميدالية الذهبية في سباق الفردي ضد الساعة لمسافة 15كم.

تألقت بشكل سريع، خلال مشاركاتك مع منتخب الإمارات.. ما سرُّ ذلك؟ الاستعداد البدني والمعنوي، للمشاركة في مختلف البطولات، له دور مهم قبل ظهوري بمستوى جيد؛ لأن معظم البطولات تشهد نخبة من أفضل اللاعبين واللاعبات على مستوى العالم، وأرى أن حصولي على الميدالية الذهبية في تايلاند أفضل دافع لبذل المزيد من الجهد، والحرص على مواجهة جميع التحديات؛ لتحقيق إنجاز جديد للإمارات. صراحة، أنا فخورة جداً بتمثيلي المرأة الإماراتية في بطولة العالم، إذ إنني أول فتاة إماراتية في رياضة الدراجات الهوائية من فئة أصحاب الهمم، فتلك الرياضة لها طابع خاص يسهم في التأكيد على إرادتنا القوية، التي تمنحنا الثقة لتجاوز جميع التحديات.

مكانة قارية

تم اختيارك لعضوية لجنة الرياضيين باللجنة البارالمبية الآسيوية.. ماذا يمثل لك هذا الاختيار؟ انضمامي إلى عضوية لجنة الرياضيين يجسد مكانة وقيمة «البارالمبية الوطنية» على المستوى القاري، وحرص اللجنة الآسيوية على وجود الرياضيين الإماراتيين في عضوية لجنة الرياضيين؛ تقديراً لهم، ولعطائهم.

هل ممارسة الرياضة، بشكل احترافي، مهمة لأصحاب الهمم؟ الرياضة مهمة بشكل عام للجميع، بينما تكبر أهميتها بالنسبة لأصحاب الهمم؛ لأنها تسهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم، وتساعد على تغيير نظرة المجتمع إليهم، كما أنها تُشعرهم بالسعادة، وتجعلهم يقدمون شيئاً مفيداً لأنفسهم ولدولتهم، إلى جانب أهميتها لحالتهم الصحية والنفسية.

كيف دعمتك العائلة خلال مشوارك الرياضي؟ كان لأسرتي الكريمة دور مهم في ما وصلت إليه، فقد حظيت بالدعم والمساندة من الجميع، الأمر الذي مثل قوة دفع كبيرة لي؛ لخوض جميع التحديات باسم بنت الإمارات، ما أدى إلى كسر حاجز الرهبة خلال مشاركاتي الخارجية، في ظل وجود بطلات عالميات متمرسات وصاحبات خبرة، خاصة في الدورات الأولمبية؛ لأتمكن دائماً من بذل كل ما في وسعي لتحقيق الطموحات المطلوبة، في ظل الاهتمام الكبير الذي تجده المرأة الإماراتية من القيادة الرشيدة.

إنجاز جديد

ما المقومات، التي يجب أن تتوفر في «صاحبة الهمة»؛ لتتمكن من حصد الإنجازات؟ إن صناعة بطلة حقيقية تبدأ بوجود موهبة، يتم إعدادها من خلال منظومة متكاملة، بداية من وضع خطة من النادي والاتحاد، تتناسب مع طبيعة حالة صاحبة الهمة، تشمل: وجود الأماكن المناسبة للتدرب، ومدرباً ذا خبرة، ومعدات متطورة، ويبقى بعد ذلك دور اللاعبة بعزيمتها وإرادتها، بالإضافة إلى التزامها في تناول الأكل، والنوم، واتباع تعليمات المدرب.

ماذا عن مشاركاتك المقبلة، وخططك المستقبلية؟ بعد مشاركتي في دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية بالصين، وحصولي على المركز الثالث في سباق فردي ضد الساعة، والمركز الخامس في سباق الفردي العام، أسعى إلى مواصلة التدريبات؛ لأكون على أتم الاستعداد للمشاركة بدورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024. أما على المستوى العلمي، فهدفي هو التفوق، أيضاً، بنيل درجة الماجستير، ثم الدكتوراه، في الكيمياء.