تواصل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، توثيق التراث غير المادي في جميع أنحاء العالم، في قائمتها للتراث الثقافي العالمي، التي تتجدد مراراً وتكراراً، بهدف أرشفة وتأريخ هذا التراث، وحفظه للأجيال القادمة، وترك نماذج أصيلة لهم، في عصر السرعة والتكنولوجيا والتطور الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وأدرجت «اليونسكو»، في آخر اجتماعاتها الروتينية، «فن الأوبرا الإيطالي العريق»، و«موسيقى الملحون المغربية»، و«طبق السيفيتشي البيروفي»، في إشارة إلى تنوع وتعدد الاهتمامات التي تنتهجها «اليونسكو» في اعتماداتها لقائمتها.

  • الأوبرا الإيطالية

ويعد إدراج «فن الأوبرا الإيطالي العريق» تكريماً كبيراً لفن يمتد عمره لأربعة قرون، ويمزج بين الدراما والموسيقى. وظهر «فن الأوبرا الإيطالية» أواخر القرن السادس عشر، وأوائل القرن السابع عشر في فلورنسا، وتحديداً في بلاط عائلة ميديتشي، وعادة يتضمن حبكات معقدة وفناً مسرحياً متقناً وغناء بارعاً.

  • موسيقى الملحون المغربية

كما يعد إدراج «موسيقى الملحون المغربية» اعترافاً دولياً بإرث مغربي أصيل، ورافداً مهماً من الروافد الفنية الغنية للمغرب، ومكوناً مرجعياً من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة.

و«الملحون» عبارة عن قصائد من الزجل أو الشعر الشعبي المكتوب باللهجة المغربية، يُغنى بطريقة شعبية تراثية، وكلمة «الملحون» مشتقة من كلمة لحن، وهو تزاوج بين القصيدة الشعبية واللحن المتميز. وتعد منطقة واحات تافيلالت في الجنوب الشرقي للمغرب الموطن الأصلي لهذا الفن، الذي استمد جذوره من الصوفية، قبل أن يتطور لاحقاً ويصل إلى الجميع.

  • طبق السيفيتشي البيروفي

أما «طبق السيفيتشي البيروفي»، فيصنع من الأسماك النيئة المتبلة، ويتم تناول هذا الطبق، الذي قد يختلف من منطقة إلى أخرى بحسب نوع الأسماك المستخدمة لتحضيره، وصنع للمرة الأولى قبل أكثر من 2000 عام في ما يعرف الآن ببيرو، وفقاً لعلماء أنثروبولوجيا محليين.

وهناك ما لا يقل عن ألف وصفة أو طريقة لإعداد السيفيتشي في البلاد، وفق الشيف الشهير خافيير فارغاس، رئيس جمعية مطاعم المأكولات البحرية في بيرو.

  • قائمة «اليونسكو» للتراث غير المادي

وتعرف «اليونسكو» عبارة «التراث الثقافي غير المادي» بالممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي.

وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلاً عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، ما ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من ثم احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.

كما يعرف الموروث الثقافي بأنه كل ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى آخر، ويشمل كل الفنون الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شعبية وقصص وحكايات، وأمثال تجري على ألسنة العامة، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة، وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب.