«ديور كروز» لعام 2024.. إطلالات مبتكرة تجمع الراحة بالتطريز الحرفي

طيف الرسامة المكسيكية الفريدة والمتمردة والمتناقضة، فريدا كاهلو، يبدو حاضراً في هذه الإطلالات المختارة من مجموعة «ديور كروز» لعام 2024، إذ إن صورتها وأسلوبها الشخصي ماثلان في الأذهان، فهي من أهم الفنانين في القرن العشرين. وتركت كاهلو بصمات واضحة، ليس فقط بفنها المفعم بالحيوية والألوان، بل بإطلالاتها

طيف الرسامة المكسيكية الفريدة والمتمردة والمتناقضة، فريدا كاهلو، يبدو حاضراً في هذه الإطلالات المختارة من مجموعة «ديور كروز» لعام 2024، إذ إن صورتها وأسلوبها الشخصي ماثلان في الأذهان، فهي من أهم الفنانين في القرن العشرين. وتركت كاهلو بصمات واضحة، ليس فقط بفنها المفعم بالحيوية والألوان، بل بإطلالاتها وأزيائها وهيئتها، فأصبحت مصدر إلهام للنساء وللفنانين ومصممي الأزياء على حدٍّ سواء. ولايزال حضورها الرمزي يتشابك بعمق مع الثقافة المكسيكية، ما أثار اهتمام المديرة الإبداعية ماريا غراتسيا كيوري، وألهمها تصاميم المجموعة. 

ولدت فريدا كاهلو عام 1907 في كويواكان بالمكسيك، لأب ألماني وأم من أصل إسباني. وعلى الرغم من أصولها المختلطة، فإنها ارتبطت بشكل وثيق بتراثها الأصلي، وأحبت الشعب المكسيكي، واشتهرت بأحداث حياتها غير العادية، إذ أصيبت بشلل الأطفال في السادسة من عمرها، ثم تعرضت لحادث حافلة وعمرها 18 عاماً، ما سبب لها مشكلات طبية لازمتها طوال حياتها القصيرة. وأثناء تعافيها، عادت إلى شغفها الطفولي بالفن، وبفكرة أن تصبح فنانة.

خلدت فريدا الزهور في فنها، فهي التي قالت: «أرسم الزهور؛ حتى لا تموت»، وتعد وردتها المخططة باللونين الأحمر والذهبي، فريدة من نوعها، وتذكيراً حيوياً وملوناً لروحها، فتلك الوردة نراها منقوشة على بعض تصاميم المجموعة، ومرسومة على الحذاء الجلدي المحاكي لـ«بوتس فريدا». 

أعادت كيوري تفسير رموز هذه الفنانة في تصاميم مجموعتها، ومنها الفراشات الموجودة بقوة في تراث فريدا الفني، ناهيك عن الطائر الرنان، الذي يردد صدى خاصاً. وكانت ملابس فريدا بمثابة علبة مجوهرات ثمينة، تحتضن جسماً مجروحاً وضعيفاً، كشرنقة تؤوي فراشة، تحوّلت إلى نمط ذي ألوان وأشكال مُتنوّعة، برز من خلال سلسلة من الطبعات.

ومن خلال الفن التشكيلي، عبّرت الفنانة فريدا عن وجعها، ونستذكر هنا مقولتها: «أيها القدمان، لماذا أحتاج إليكما؛ عندما تكون لديَّ أجنحة للطيران؟». وبسبب شخصيتها الفريدة، وحياتها المتعددة الأوجه، أصبحت كاهلو أيقونة ورمزاً نسوياً، وباتت تحمل لواء قوة المرأة الداخلية، وشجاعتها في مواجهة الشدائد، فضلاً عن حب المكسيك وثقافتها. كانت فريدا امرأة حقيقية، وانعكس كل ذلك على سلوكياتها، ومظهرها الذي تحدت فيه الصور النمطية، ومعايير الجمال، وبنته بطريقة واعية. 

استمدّت ماريا غراتسيا كيوري الإلهام من صور لفريدا كاهلو، تعكس ضفائرها، وملابسها المشتملة على أمثلة من الملابس المكسيكية التقليدية، على غرار التنانير الطويلة، التي كانت ترتديها لتغطية ساقيها، والمقرونة مع رداء «تُنِك» التقليدي، الذي يُعرف باسم «هيوبل». واستخدمت المصممة مجموعة مُتنوّعة من الأقمشة، مثل: القطن، والقنب، والنسيج المُخرّم الحريري، إلى جانب الياقات المُصمّمة بدقّة، التي تُجمّل قماش الجرسيه، والمخمل الأسود، وأنماط الجاكار الشبيهة بشكل الفراشات. كما غزت الفراشات، أيضاً، نمط «توال دو جوي» (Toile de Jouy)، الذي يُصوّر النباتات والطيور والحيوانات المكسيكية، التي تُضيء لوحات فريدا كاهلو. ولتطريز الفساتين والقمصان، تعاونت كيوري مع الحرفيين المكسيكيين، فتألقت خبراتهم في أساليب التطريز الفريدة، والابتكارات المشتركة التي تمّ صنعها في مشاغلهم.

حضرت الإكسسوارات الكبيرة كقلائد الفراشات. أما أقراط «مازاهوا»، الفريدة من نوعها بالنسبة للثقافة المكسيكية، والتي أحبتها فريدا، حتى إنه يُشار إليها غالباً باسم «أقراط فريدا كاهلو»؛ فظهرت في هذه الإطلالات، لكن من منظور كيوري الخاص، الذي يتقاطع ويتناغم مع نمط ورقي التشكيلة.