يؤكد أخصائيون، من مستشفى «كليفلاند كلينك»، أن التدخل المبكر يحد من «حساسية الفول السوداني» لدى الأطفال. وبنى أطباء الأطفال اكتشافهم هذا على دراسة شملت 22 رضيعاً، اكتشفت معاناتهم «حساسية الفول السوداني»، في مركز التميز للحساسية الغذائية في الولايات المتحدة، التابع لمستشفى «كليفلاند كلينك»، نظام الرعاية الصحية العالمي، حيث وضعوا تحت المراقبة الطبية، وقدموا لهم علاجاً مناعياً فموياً.

  • بحث طبي يحدُّ من «حساسية الفول السوداني» لدى الأطفال

يقول الأطباء، في دراستهم التي نشرتها «مجلة الحساسية والمناعة السريرية»، إن التجربة السريرية مكنت الأطفال، حتى سن أربع سنوات، من تطوير فكرة تحملهم للفول السوداني، من خلال تناول كميات صغيرة منه، في إطار عملية مُدارة خطوةً بخطوة.

وراجع الفريق البحثي، في الدراسة ذات الأثر الرجعي، البيانات المأخوذة من 22 رضيعاً، تراوح أعمارهم بين 7 و11 شهراً، ممن تلقوا العلاج المناعي الفموي في مركز التميز للحساسية الغذائية، التابع لمستشفى «كليفلاند كلينك». وخلال الخطة العلاجية التي جرى تطبيقها من قبل أخصائيي الحساسية والأهالي، تناول الأطفال جرعة يومية تبلغ 18 ملليغراماً (أي ضعف حجم حُبيبة ملح الطعام) من بروتين الفول السوداني، وذلك في هيئة زبدة فول سوداني، أو مسحوق الفول السوداني. وعلى امتداد ستة أشهر، تمت زيادة الجرعات اليومية؛ حتى وصلت إلى 500 ملليغرام (أي ما يعادل حجم حبتَيْ فول سوداني).

  • «حساسية الفول السوداني» لدى الأطفال

وتوصلت الدراسة إلى أن الرضع الـ22 في المجموعة نجحوا في إتمام هذه المرحلة من الدراسة. وأظهر أكثر من نصفهم، خلال فترة العلاج، أعراض حساسية طفيفة تراجعت من تلقاء نفسها، فيما احتاج واحد فقط إلى تدخل طبي بعقار إبينيفرين (الأدرينالين)، ولم يسجل 27% منهم أي أعراض تحسسية على الإطلاق.

وقالت مدير مركز التميز للحساسية الغذائية لدى مستشفى «كليفلاند كلينك»، الدكتورة ساندرا هونغ: «السلامة تعتبر العنصر الأهم في دراستنا، لذلك عند إعطاء الأطفال جرعة أكبر من بروتين الفول السوداني؛ فإن ذلك كان يتم في مركزنا، وتحت المراقبة الدقيقة من قبل أخصائي حساسية، ولمدة ساعة بعد تناولهم الجرعة الأكبر».

وتبين الدكتورة ساندرا أنه تم إخضاع 14 طفلاً من الأطفال الـ22 لاختبار حساسية؛ لمعرفة مستويات الأجسام المضادة الخاصة بالفول السوداني في أجسادهم، بعد انتهاء العلاج المناعي الفموي، حيث أكدت النتائج أن جميع الأطفال الـ14، كانت لديهم حساسية أقل تجاه الفول السوداني. وعلى الرغم من الآفاق الواعدة للعلاج المناعي الفموي، لحساسية الفول السوداني في مساعدة الأطفال الصغار على تخطي حساسية الفول السوداني، فإنه يجب تقديم العلاج تحت مراقبة أخصائي حساسية.