في بعض الأحيان، نحاول الثبات في وجه العاصفة، وفي أحيان أخرى نبحر بسلاسة ونستمتع بالرحلة، لكن هناك شيء واحد مؤكد، رغم ذلك، هو أن السعادة ليست بعيدة المنال.

وهل يعني ذلك أنه يجب أن نكون مبتهجين دائمًا، أم أن الأمر يتعلق أكثر بإيجاد السلام الداخلي؟ وفقًا لعلم النفس، هناك بعض المؤشرات الرئيسية، التي توضح مدى سعادتكِ الحقيقية.

لذا، فإننا هنا نرصد علامات تساعدك على معرفة ما إذا كنتِ واحدةً من أولئك الأشخاص الذين تمكنوا من فك شفرة السعادة الحقيقية.

  • حب الحياة

تتقبلين تقلبات الحياة:

الحياة عبارة عن رحلة مليئة بالتقلبات والمنعطفات واللحظات غير المتوقعة. وفي حال كنت شخصاً سعيداً، فقد تعلمت تقبل هذه الأمور، بدلاً من القتال ضدها، إذ إنك تدركين أن الأمر لا يتعلق بالحصول على حياة مثالية، بل يتعلق بكيفية التغلب على العيوب.

وحتى عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، يمكنك العثور على الجانب المشرق أو الدرس المستفاد، أي أنك لا تدعين النكسات تحدد هويتك أو سعادتك، بل تعتبرينها نقطة انطلاق نحو النمو والقدرة على الصمود، ما يدل على أنك وجدت السعادة من الداخل.

تعلمت العيش في الوقت الحاضر:

الحياة لا تحدث في المستقبل أو الماضي، بل تحدث في الحاضر، لذا فإن الأشخاص الذين وجدوا السعادة حقاً يركزون على اللحظة الحالية.

ولا يعني ذلك أنهم لا يقلقون أبدًا بشأن المستقبل، أو يفكرون في الماضي، لكن كل ما في الأمر أنهم تعلموا عدم ترك هذه الأفكار تستهلكهم.

والعيش في الحاضر يجعل الأشخاص أكثر سعادة، ويساعدهم ذلك على تقدير الأشياء الصغيرة في الحياة، التي غالبًا تمر دون أن يلاحظها أحد، كما أن الأشخاص الذين يمارسون اليقظة الذهنية، يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة، وأكثر رضا عن حياتهم.

  • علامات تدل على أنك سعيدٌ حقاً

تقدرين علاقاتك:

العلاقات لا تقتصر فقط على وجود شخص ما تخرجين معه في أيام العطلات، بل تتعلق بالاتصال والتفاهم والخبرات المشتركة.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية هم أكثر سعادة وصحة، ويعيشون حياة أطول.

تمارسين الامتنان:

معلومة أخرى مفيدة، متجذرة في علم النفس هي الامتنان، إذ إنها أكثر من مجرد الشعور بالبركة والشكر، ولها فوائد كثيرة، فهي تحررنا من المشاعر السامة، وتعزز التعلم، وصنع القرار، وتعمل على تحسين الصحة العقلية.

لذا، فإن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان يعيشون بسعادة، وتذكري أن السعادة لا تتعلق فقط بما يحدث لنا، بل تتعلق أيضًا بموقفنا تجاه ما يحدث، ولا شيء يساعد على تعديل هذا الموقف أفضل من جرعة من الامتنان اليومي.

تعلمتِ أن تكوني لطيفة مع نفسك:

عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، فسوف تقومين بلوم نفسي، معتقدةً أنكِ لم تكوني جيدة أو ذكية بما فيه الكفاية، ما يؤثر في سعادتكِ واحترامكِ لذاتك، لكن من الضروري إدراك مفهوم التعاطف مع الذات، إذ يتعلق الأمر باللطف والتفهم تجاه الذات في حالات الألم أو الفشل، بدلاً من انتقاد الذات بقسوة.

لذا، فمن المهم عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، أن تعاملي نفسكِ باللطف والتفهم اللذين تعاملين بهما أي صديق، وتذكري أنه لا بأس أن نرتكب الأخطاء، وهذا ما يفعله الجميع، وتقدير نقاط قوتكِ وقبول نفسكِ كما أنتِ.

ونظراً لذلك، فإن الأشخاص اللطفاء مع أنفسهم يعيشون بسعادة أكبر، حيث إن التعاطف مع الذات لا يعني تجاهل أخطائك، بل قبولها بلطف وتفهم، وهذا القبول هو علامة السعادة الحقيقية.