في ديسمبر الماضي، كشفت «غوغل» عن إطلاق برنامجها الجديد للذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى استمرارية وتسارع التحول إلى عصر تكنولوجي جديد. هذا التطور يُعدُّ نقطة تحول في تاريخ البشرية، ويعيد ترتيب المنظومة المهنية. 

في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعيش عصراً تكنولوجياً متقدماً، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايد الأهمية في شتى جوانب الحياة. فمن الصحة إلى النقل، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين الكفاءة، وتعزيز الابتكار. 

في القطاع الصحي، على سبيل المثال، يُساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير أساليب التشخيص والعلاج، ما يفتح آفاقاً جديدة للمهن المتعلقة بتحليل البيانات الطبية. وفي مجال النقل، يعزز السلامة وكفاءة النقل، ما يؤدي إلى ابتكارات، مثل: السيارات ذاتية القيادة، وأنظمة إدارة الحركة المتقدمة.

ومع ذلك، يواجه العمال تحديات كبيرة، خاصةً في ما يتعلق بالتنافس مع الذكاء الاصطناعي. وقد تؤدي الأتمتة إلى تقليص الحاجة إلى بعض المهن التقليدية، لكنها - في المقابل - تخلق فرصاً جديدة في مجالات، مثل: تطوير البرمجيات، والأمن السيبراني، وتحليل البيانات. هنا، يأتي دور التعليم والتدريب المستمرين؛ لضمان أن يكون العاملون مجهزين بالمهارات اللازمة لهذا العصر الجديد.

وتتخذ حكومة الإمارات خطوات استباقية لدعم هذا التحول الرقمي، وتشمل هذه الخطوات: تعزيز التعليم التقني، وتشجيع الاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال. كما تسعى الدولة إلى تطوير مهارات العاملين والشباب، وربط المناهج الدراسية بسوق العمل واحتياجاته.

من المهم التعامل مع التكنولوجيا بحذر ووعي أخلاقي، ويجب وضع ضوابط قانونية وأخلاقية؛ لضمان الخصوصية والأمان، وتجنب الاستغلال؛ فالذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم لتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة.

كذلك، الأثر الاجتماعي ليس ببعيد، فهذا التحول المهني تنعكس آثاره على الأفراد وأسرهم، وقد يصبح الذكاء الاصطناعي مهدداً للسلام والأمن الاجتماعي؛ لذلك لا بد أن ندرك أننا لن نستطيع إيقاف التطور في المجال التكنولوجي، خاصة بعد أن أصبح العمود الفقري للمنظومة الاقتصادية على وجه الخصوص، ما يجعله مؤثراً في أنشطة الحياة كافة. 

في ضوء هذا اليقين، لا بد أن نعمل على التأقلم مع هذا التطور، والوعي بالآثار السلبية على الفرد والمجتمع، والبدء في وضع التصورات نصب يقيننا العلمي والبحثي؛ لدعم الأنظمة التي تحمي المجتمع وأمنه من التحولات الناتجة عن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.