لدينا جميعاً لحظات نفقد فيها أعصابنا، لكن تخيلي أنكِ تعيشين مع شريك يكون دائماً في حالة مزاجية سيئة، أو غير سعيد بكل شيء في الحياة. وكونكِ محاطة بهذه الطاقة السلبية، فلا تكون لذلك دائماً آثار إيجابية على حياتكِ وعلاقاتكِ الشخصية. وإذا كان عليكِ التعامل مع شريك غير سعيد، فتأكدي أنه لا بد أن تحمي نفسكِ، وراحة بالك. وأكدت دراسة، أجريت خلال أكتوبر 2023، ونشرتها مجلة «Sage Journals»، أن الشخص الإيجابي في العلاقة غير السعيدة، يتم سحبه وتحويله إلى شخص متشائم وحزين، حيث إن العواطف تنتقل من شخص إلى آخر، خاصة في العلاقات الزوجية، وهذا علمياً يسمى «العدوى العاطفية» أو «الانتشار العاطفي».

وتؤثر الحالة المزاجية السيئة على العلاقات بالطرق التالية:

· قد تؤدي المشاعر السلبية إلى المزيد من الحجج وسوء الفهم والتواصل بشكل عام بشكل أقل إيجابية.

· يمكن أن تكون العواطف معدية، وقد ينقل الشريك غير السعيد مزاجه السلبي دون قصد إلى الشريك الأكثر سعادة.

· التعرض المستمر للمشاعر السلبية للشريك يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة العقلية للشريك الأكثر سعادة، وبمرور الوقت يساهم في الشعور بالإرهاق أو القلق أو حتى الاكتئاب.

· قد يجد الشريك الأكثر سعادة صعوبة في الحفاظ على الشعور بالرضا في العلاقة.

  • الشريك التعيس

 

علامات الشريك التعيس:

إن التعرف المبكر على علامات الشريك التعيس أمر بالغ الأهمية؛ للحفاظ على علاقة صحية، ومعالجة المشكلات قبل تفاقمها، وهنا بعض العلامات:

· زيادة الحجج، وانخفاض وتيرة التواصل الإيجابي، مثل: المجاملات، أو التعبير عن المودة.

· انخفاض الاهتمام بقضاء الوقت معاً.

· محدودية الاتصال البصري.

· تجنب اللمس الجسدي، أو العلاقة الحميمة.

· تغير أنماط الحياة، سواء في النوم أو الأكل.

· قلة الاهتمام بالهوايات أو الأنشطة، التي كانا يحبانها في السابق.

· تغير مستويات الطاقة، مثل: التعب أو الأرق.

· انخفاض الاهتمام بالعلاقة الجسدية، وتجنب الإيماءات الحنونة.

· تراجع تحديد الأهداف المشتركة، أو التخطيط طويل المدى.

· البحث عن العزلة، وانخفاض الاهتمام بالتواصل الاجتماعي، أو التواصل مع الآخرين.

  • الخلافات الزوجية

 

كيف تتعاملين مع الشريك التعيس؟

إذا كنتِ لاتزالين تحبين شريككِ غير السعيد، فقد تكون هناك طرق صحية للتعامل معه، وهنا بعض النصائح:

1. الانخراط في التواصل المفتوح: شجعي شريككِ على التعبير عن مشاعره بصراحة، ووفري مساحة آمنة له لمشاركة مشاعره دون خوف من الحكم، واستمعي جيداً عندما يفرغ ما في قلبه، وتجنبي مقاطعته.

2. التعاطف والتفاهم: حاولي أن تفهمي وجهة نظر شريككِ وعواطفه، فالتعاطف مع مشاعره والاعتراف بأن تجاربه صحيحة يسهلان عليكِ الأمر كثيراً.

3. تجنب اللوم والحكم: لا تلومي شريككِ ولا تنتقديه طوال الوقت، بل عليكِ التركيز على فهم الأسباب الجذرية لعدم سعادته.

4. التحقق من صحة مشاعره: تحققي من صحة مشاعر شريككِ، من خلال الاعتراف بأنه من المقبول أن يشعر بالطريقة التي يشعر بها، وتجنبي تجاهل مخاوفه، أو التقليل من أهميتها.

5. تشجيع المساعدة المهنية: اقترحي طلب الدعم المهني من طبيب نفسي، ويمكن لشريكك أن يذهب بمفرده، أو يمكنكِ الحصول على جلسات زوجية.

6. العمل على مهارات التواصل: قومي بتحسين التواصل ضمن علاقتكِ، من خلال تعزيز مهارات الاستماع النشط لديكِ، كما عليكِ التدرب على التعبير عن نفسك بوضوح واحترام.

  • الخلافات الزوجية

 

7. قضاء وقت ممتع معاً: يجب عليكِ قضاء وقت ممتع مع شريك حياتكِ، والانخراط في الأنشطة التي يستمتع بها كلاكما، حيث يمكن أن تقوما بالطهي معاً، أو ممارسة الرياضة، أو مجرد مشاهدة الأفلام.

8. تشجيع الرعاية الذاتية: ادعمي شريككِ في الاهتمام بصحته الجسدية والعقلية، وشجعي خيارات نمط الحياة الصحي، مثل: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الكافي، والأنشطة التي تجلب له السعادة.

9. التحلي بالصبر: معالجة التعاسة في العلاقة تستغرق وقتاً، لذا كوني صبورة مع شريككِ، ومع عملية العمل من خلال تحديات الحياة.

10. ضعي توقعات واقعية: يجب أن ندرك أنه لا توجد علاقة مثالية، وأنه من الطبيعي أن يمر كلا الشريكين بفترات صعود وهبوط، ولا تتوقعي أن يكون كل شيء مثالياً طوال الوقت.

11. تعزيز الإيجابية: أدخلي الإيجابية في علاقتك، من خلال التعبير عن الامتنان، ومشاركة التجارب الإيجابية، وتوفير بيئة داعمة، ويمكن أن تساهم لفتات اللطف والتقدير الصغيرة لمنح جو أكثر إيجابية.