الريم العماري: فرص الجنسين في الإمارات.. عادلة

من خلال شغفها واجتهادها، تمكنت الإماراتية، الريم العماري، مؤسسة شركتَيْ: «باقة» و«وصلة»، من تحقيق تألق مبهر في عالم ريادة الأعمال. فقد أثبتت أن النساء قادرات على الابتكار، وتحقيق التميز في أي مجال يطرقنه. إلا أنها لم تكتفِ بتحقيق النجاح الشخصي فحسب، بل آمنت بدورها في دعم وتمكين النساء؛ للانضمام إلى

من خلال شغفها واجتهادها، تمكنت الإماراتية، الريم العماري، مؤسسة شركتَيْ: «باقة» و«وصلة»، من تحقيق تألق مبهر في عالم ريادة الأعمال. فقد أثبتت أن النساء قادرات على الابتكار، وتحقيق التميز في أي مجال يطرقنه. إلا أنها لم تكتفِ بتحقيق النجاح الشخصي فحسب، بل آمنت بدورها في دعم وتمكين النساء؛ للانضمام إلى عالم الأعمال والتنمية.. في حوارنا معها، شاركتنا رؤاها وتجاربها التي تجاوزت إنجازاتها؛ إذ تسعى إلى تشجيع وتمكين المرأة الطموحة في بلادها؛ لمتابعة أحلامها، وتحقيق أهدافها، وأن تكون مصدر إلهام للنساء اللاتي يسعين إلى تغيير العالم من خلال الابتكار والريادة:

كيف بدأت تجربتك في ريادة الأعمال؟

لقد بدأت قصتي أثناء دراستي؛ فقد كنت أبيع الأقلام لزميلاتي في المدرسة، ثم تطورت الفكرة؛ لتصير أكبر؛ فافتتحت محلاً على «إنستغرام»، وأنا مازلت طالبة بالمدرسة، وبعد تخرجي في الجامعة لمعت في ذهني فكرة عمل تجاري، أطلقت عليها اسمَيْ: «باقة» و«وصلة». كانت فكرة بسيطة، إلا أنها مبتكرة وملهمة. 

فن رفيع

ما أكبر إنجازاتك في مجال ريادة الأعمال.. حتى الآن؟

لقد نجحت في تنمية شركتين تجاريتين في مجال التكنولوجيا، وأردت من هذه الفكرة أن أتجاوز عدم مقدرتي التمويلية، وضعف خبرتي، بأن أفتتح محل بيع ورود خاصاً بي، وتحقق حلمي. ومن خلال هذا الاستثمار خطرت لي فكرة أخرى، هي أن سوق الورود يحتاج إلى خدمة توصيل مبردة، خاصة أنني اكتشفت عيوباً كثيرة في خدمات التوصيل المتوفرة، ومن خلال خبرتي التي اكتسبتها حديثاً؛ ابتكرت شركة، وتطبيقاً للهواتف الذكية، يجمع محال الزهور كافة في دولة الإمارات؛ لتوصيل الزهور إلى المشترين، حسب الطلب.

كيف تقيمين وجود الإماراتيات في مجالك؟

 خلال عملي في مجال تسويق الورود؛ لاحظت أن النساء الإماراتيات ولجن هذا المجال بشكل خجول، وعندما أذهب إلى أحد الاجتماعات أجد نفسي المرأة الوحيدة هناك؛ لذلك أدعو بنات جنسي إلى أن يلجن هذا الميدان الواعد، وألا يخشين التحديات.

  • الريم العماري

إلى أي مدى تؤمنين بأن تجربتك تلهم النساء الشابات للانضمام إلى هذا المجال؟

أعتبر مسؤوليتي الشخصية أن ألهم - بتواضع - الشابات للانضمام إلى رحلتي. حالياً، وحسب إحصاءاتنا الفعلية، فإن الغالبية العظمى من منصة «باقة» نساء يعملن من المنزل أو المحل، ويحرصن على تطوير صناعة الورود بشغف. أعتبر تسويق الورود فناً رفيعاً، تتمتع به النساء، لذلك إن «باقة» تدعمهن بكل حب ومسؤولية، كما أن معظم المتعاملين معها، سواء في التوريد أو التسويق، من النساء. قد تنقص بعضهن الموهبة والخبرة، لكننا مستمرون في دعمهن؛ لتمكينهن من الاستمرار في عملهن وتطويره؛ ليشعرن بالرضا مادياً ومعنوياً.

عدالة بين الجنسين

ما التحديات التي واجهتك كامرأة في مجال ريادة الأعمال، وكيف تغلبتِ عليها؟

الإصرار من الصفات التي أعتبرها لازمة لقبول تحدي مزاولة الأعمال التجارية؛ لأنه هو الضامن للاستمرارية، فقد يوفر الشغف ضربة البداية، لكن الإصرار يؤهل للمرور الإيجابي من التحديات، فالشغف وحده لا يحرك ماكينة العمل، بل الإصرار هو ما نحتاج إليه، مع أهمية الضبط النفسي الذاتي.. لماذا؟ لأن هذا الميدان يواجه فيه من يرتاده الكثير من التحديات، التي تشكك في القدرات، والنفس، والشغف نفسه، لكن الذي لديه ضبط ذاتي يستطيع تحديد احتياجاته، ويدرك كيف يوزع جهوده وطاقته بين متطلبات عمله.

شخصياً.. ما مدى الدعم الذي وجدته من الدولة، وما محطتك التالية؟

لولا الدعم الذي وجدته لما كنت على ما أنا عليه اليوم؛ فقد بدأ عمل شركتي في بدايات جائحة «كورونا»، لكن بفضل السند الرسمي والمجتمعي، استطعت الحصول على تمويل مناسب، ساهمت فيه جهات حكومية، وبعض المستثمرين، وقد لاقيت نجاحاً كبيراً. الآن، أستعد لافتتاح فرع لشركتي في المملكة العربية السعودية.

ما الدور الذي تلعبه القيادة الإماراتية في تحفيز النساء على الانضمام إلى مجال الأعمال؟

 لقد فتحت الإمارات أبوابها للجميع، وعلينا أن نمسك بزمام المبادرة وإحداث التغيير، من أجل غدٍ متساوٍ. لقد منحت القيادة المرأة تأثيراً دائماً ومهماً، وحان وقتنا لنقتحم كل المجالات بلا تردد أو تحفظ؛ فنحن في بلد يتعامل بعدالة مع الجنسين، ويوفر لهما الفرص غير المحدودة نفسها، ودور الشباب أن يغتنموا هذه الفرص، وألا يضيعوها، وألا يجعلوا الخوف حاجزاً أمام تجربة دخول مجال الأعمال.