حنان غيث، مخرجة، ومنتجة، وكاتبة، ومذيعة، تمتد خبرتها إلى أكثر من 20 عاماً، بين الإعلام، وعالم الطفل الذي تميل إليه بصفة شخصية، وتعد أول إماراتية تقدم كرتوناً وطنياً بمعايير عالمية، هو «شلة دانة» عام 2003. كما ساهمت في إعداد وإخراج برامج للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية. هنا، تحدثنا مخرجة فيلم «نجم»، عن أعمالها وعالم أفلام الكرتون، وتحديات أعمال الأطفال.. وتالياً نص الحوار:

بدايةً.. حدثينا عن مسيرتك في عالم السينما!

تمتد رحلتي في هذا العالم إلى أكثر من 20 عاماً، اصطحبت خلالها الشغف والحب لإيصال رسائلي عبر الصوت والصورة. في مسيرتي وتجربتي الإخراجية، وجدت الدعم من الحكومة، منذ بداية مشواري الدراسي، من خلال تمكيني من خوض تخصصات الإعلام المختلفة، وتوفيرها في الجامعات والمعاهد المحلية، وأيضاً من خلال الورش والدورات التي توفرها المؤسسات الحكومية والثقافية.

  • مشاريع الاستدامة في دولة الإمارات

لماذا تخصصتِ في مجال الطفل؟

 بالنسبة لي، أجد قضايا الطفل ومواضيعه الأقرب إلى قلبي؛ لذلك قمت بتقديم 27 فيديو كليب كرتونياً، مجسدة في شخصيات فتيات إماراتيات بزي محلي، هن: «دانة»، و«ريم»، و«نوف»، يغامرن في بيئة مرسومة بدلالات ورموز محلية.

فيلم «نجم» 

ما الرسائل، التي تحاولين إيصالها من خلال فيلم «نجم»؟

تدور أحداث الفيلم، الذي مدته دقيقتان حول الطائر «نجم»، الذي يعيش في متحف قديم، وبينما يقرأ كتاباً عن الفضاء لأصدقائه من الحيوانات المهددة بالانقراض، تصله هدية بواسطة روبوت على شكل حشرة، عبارة عن سلة من القش، بداخلها حقيبة من القماش، ولوح شمسي، وبذرة قمح سحرية. يرمي «نجم» اللوح الشمسي غير مكترث به، فهو لا يعرف أهميته، ثم يضع الحقيبة على ظهره، ويهم بأكل البذرة، فتتفاعل خلايا اللوح الشمسي مع أشعة الشمس، وتمدها بالطاقة، وفجأة تتحرك لعبة قطار كهربائي. ليبدأ «نجم» بعدها مغامرة شيقة في المتحف، ويمر بألعاب ورموز تشبه معالم مشاريع الاستدامة في دولة الإمارات، مثل: متحف المستقبل، ومدينة مصدر. ويحمل فيلم «نجم» العديد من الرسائل عن الاستدامة، والذكاء الاصطناعي، مع غرس قيم التراث والعادات والتقاليد الإماراتية.

هل من السهل إيصال رسائل مهمة إلى جيل تسيطر عليه التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي؟

جيل اليوم له ملامح وشخصية مستقلة في اختيار ما يشاهد، فهو جيل ذكي يتفاعل مع التكنولوجيا والتطبيقات بنفسه، قبل أن يتعلم القراءة؛ لذلك من الضروري معرفة المستهلك وشخصيته، وتفاصيل حياته التي تفرض على كتاب النصوص، اليوم، مواكبة هذا التغيير في إنتاج برامج الأطفال؛ فهذا الجيل يحب المحتوى السهل، والقصير، والمتعلق بالواقع المعزز، وغيره من التقنيات التفاعلية.

ما الصعوبات، التي تواجه صناع محتوى الأطفال المرئي في العالم العربي اليوم؟

النمطية هي الصفة الغالبة على صناعة محتوى الأطفال المرئي اليوم، بينما يتم الاعتماد على الأعمال الأجنبية، التي قد لا تمت بصلة إلى واقعنا وعاداتنا وتقاليدنا. لكن هذه الأعمال أقوى من ناحية القصة، والتكنولوجيا، وإمكانات الإنتاج الهائلة. وفي عالمنا العربي، ظل محتوى الطفل لسنوات مهمشاً، ويُشترى من سوق البرامج الغربي حتى تم تأسيس بعض القنوات المحلية والعربية، الموجهة إلى الطفل.

  • الأبطال العالميون لهم تأثير قوي في الطفل العربي

لماذا يتعلق الأطفال بالرسوم الأجنبية أكثر من العربية؟

تتضافر الجهود في الغرب بين شركات الإنتاج والقنوات لإنتاج عدد كبير من البرامج سنوياً، والشخصيات والأبطال العالميون لهم تأثير قوي في الطفل العربي، الذي يميل إلى شراء منتجات تحوي صور وشخصيات الكرتون العالمية. وهذا يرجع إلى قوة التسويق، والتأثير في مشاعر الطفل، من خلال قصص هذه الشخصيات، التي قدمت ورسمت بشكل وحبكة مدروسين. وساهمت قلة دعم وتفاعل الجمهور العربي مع الإنتاج المحلي في إحباط المنتجين، وترددهم في الاستثمار بمجال الأعمال الخاصة بالأطفال.

بالإضافة إلى شغفك بالسينما، أصدرت رواية بعنوان «قبل الوسن».. حدثينا عن هذه التجربة وجديدك!

بعد 16 عاماً في عالم الأطفال، كان لا بد من توظيف الخيال لمرحلة الشباب والكبار؛ فكتبت رواية «قبل الوسن»، وهي رواية إنسانية شبابية، بلمسة من المغامرة والرومانسية، والدروس والعبر، بلغة بسيطة. وقد جاءت الرواية نتاج بحث وعمل امتد إلى عشر سنوات، حيث بدأت وضع الفكرة الأساسية في 2012، وحينها كنت مبتدئة في مجال أدب الكبار، وبدأت رحلة البحث والتقصي، داخل الدولة وخارجها، عن أحداث وقصص إنسانية، تلامس وتحفز الشباب للتمسك بالأمل رغم التحديات، خاصة في الغربة والسفر، وجمعت قدراً كافياً من التصورات والمعلومات عن حياة المغتربات والمهاجرات، سواء للعلاج أو الهجرة أو العمل. ومن تجارب السفر، اقتبست بعض الأفكار، التي أضفت إليها من خيالي.