أنهى ساشا جفري، أحد أكثر الفنانين شهرة في العالم، العد التنازلي لإطلاق عمله الفني «معًا ننهض.. مع ضوء القمر»، رسميًا، إلى القمر على متن صاروخ «فولكان»، التابع لشركة «يونايتد لونش آليانس» (ULA)، من قاعدة كيب كانافيرال، في تمام الساعة 2:18 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، يوم الإثنين الموافق 8 يناير 2024.

  • ساشا جفري يُطلق أول عمل فني رسمي على سطح القمر

أول عمل فني على القمر:

إن الإقلاع الناجح لمهمة «بيرغرين» الأولى سيفتح آفاقًا لم يسبق لها مثيل، لاسيما بعدما أصبحت لوحة ساشا جفري أول عمل فني رسمي يُطلق من كوكب الأرض إلى القمر. ويُمثل هذا اليوم التاريخي حدثًا طال انتظاره مع عودة وكالة «ناسا» إلى القمر بعد مرور 50 عامًا من مهمتها الأخيرة، عبر مركبة الهبوط الآلية، التي تحمل اسم «بيرغرين»، وتعني بالعربية (صقر الشاهين)، التابعة لشركة «أستروبوتيك»، التي تُعد جزءًا من برنامج «أرتميس». ووصف بيل نيلسون، مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الرحلة، قائلًا: «إن استعداداتنا للعودة إلى القمر لأول مرة، منذ أكثر من نصف قرن، تُعد بمثابة قفزة عملاقة للبشرية».

ومن المُزمع أن يتفوق ساشا جفري على جيف كونز في السباق الأكثر ترقبًا، لأول فنان يُطلق أول عمل فني رسمي في التاريخ على سطح القمر. وتنطلق المهمة تزامنًا مع انضمام دولة الإمارات إلى مشروع تطوير وإنشاء أول محطة فضاء قمرية في تاريخ البشرية، ضمن برنامج «أرتميس»، بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة، مؤخرًا، بين وكالة «ناسا»، ومركز محمد بن راشد للفضاء.

ومن المُقرر وضع العمل الفني على سطح القمر بمساهمة كل من: شركة «سيلينيان»، الرائدة في تنسيق ورعاية الأعمال الفنية في الفضاء، وشركة الفضاء التجارية «أستروبوتيك»، ضمن خدمات الحمولة القمريّة التجاريّة التابعة لمبادرة وكالة «ناسا»، والمعروفة باسم «CLPS»، على أن يصبح موقع الهبوط بعد ذلك معلمًا تراثيًا عالميًا محفوظًا إلى الأبد. واستخدم جفري، في لوحته المطلية بالذهب، سبائك الألمنيوم لتعزيز خواص الجلفنة المقاومة للتآكل في الفضاء، حتى يكون العمل الفني قابلاً للتكيّف بشكل كامل مع الظروف الطبيعية للقمر. وخضعت القطعة الفنية لاختبارات صارمة، استغرقت ما يزيد عن عامين من قِبل شركة «سبيس بت»؛ لضمان البقاء على القمر إلى الأبد.

ومن المتوقع هبوط عمل جفري الفني، على سطح القمر، يوم الجمعة الموافق 23 فبراير 2024. وعلى الرغم من التصريحات الأخيرة لشركة «أستروبوتيك» التي تُشير إلى استبعاد إمكانية الهبوط السلس على سطح القمر، فإن القطعة الفنية المُتميزة تتمتع بالمقومات اللازمة لهذه المهمة الشاقة، بفضل التركيبة المرنة المقاومة لظروف الفضاء.

  • أول عمل فني رسمي على سطح القمر

رمز لوحدة الإنسانية:

وصرح الفنان العالمي ساشا جفري، قائلًا: «إن وضع عملي الفني على سطح القمر سيمثل الرمز لوحدة الإنسانية، وإعادة الاتصال بين البشرية. فبينما يطغى الظلام على كوكب الأرض ليلًا، يشع الضوء الطبيعي للقمر ليُنير العالم، وبعد هبوط عملي الفني على سطح القمر سيحمل نوره رسالة رمزية للإنسانية، فمن رحم الظلام يولد النور. آمل أن تتحد البشرية من جديد عبر التحلي بطاقة أكثر إيجابية، وإعلاء قيمة التواضع، وفهم قوة الوعي العالمي، وإدراك مدى هشاشة كوكبنا».

الفضاء للجميع:

من جهته، صرح دان هندريكسون، نائب رئيس تطوير الأعمال لدى شركة «أستروبوتيك»، قائلًا: «يسر شركة (أستروبوتيك) إيصال عمل ساشا جفري التاريخي إلى القمر. نحن نرى أن الفضاء يجب أن يكون متاحًا للجميع، ويُعد هذا العمل الفني التجسيد الأمثل لهذا المفهوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن بلوغه سطح القمر سيكون بمثابة تذكرة قوية بأن الفن مصدر إلهام للتفكير الإبداعي، ووسيلة تجعل العالم مكانًا أفضل».

  • أول عمل فني رسمي على سطح القمر

ترك إرث:

وقال جيمس خزاعي، الشريك المؤسس لشركة «سيلينيان»: «تمامًا كما ترك أرمسترونغ أول أثر قدم على سطح القمر، تعتزم (سيلينيان) الآن ترك إرث أول عمل فني رسمي مُصمم خصيصًا بواسطة ساشا جفري للهبوط على سطح القمر؛ إذ إننا نتطلع أن نصبح البوابة التي تعبر من خلالها مختلف الأصول الفنية المادية والرقمية إلى الفضاء والقمر».

فيما صرح بيل نيلسون، مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، قائلًا: «نتطلع للوصول إلى العديد من الاكتشافات العلمية، خلال مهام (CLPS)، التي ستُساهم في فهم تطور نظامنا الشمسي بشكل أفضل، فضلًا عن تشكيل مستقبل الاستكشاف البشري لرواد فضاء (جيل أرتميس) الواعد».

«معًا ننهض.. مع ضوء القمر» هي قطعة فنية فريدة من نوعها، قام الفنان جفري بنقشها باستخدام الليزر فوق لوحة مصنوعة من مواد مقاومة للظروف المناخية للقمر؛ وهي عبارة عن قلب كبير يحتضن الكثير من القلوب الأصغر حجمًا لتصوير إعادة الاتصال بين البشرية، ويظهر في المنتصف رجل وامرأة، ممسكين بأيدي بعضهما تعبيرًا عن مشاعر الحب والتعاطف التي تربطهما داخل عالم جديد مزدهر، في إشارة إلى عالمنا كما يجب أن يكون.