سابقاً، لم تكن خيارات الطهي بالزيوت متوفرة بالكثرة الموجودة هذه الأيام، إذ كان الأمر يقتصر على السمن البلدي الذي يُصنع منزلياً، وزيت الزيتون الذي يستخرج من ثمار شجر الزيتون، اللذين يمتازان بطعم شهي، وفوائد صحية متعددة.

لكن هذه الأيام، تمتلئ رفوف مراكز التسوق بالعديد من أصناف زيوت الطهي، وكلها تدعي أنها الأفضل صحياً وتذوقاً، حيث توجد أنواع عدة بماركات متنوعة مصنوعة من زيت الزيتون، وزيت الأفوكادو، وزيت الكانولا، وزيت الذرة، وزيت زهرة الشمس، وزيت جوز الهند، وزيت البذور.

  • زيت زيتون

ووسط تنوع الزيوت وكثرتها، قد يجمع كل هذه الأنواع شيء واحد، هو اتفاق صناعها على أن مذاقها شهي، باختلاف طرق صناعتها، ومكوناتها. لكن، قد يبقى زيت الزيتون وزيت الأفوكادو، هما أهم الزيوت التي يوصي بها العديد من المتخصصين في مجال الصحة، حيث يوجه اختصاصيو التغذية المرضى إليها، ليس فقط بسبب الدهون الصحية غير المشبعة، ولكن أيضاً لأنها أقل معالجة بشكل عام من الزيوت الأخرى، بحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأميركية، نقلاً عن جميعة القلب الأميركية.

كما يوصي أخصائيو التغذية باختيار الزيوت المدونة عليها عبارات، منها «زيت زيتون بكر ممتاز»، وتحمل علامات تميزها، مثل: «معصور على البارد»، أو «غير مكرر»، ما يعني أن الزيت ما يزال يحمل فوائده الصحية.

ويخشى معظم الناس استخدام الزيوت المكررة أو المهدرجة، التي يتم تصنيعها من زيوت البذور، إذ يتم إنتاجها باستخدام مذيبات كيماوية في حرارة عالية جداً، كما يخشى المستهلكون شراء أنواع من الزيوت، يتم حرقها أثناء إنتاجها، إذ يفقد الزيت عادة طعمه وفائدته عند حرقه.

  • زيت الأفوكادو

ويشجع اختصاصيو التغذية، وخبراء الصحة العامة، الناس على تقليل كمية الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي، واستبدالها بالدهون غير المشبعة، ما يعني ضرورة عدم استخدام الزيوت المهدرجة والمعاد تصنيعها، خشية تأثيرها على الصحة العامة للجسم، والقلب بشكل خاص، إذ تؤدي زيادة الكوليسترول في الدم إلى ضعف ضخ الدم إلى القلب.

ومعروف أن زيوت البذور، وأهم أنواعها: زيت زهرة الشمس، وزيت الذرة، وزيت القرطم، وزيت فول الصويا، غنية بدهون غير مشبعة، يطلق عليها «أوميغا 6»، ويشجع أخصائيو الصحة على استخدامها بدلاً من بعض الدهون المشبعة، مثل: الزبدة، واللحوم الحمراء، حيث تنخفض تدريجياً مستويات الكوليسترول الضار.

لكن النصيحة، التي يقدمها هؤلاء الاختصاصيون، هي معرفة النظام الغذائي، الذي يسير عليه الشخص قبل اتخاذ استخدام الزيت المناسب له، إذ يشيرون إلى أهمية معرفة أن قلي رقائق البطاطس، وبعض أنواع البسكويت، مؤذية أكثر مهما كان نوع الزيت المستخدم في تصنيعها، ومن المهم وضع حد لتناول الأطعمة المشبعة بالدهون، كخطوة أولى وأهم من اختيار نوع الزيت المناسب للطهي، كون تأثير هذه الأنواع من الأطعمة أكبر من تأثير الزيوت المهدرجة نفسها.