مع كل تطور وتقدم واكتشاف أثري جديد، تُظهر أرض دولة الإمارات العربية المتحدة عراقتها وأصالتها، وجذورها الضاربة في التاريخ، وهذا ما تؤكده الاكتشافات الأثرية المتعاقبة، وآخرها ما كشفت عنه دائرة السياحة والآثار بإمارة أم القيوين، إذ أكدت أنها عثرت على مجموعة من المسكوكات الذهبية «الرومانية»، وهي عملات تمت محاكاتها لعملات أصلية معروفة باسم «أوري»، يعود تاريخها إلى فترة ازدهار موقع الدور الأثري، خلال القرن الأول الميلادي.

وعثر على اللقيا الأثرية في موقع «تل أبرق» الأثري في إمارة أم القيوين، ضمن الجهود التي تبذلها دائرة السياحة والآثار، بالتعاون مع بعثة إيطالية، متخصصة في التنقيب عن الدفائن الأثرية.

  • العثور على مسكوكات ذهبية «رومانية».. في «تل أبرق» الأثري بأم القيوين

وبحسب المختصين بسك العملات القديمة، انتشرت المسكوكات «الرومانية»، التي تم العثور عليها، في الشبكة التجارية الرومانية، التي كانت تشمل دولاً عدة، منها: الإمارات والهند، وهذه المسكوكات تم سكها في فرنسا، وبالتحديد في مدينة «لوجدونوم».

وتدل اللقيا الأثرية على أن موقع «تل أبرق» الأثري عاش فيه أشخاص في فترات زمنية مختلفة، تبدأ من العصر البرونزي، وحتى القرون الميلادية الأولى، بالتزامن مع ازدهار منطقة الدور الأثرية.

وتعد المسكوكات، التي تم العثور عليها، من أهم الاكتشافات الأثرية خلال موسم تنقيب 2023-2024، باعتبارها دليلاً مادياً ملموساً على الطفرات الاقتصادية النوعية، التي حققها موقع «تل أبرق» الأثري، كما تعد هذه العملات مصدراً معرفياً قيماً، إذ تعكس الأهمية الدينية والاقتصادية والتجارية لموقع «تل أبرق» الأثري، خلال القرون الميلادية الأولى، ومشاركتها الفعالة في شبكة التجارة الخليجية، كما أن المنطقة التي تم اكتشاف العملات فيها، كانت تضم مبنى من المرجح أن يكون ذا طابع ديني.

  • العثور على مسكوكات ذهبية «رومانية».. في «تل أبرق» الأثري بأم القيوين

وتم العثور على هذه العملات الذهبية، التي تحمل صورة الإمبراطور الروماني «تيبيريوس»، الذي حكم الإمبراطورية الرومانية في الفترة من 14م، وحتى 37م، داخل جرة صغيرة من الفخار، إضافة إلى مجموعة أخرى من العملات البرونزية، مستوحاة من العملة المعروفة باسم «أبيل»، التي تم سكها محلياً، وأيضاً سوار من البرونز.

و«تل أبرق» موقع أثري في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعود معظم آثاره إلى العصر الحديدي، ويعد أحد أقدم المواقع الآثارية فيها، ومعاصراً لحضارة «أم النار» في إمارة أبوظبي. ويقع الموقع بين إمارتَي: الشارقة، وأم القيوين، على يمين الطريق المتجه إلى فلج المعلا، وليس بعيداً عن ساحل الخليج العربي.

وتم اكتشاف الموقع من قبل بعثة آثار عراقية عام 1973م، بالتعاون مع دائرة الآثار السياحية في العين، وأعيد التنقيب فيه بشكل أوسع من قِبَل بعثة أسترالية مختصة بالآثار الرومانية القديمة.