قد يبدو لنا السؤال سهلاً، فنحسب الإجابة حاضرة على طرف اللسان، لكنَّ الحقيقة غير ذلك بالمرة، والاعتقاد بسهولة الإجابة عند البعض يرجع إلى أن كثيرين قد سجنوا كلمة الحب ومعناها في مساحات ضيقة، وتفاسير محددة، فانتقصوا من الكلمة ومعناها وأثرها البالغ؛ لأنك إذا أردت أن تُعرّف الحب؛ فيجب أن تُدرك أولاً، في أعماقك، ووعيك، أنه أحد أسرار الحياة، وكما يقول المهاتما غاندي: «أينما يوجد الحبُّ؛ توجد الحياة»؛ فإذا أدركت هذه الحقيقة، ومضيت خلف هذه الحكمة مبصراً بروحك المعنى الأشمل والأعمق للحب، فستراه في كل سرٍّ من أسرار هذه الحياة، في كل ما يقع عليه بصرك من جمال وإبداع في الطبيعة من حولك، ألم يقل نجيب محفوظ: «كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة، وللأرض هذه الخضرة، وللورد هذا الشذا، وللقلب هذه القدرة العجيبة على الحب، وللروح هذه الطاقة اللانهائية على الإيمان؟!.. كيف نضجر وفي الدنيا من نحبهم، ومن نعجب بهم، ومن يحبوننا، ومن يعجبون بنا؟!».     

الحب هو إنسانيتنا، هو التراحم، والوفاء، ومدُّ يد العون، وكفُّ الأذى، ونبذ العداوة. الحب هو الانتماء والفداء، وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة وعزة الوطن، وفي كل قيمة إنسانية تكشف عن محبتنا للسلام، وللإخوة وللعطاء.

الحب هو العائلة، ألا تنتظر شكراً أو ثناءً، وأنت تمضي في طريق العطاء، أن تتقدم خطوةً خطوةً على درب النجاحات واثقاً بقدراتك، مؤمناً بأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

لا تبحث عن سبب ما لكي تعيش الحب، وتنظر بالحب، وتخاطب الناس بالحب، وترى كل شيء حولك عنواناً للمحبة والوئام، فقط املأ روحك بآلاف من معاني الحب الكثيرة، ولا تحدده باتجاه واحد، أو علاقة واحدة؛ ليكن الحب دليل إنسانيتنا، وطريقنا إلى التحقق والسلام والعطاء بلا حدود..