هنا.. سأجيب على تساؤل الكثيرين من الأهالي: كيف تختارون أعضاء البرلمان الإماراتي للطفل؟.. وكيف يصبح طفلي أو طفلتي عضواً؟.. أو حتى مستشاراً للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة؟ 

الإجابة بكل بساطة: ليست هناك شروط معقدة للترشح؛ فأي طفل إماراتي يمكنه الترشح، إن كان عمره بين العاشرة والسادسة عشرة. والأهم من ذلك أن تكون الرغبة نابعة من الطفل نفسه، وليست مفروضة عليه من ولي الأمر. 

ما الذي نبحث عنه في الطفل؛ كي يكون عضواً أو مستشاراً؟ 

حسن السلوك، ودماثة الأخلاق، والاحترام، والتعاون، والقدرة على إيصال صوت المجموعة، والقيادة، والثقة بالنفس. 

وماذا نفعل إذا لم يتحدث طفلي اللغة العربية بطلاقة؟ 

لا توجد مشكلة هنا، فبالممارسة سيتمكن من التحدث بطلاقة وسهولة خلال الممارسة مع المجموعة الأخرى، والتشجيع المستمر، وقراءة القصص العربية، ومقالات الصحف، وتلاوة القرآن الكريم، فصفحة واحدة في اليوم كفيلة بذلك، وهذا ما نراه عن تجربة. وبدورنا، كجهة، ندعم الطفل، ونمكنه، فإننا لا نستبعده أبداً؛ لوجود نقطة ضعف، بل نعمل على تمكينه؛ لتجاوز تلك العقبة. 

وأيضاً أنوه: لا للتلقين.. لا للتلقين.. لا للتلقين! 

فبهذا الأسلوب التقليدي نلغي فكر وشخصية الطفل، ونقتل عفويته، ويمكننا أن نساعده في مهارات المحادثة بالتحاور معه في مواضيع مختلفة، خاصة المواضيع التي تهمه، ويجر هذا الموضوع موضوعاً آخر، هو كيف أكتشف اهتمامات أو شغف طفلي؟.. فالتجربة خير برهان. حاول إشراك طفلك في برامج مختلفة: رياضية، أو تراثية، أو فنية، وفي مجالات البيئة والتكنولوجيا والبرمجة، أو الطبخ، أو التطوع في أعمال مختلفة، أو ريادة الأعمال، وبهذا ستكتشف شغفه، ومن ثَمَّ ستساعده على أن يثقف نفسه في مجاله المفضل، وستدعمه حتى يصبح محترفاً فيه.

قال الله، عزَّ وجلَّ، في كتابه الكريم: «اقرأ»، الآية الأولى من سورة (العلق)،     أول سورة نزلت على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فالقراءة تغذي العقول وتنيرها، وقدوة الطفل والداه؛ لذا علينا بالقراءة، وبهذا يقتدي أبناؤنا بنا، فتتسع مداركهم، وتنمو ثقافتهم، ويزداد وعيهم وإدراكهم لمختلف الأمور. 

هل جميع الأطفال من أصحاب الإنجازات، أو متفوقون دراسياً؟ 

طبعاً لا، ولكن لديهم الشخصية والفكر والشغف بتحقيق أهدافهم.

وبعضهم يتملكهم الخجل بدرجة كبيرة، ولكنهم يتميزون بصفات إيجابية أخرى، وبهذا يتغلبون على خجلهم بسهولة خلال الممارسة.

تبدأ تربية الأطفال بتوفير بيئة داعمة ومحبة، حيث يجب تعزيز التواصل الفعال، وتعليم القيم الأخلاقية، والاحترام، وتحفيز فضولهم، وتنمية مهاراتهم، وكل هذا يلعب دوراً مهماً في تنمية شخصيتهم، وتعزيز تقبلهم للمسؤوليات.