أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة وطن الابتكار والإبداع، بعدما أطلقت العنان للأفكار الرائدة؛ لتصميم مستقبل الدولة، وتنمية المجتمع، بفضل الرؤية المستنيرة للقيادة الرشيدة، التي وجهت بأهمية توحيد الجهود على مستوى الحكومة الاتحادية، والحكومات المحلية، والقطاع الخاص، والمؤسسات وأفراد المجتمع في دولة الإمارات، لتعزيز ونشر ثقافة الابتكار وتحويلها إلى أسلوب حياة للمجتمع، ومنهج عمل للحكومة، مطبقةً حلولاً جذرية على منظومة العمل، التي قادتها كفاءات إماراتية ماهرة، بما يضمن استدامة ازدهار وتتطور وتقدم الدولة الإمارات وشعبها. وقد قدمت دولة الإمارات جهوداً حثيثة؛ لتنمية مفهوم الابتكار، الذي ظهر جلياً في العديد من المبادرات والاستراتيجيات والمشاريع الاستثنائية والجوائز التشجيعية، التي تهدف إلى تبني أفضل الوسائل للاستثمار في الطاقات البشرية الإماراتية، وتحفيز النشاط الاقتصادي للدولة، بعيداً عن الاعتماد على النفط، وتعزيز القدرات التنافسية العالمية لدولة الإمارات، وتحويل مفهوم الابتكار إلى عمل وثقافة مؤسسية فعالة ودائمة في حكومة دولة الإمارات.. تالياً نقدم أبرز هذه الجهود:

البرنامج المهني لتصميم المستقبل 2071 

دعا «البرنامج المهني لتصميم المستقبل 2071» نخب المواهب الشابة، من خريجي الجامعات والكليات والمؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات والعالم، إلى التعاون مع دولة الإمارات على تصميم اقتراحات وأفكار رائدة؛ لتصميم مستقبل الحكومات، وتنمية المجتمعات. وهذه الحلول يمكن الاستفادة منها في تطبيق تغييرات جذرية على منظومة العمل داخل الحكومات، وإطلاق مشاريع استثنائية ومستقبلية لدولة الإمارات، تماشياً مع خطة الخمسين. وقد تم الإعلان عن «البرنامج» في فبراير 2021، وتلقى 700 طلب من المواهب الشابة، من مختلف أنحاء العالم. ووفر «البرنامج المهني» منصة رقمية تفاعلية، تمكن المنتسبين من التعاون والعمل معاً على تبادل الأفكار، وتقديم المقترحات العملية، بما يضمن تطويرها، وتصميم نماذج تجريبية، وحلول مبتكرة للتحديات، ليتم تطبيقها في عمل الحكومات، بإشراف نخبة من الوزراء والمسؤولين والخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم. 

وعلى مدى 3 أشهر، من يونيو إلى أغسطس 2021، تم تنفيذ «البرنامج»، ونجم عنه إطلاق «منحة تصميم المستقبل»، وهي مبادرة تتيح للمشاركين من المجتمع الدولي تقديم مقترحات مشاريعهم التجريبية، وفرصة اختبارها داخل دولة الإمارات، بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المعنية. وتهدف «منحة تصميم المستقبل» إلى تحفيز المواهب العالمية الشابة، واستقطابها للمشاركة في تصميم نماذج العمل الحكومي المستقبلي، ما ينسجم مع الجهود الوطنية؛ لتحقيق مبادئ الـ50 لدولة الإمارات، من خلال الاستثمار في العقول، ويرسخ مكانة الدولة بيئةً حاضنةً ومحفزةً للمواهب، ومختبراً للأفكار الإبداعية. وتقدّم المنحة دعماً يصل إلى 100 ألف دولار لكل مشروع.

  • الإمارات.. وطن الإبداع والابتكار

برامج ومبادرات لتشجيع الابتكار

نفذت دولة الإمارات سياسات وبرامج عدة؛ لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والإبداع، ومن أهم سياسات وبرامج الابتكار: 

- إنشاء مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي

تأسس «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي» عام 2014؛ لتحفيز ثقافة الابتكار، وتطوير العمل في القطاع الحكومي من خلال منظومة متكاملة؛ لتعزيز تنافسية حكومة دولة الإمارات، بحيث تكون ضمن الحكومات الأكثر ابتكاراً عالمياً. ومن إنجازات المركز: أولاً: «منصة ابتكر»، التي تعد الأولى من نوعها باللغة العربية للابتكار الحكومي، وتهدف إلى تعزيز الكفاءات في العالم العربي، وبناء جيل من المبتكرين العرب وقادة المستقبل، وكذلك تهدف المنصة إلى الوصول إلى 30 مليون مشارك عالمياً، وتتضمن مساقات جماعية مفتوحة المصدر (MOOCs)، وتتيح لجميع الناطقين باللغة العربية الالتحاق بمساقات معينة مجاناً، وتمنح الدارسين شهادات معتمدة من «المركز». كما تم إطلاق «دبلوم الابتكار»، الذي يُنفذ بالتعاون مع جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وهو الأول من نوعه. ويهدف إلى إعداد جيل من الرؤساء التنفيذيين للابتكار في الجهات الحكومية. وكذلك، استحداث منصب الرئيس التنفيذي للابتكار في كل جهة حكومية اتحادية، وتعتبر حكومة الإمارات الأولى في استحداث منصب الرئيس التنفيذي للابتكار.

- عام للابتكار

في عام 2014، أقر مجلس الوزراء (2015) عاماً للابتكار في الدولة، حيث وجه الجهات الاتحادية كافة إلى القيام بتكثيف الجهود، ومراجعة السياسات الحكومية، بهدف توفير بيئة محفزة للابتكار، تصل بدولة الإمارات إلى المراكز الأولى عالمياً.

- شهر الابتكار

في أغسطس 2015، تم إطلاق «أسبوع الإمارات للابتكار»، وتتيح المبادرة فرصة مشاركة الجهات الحكومة، والقطاع الخاص، والأفراد؛ للمساعدة في نشر ثقافة الإبداع بالدولة، وتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار. وبعد نجاح «أسبوع الإمارات للابتكار» على مدار عامَيْ: 2015 و2016، وفي ضوء النجاح الكبير الذي حققته الدورة الثانية بمشاركة مجتمعية واسعة مع نحو 1250 فعالية مبتكرة على مستوى الدولة، تم إجراء تغييرات جوهرية على الدورة الثالثة من «أسبوع الإمارات للابتكار»، تشمل التسمية لتصبح «شهر الإمارات للابتكار»، وعقدت الدورة الثالثة منه في الفترة من الأول إلى 28 فبراير 2018. ومنذ ذلك الحين تحتفي الإمارات بشهر الابتكار في فبراير من كل عام.

- قمة الابتكار 

استضافت دولة الإمارات قمة الابتكار العالمي 2016، التي شكلت منصة مثالية لعرض الأعمال المختلفة، والابتكارات التقنية، ومناقشة دور الابتكار في الاقتصاد المعرفي.

- مبادرة «أفكاري»

وفي عام 2016، أطلقت حكومة دولة الإمارات مبادرة «أفكاري»؛ لتشجيع موظفي الجهات الحكومية الاتحادية على تقديم أفكارهم، ومشاريعهم المبتكرة؛ لدعم وتحفيز الابتكارات الصغيرة في جميع الجهات الحكومية، ومنح أي موظف حكومي الفرصة لجعل فكرته حقيقة.

- «هاكاثون الإمارات»

في فبراير 2018، أطلقت حكومة الإمارات «هاكاثون الإمارات»، كحدث تنافسي للابتكار على المستوى الوطني. ويتضمن «الهاكاثون» دراسة البيانات الحكومية؛ لتحديد الفجوات، ونطاق تحسين الخدمات، بالإضافة إلى ابتكار الحلول، وتصميم التطبيقات الذكية؛ لتوفير مستوى جديد من الرفاه والمنفعة لأفراد المجتمع، وذلك بعدما أصبحت البيانات من أهم سمات العصر الرقمي، وأصبح التركيز على فهمها وتحليلها وتوظيفها ضرورة للتحول نحو الاقتصاد الرقمي. ويهدف «هاكاثون الإمارات» إلى تسليط الضوء على القيمة العالية للبيانات، والحلول المتأصلة فيها؛ للتعامل مع التحديات اليومية ذات الصلة بالجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والعلمية.

- استراتيجية وطنية 

تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية عام 2021، بهدف النهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعزيز حجمه وإمكاناته؛ ليكون ضمن أهم الصناعات الاقتصادية بالدولة، وزيادة نسبة مساهمته لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2031، والتي تسعى، كذلك، إلى تعزيز مكانة الدولة على خريطة الإبداع الثقافي العالمي، ومؤشرات التنافسية العالمية في المجال، وأن تكون الإمارات الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي من مختلف أنحاء العالم، وأيضاً مضاعفة عدد المنشآت العاملة في القطاع، وجذب المواهب والمبدعين.

إنجازات في مجال الابتكار

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق اقتصاد معرفي، مستند إلى الإبداع والابتكار، ولهذا السبب تسعى - وبشكل حثيث ومستمر - إلى تعزيز قدراتها في مجال التنمية المستدامة المدعومة بالإبداع والابتكار، وترسيخ أسس البيئة المُثلى؛ لتخريج أجيال جديدة من المواهب اللازمة لرفد سوق العمل باحتياجاته المتزايدة من العقول القادرة على الإبداع، ومواكبة التطلعات الطموحة لمستقبل التنمية الاقتصادية في الدولة. وتتضمن أبرز إنجازات دولة الإمارات في مجال الابتكار: 

ـ تطوير الأنظمة التعليمية، وتعزيز استخدامات الحاسوب، والأجهزة الذكية في المدارس.

ـ افتتاح مزيد من مؤسسات التعليم العالي الإلكترونية في الدولة.

ـ تشجيع ثقافة التعليم الإلكتروني في القطاعات الحكومية، وشبه الحكومية، والخاصة.

ـ تأسيس معهد دبي للابتكار والتصميم.

ـ تأسيس المجلس الأعلى للابتكار، المكون من عدد من الجهات الاتحادية.

ـ إطلاق برنامج «بعثة»، الذي يهدف إلى تعزيز تعليم الكوادر الوطنية في التخصصات ذات العلاقة بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتوفير فرصة الدراسة لدى أفضل الجامعات الدولية في هذا المجال.

ـ تأسيس العديد من المؤسسات البحثية، والمعاهد التقنية؛ لتعزيز الإبداع والابتكار، مثل: مدينة مصدر في أبوظبي، ومجمع دبي للعلوم، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.