فاطمة الكعبي ولطيفة الحمادي تبتكران «الروبوت» في المنزل

إن إنجازات المرأة الإماراتية، ونجاحها المبهر في مختلف المجالات، صفحة مشرقة في مسيرة التطوير والتحديث، التي ترفع رايتها دولة الإمارات، داعمةً البحث العلمي والابتكار، ومتبنيةً اختراعات مميزة، أبدعتها نساء إماراتيات. ورغم البعد الجغرافي بين المواطنتَيْن فاطمة الكعبي، ولطيفة الحمادي، فإن الشغف بالابتكار

إن إنجازات المرأة الإماراتية، ونجاحها المبهر في مختلف المجالات، صفحة مشرقة في مسيرة التطوير والتحديث، التي ترفع رايتها دولة الإمارات، داعمةً البحث العلمي والابتكار، ومتبنيةً اختراعات مميزة، أبدعتها نساء إماراتيات. ورغم البعد الجغرافي بين المواطنتَيْن فاطمة الكعبي، ولطيفة الحمادي، فإن الشغف بالابتكار، والإبداع في مجال الروبوتات، جمعا بينهما، والدافع من وراء ذلك، كما تؤكدان، هو تلبية حاجة اجتماعية، والحفاظ على البيئة، والمساهمة في مسيرة ريادة الإمارات التقنية، وفي تقدم الدولة بمجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي عالمياً.. وإذ تحتفي دولة الإمارات بالابتكار والمبتكرين، خلال شهر فبراير، الذي جعلته مناسبة سنوية للإعلاء من قيمة الإبداع، تحتفي «زهرة الخليج» على صفحاتها بالمبتكرتين فاطمة ولطيفة في هذا اللقاء:

  • فاطمة الكعبي

فاطمة‭ ‬الكعبي‭.. ‬12‭ ‬ابتكاراً‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع

استطاعت فاطمة الكعبي (22 عاماً)، أن تثبت للعالم أن الفتاة الإماراتية قادرة على الابتكار والتميز في مختلف فروع العلم والاختراعات، عبر 12 ابتكاراً، ساهمت من خلالها في خدمة المجتمع والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى مساعدة الأطفال المرضى وأصحاب الهمم وكبار السن، لتحصد - عن جدارة - الكثير من الجوائز المحلية والدولية.

وأكدت فاطمة الكعبي، في حديثها مع مجلة «زهرة الخليج»، أن الابتكار عالم كبير ومتسارع، ودولة الإمارات قدمت دعماً كبيراً للمرأة الإماراتية؛ للانخراط في عالم الابتكار، وتطوير الثقافة العملية، وإنعاش البيئة الابتكارية لدى بنات الوطن، حيث أتاحت الفرص لهن عبر تقديمها أفضل الممارسات والتطبيقات العملية والعلمية بمستوى عالمي، معربة عن سعادتها بما وصلت إليه في مجال الابتكار، ما أهلها للتتويج بجائزة المرأة الأكثر تأثيراً في قطاع التكنولوجيا، ضمن فعاليات منتدى وجوائز المرأة في قطاع التكنولوجيا، الذي جمع باقة من المبدعات والمخترعات في الشرق الأوسط. نتعرف، في حوارنا التالي، إلى إحدى فتيات الإمارات الناجحات، اللاتي أثبتن قدرتهن على تحقيق إنجاز تلو آخر.

بيئة داعمة

بحسب الكعبي، يمكن استخلاص جميع إنجازاتها من شغفها بالابتكار والاختراع، اللذين تم شحذهما في نفسها منذ وقت مبكر جداً من عمرها، إذ تقول: «لقد نشأت في كنف والدين مهتمين بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث يعمل والدي بمجال الهندسة، وأمي بمجال تكنولوجيا المعلومات. وحظيت في طفولتي برؤيتهما يتحدثان بشغف عن عملهما على مائدة العشاء، ما جذبني بشدة إلى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».

  • التفكير خارج الصندوق

بداية الشغف

من مجموعة الروبوتات، التي أهديت إليها؛ عندما كانت في السابعة من عمرها، إلى مشاهدة أفلام الخيال العلمي والعروض والأفلام الوثائقية حول التكنولوجيا والابتكار، أمضت الكعبي سنوات في استكشاف أفكار وإمكانات مختلفة. تقول: «بدأ حبي للاختراع منذ أن كنت طفلة، واستمررت في الاختراع؛ كلما كان لديَّ وقت فراغ، كشغف شخصي للابتكار. كنت في العاشرة من عمري فقط؛ عندما قمت ببناء أول روبوت خاص بي، يمكنه التقاط الصور. وكنت مع كل اختراع، أحاول توسيع أفقي، والتفكير خارج الصندوق قدر الإمكان. فعلى سبيل المثال، قمت بتطوير حقيبة شحن بالطاقة الشمسية للأجهزة، بالإضافة إلى روبوت يذهب إلى المدرسة بدلاً من الأطفال المرضى، وكذلك طابعة (برايل)، الهادفة إلى مساعدة المكفوفين في الحصول على جهاز رخيص الثمن، وأيضاً حزام إلكتروني لضعاف السمع، ونظام توجيه ذكي، يمنع الأشخاص من إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة».

خدمة المجتمع

وتوضح الكعبي أن كل اختراع من اختراعاتها مستوحى من احتياجات المجتمع المحيط بها، مضيفة: «على سبيل المثال، ذات مرة، قمت بزيارة مستشفى (توام) في مدينة العين، ورأيت أطفالاً هناك يعانون السرطان، عندها أدركت أن مرضهم سيمنعهم من الذهاب إلى المدرسة، وهذا جعلني أفكر في ابتكار (روبوت الأطفال المرضى)، الذي يساعد الطلبة الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، في متابعة دروسهم من المنزل، وتخزين مجريات الحصص الدراسية، دون أن يفوتهم شيء، ما يبقيهم على تواصل مع بيئتهم المدرسية»، مشيرة إلى أنها صنعت الروبوت من خلال إعادة تدوير بعض المواد غير المستخدمة لديها، حيث يتكون الروبوت من جزأين: الأول جهاز يتبع من يمشي أمامه. أما الجزء الثاني، فهو بمثابة وجه الروبوت، ويتكون من جهاز «آيباد»، يظهر من خلاله وجه الطالب بشكل مباشر حتى وهو غائب عن المدرسة، ومن ثم يتلقى دروسه عبر الروبوت الوسيط المتصل بالإنترنت، ويتمكن من رؤية زملائه، وأساتذته، والتحاور معهم.

اكتشاف المواهب

وكشفت الكعبي، التي تخرجت حديثاً في جامعة فرجينيا للتقنية بالولايات المتحدة الأميركية، تخصص هندسة الحاسوب، أنها تحلم بإنشاء شركة متخصصة في تعليم وتدريب الأطفال والشباب بمجال الابتكار، ومن خلالها ستعمل على المساهمة في بناء جيل جديد من المبتكرين والمخترعين الإماراتيين، وقالت: «إنني على يقين تام أن لدينا في مدارس الدولة آلاف الأطفال، الذين يحتاجون فقط إلى الإرشاد والدفع نحو الطريق الصحيح. ولمست هذا الأمر، من خلال ما يصلني من أفكار وتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو رسائل مباشرة خلال زياراتي الميدانية إلى المدارس، ومشاركاتي الدائمة في مختلف المؤتمرات، التي يستوقفني خلالها الكثير من الشباب، أصحاب الأفكار الطموحة والرائدة، التي تنتظر التوجيه والفرص».

4 نصائح

سردت فاطمة الكعبي 4 نصائح مهمة، للشابات اللاتي يفكرن في العمل بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قائلة:

ـ استمري في البحث عن البرامج والمبادرات، التي يمكن أن تساعدك على تحقيق أحلامك، «لقد كانت دولة الإمارات رائدة في الاهتمام بتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الشباب، حيث قامت كيانات مختلفة بمنح الأشخاص فرصاً لفهمٍ أفضل عن هذه المجالات».

ـ اختاري مصدر إلهام خاصاً بك، «نحن محاطون بقصص نجاح نسائية بمجال الابتكار، تلعب دوراً بارزاً في خدمة المجتمع».

ـ فكري في ما هو أبعد من نطاق معلوماتك، «إذا كنتِ لا تعرفين الكثير عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فلا تجعلي هذا عائقاً أمام متابعة شغفك، وتذكري حبك للتعليم، وإحداث تأثير إيجابي في حياة من حولك. قد يستغرق الأمر سنوات؛ حتى تتمكني من معرفة أيٍّ من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تفضلين، لكنني أعدك بأن الشعور بالنجاح، في حد ذاته، لا يشبه أي شيء آخر».

ـ اعلمي بأنكِ أفضل معلم لنفسكِ، «رغم أننا نمتلك الكثير من الموارد، التي تساعدنا على تنفيذ أفكارنا المبتكرة، ولدينا الكثير من الجهات التعليمية، التي تعزز قدرتنا على بناء المشاريع والبرمجة، فإنني علمت نفسي المهارات الأساسية التي أحتاج إليها للابتكار، حيث لجأت إلى الإنترنت لفهم الأساسيات، ويمكنكِ ذلك أيضاً بكل سهولة ويسر».

إنجازات

شاركات فاطمة الكعبي في مؤتمرات علمية بعدد من الدول العربية والآسيوية والأوروبية، ومثلت دولة الإمارات في مسابقات الروبوت العالمي بإندونيسيا. وحصدت عدداً من الجوائز والتكريمات، منها:

- الفوز بأولمبياد الروبوت الإماراتي عام 2014. 

- ميدالية أوائل الإمارات، كأصغر مخترعة إماراتية عام 2015. 

- الجائزة العربية لأفضل 10 مخترعين ومبتكرين عام 2015 أيضاً.

- جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للتفوق.

- جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي.

- المركز الأول في أولمبياد الروبوت على مستوى الدولة عام 2014.

  • لطيفة الحمادي

لطيفة‭ ‬الحمادي‭ :‬صنعت‭ ‬الروبوت‭ ‬اربدانب

قدمت‭ ‬المخترعة‭ ‬الإماراتية،‭ ‬لطيفة‭ ‬الحمادي،‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬الملهمة،‭ ‬التي‭ ‬شقت‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬الاختراعات‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬لمجلة‭ ‬ازهرة‭ ‬الخليجب‭ ‬أن‭ ‬الاختراعات‭ ‬ترفع‭ ‬اسم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وترسخ‭ ‬موقعها‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬معتبرةً‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬جزء‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬ردّ‭ ‬الجميل‭ ‬إلى‭ ‬الوطن،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يهون‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمته،‭ ‬وإعلاء‭ ‬شأنه‭. ‬وأوضحت‭ ‬الحمادي،‭ ‬خلال‭ ‬حوارها،‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬المجتمع‭ ‬التقني‭ ‬بمشاريع‭ ‬إبداعية‭ ‬مبتكرة،‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتعزز‭ ‬مكانة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث،‭ ‬وارتياد‭ ‬المعرفة،‭ ‬واستشراف‭ ‬آفاق‭ ‬المستقبل‭.. ‬تالياً‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

متى بدأ شغفك بالابتكار العلمي، وكيفية عمل الأدوات المختلفة، وآلياتها الميكانيكية؟

شغفي بالمجال التقني بدأ منذ الصغر؛ إذ كنت أسعى دائماً إلى تعلم مختلف التقنيات الحديثة، وتطور هذا الشغف مع مرور الوقت، وانطلاقاً من إيماني بأن أفضل وسيلة للتعلم تكون من خلال العمل، ورغبة مني في التعمق بهذا الجانب؛ أنشأت ورشة في منزلي، تحتوي على الأدوات كافة، التي قد أحتاج إليها للعمل في صناعة الروبوت، مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد، وغيرها من الأدوات الأخرى. 

ماذا عن تخصصك الدراسي؟

حصلت على درجة البكالوريوس في تخصص أمن الشبكات من جامعة زايد. ثم بعد ذلك أنجزت الماجستير في تقنية المعلومات من جامعة أبوظبي. أما الآن، فقد سجلت للحصول على الدكتوراه من جامعة السلطان إدريس، تخصص الذكاء الاصطناعي، حيث أقوم حالياً بكتابة بحث عن آلية تحسين التفاعل بين الإنسان والروبوتات، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

قدرات إبداعية

ما مجال عملك الوظيفي؟

حالياً أنا نائبة مديرة مدرسة «شؤون أكاديمية». 

خلال مسيرتي الوظيفية، عملت مسبقاً معلمةً لمادة علوم الكمبيوتر، وأثناء عملي معلمةً استطعت المساهمة في دعم قدرات الطلاب الإبداعية؛ للمشاركة في مختلف المسابقات والمعارض، التي تخص الروبوتات والابتكار في مختلف مناطق الدولة. 

هل هناك سبب ما وراء اهتمامك بمجال الروبوتات؟

كلنا نعرف جهود دولة الإمارات المتواصلة لتبني استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وتأسيس أول وزارة للذكاء الاصطناعي في العالم؛ لدعم الابتكارات التي تعتمد على هذه التقنيات المتقدمة لتحسين مستويات الحياة. سبب اهتمامي، هو رغبتي في أن أكون جزءاً من هذا التقدم في الدولة، وأساهم بشكل فعال في تقدم الدولة بمجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي عالمياً.

ما الغاية من صنع الروبوت «ربدان»؟

الغاية الأساسية من صنع الروبوت «ربدان» هي اكتساب معرفة احترافية بمجال الروبوتات، والمهارات التي تتطلبها صناعة الروبوتات؛ للمساهمة بشكل فعال في دفع موجات الابتكار والبحث العلمي. 

لماذا اخترت له هذا الاسم؟

كلمة «ربدان» لغوياً معناها اللون الأبيض الذي يخالطه الأسود. و«ربدان» هو اسم فرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكوني فتاة إماراتية من منطقة الظفرة؛ فقد رغبت في أن يكون للروبوت اسم عربي يدل على المنطقة التي أعيش فيها.

حدثينا عن مراحل صناعة الروبوت «ربدان»!

أولى مراحل صناعة الروبوت «ربدان» كانت طباعة القطع الخارجية، التي يتكون منها «ربدان»، وهي طباعة ثلاثية الأبعاد، وقد قمت بطباعة أجزاء الروبوت كاملة وتركيبه قرابة الثلاث مرات؛ للتأكد من وصول القطع إلى الكفاءة المطلوبة. ثم تلتها المرحلة الثانية، وهي توصيل المحركات والحساسات في الروبوت، والتأكد من عملها بفاعلية. أما آخر مرحلة، فكانت العمل على توصيل الأسلاك الكهربائية، ومصدر الطاقة. 

مما يتكون الروبوت «ربدان»؟

«ربدان» تمت طباعته بالكامل باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد، وهو روبوت بشري، مفتوح المصدر بحجم 180 سم. تمت طباعة جميع أجزاء الروبوت باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ويحتوي على 31 محركاً، تقوم بتحريك الجزء العلوي منه، والعديد من أجهزة الاستشعار التي تساعده على التفاعل مع الناس، مثل: الكاميرات التي توجد في عينيه، وكاشف الحركة، والسماعات، والميكروفون، والعديد من الحساسات الأخرى. ويستطيع «ربدان» الإجابة على الأسئلة، والبحث عن المعلومات في محرك البحث «غوغل»، بالإضافة إلى إيجاد المواقع من خلال استخدام خريطة موقع «غوغل». كما تم، مؤخراً، تحديثه وإضافة «ChatGpt3»؛ حتى يتم التوسع، وإزالة محدودية التواصل مع الجمهور.

ما الصعوبات والتحديات التي واجهتها، خلال تصنيع الروبوت؟

تكمن الصعوبة في المجال بحد ذاته؛ كونه يتكون من مجالات مختلفة، والعمل على تصنيع روبوت يتطلب خبرة ومعرفة بمجالات عدة، مثل: التصميم ثلاثي الأبعاد، واستخدام الطابعات، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، والبرمجة. بالإضافة إلى ذلك، واجهت تحدياً في التوفيق بين شغف الروبوتات والعمل والدراسة، فكل جانب منها يتطلب جهداً ووقتاً كبيرين؛ لتحقيق المتطلبات بالكفاءة المطلوبة.

أخبرينا عن الخبرات، التي حصلتِ عليها خلال رحلتك مع صنع الروبوت «ربدان»؟

استغرق صنع الروبوت ما يقارب الثلاثة أعوام. في البداية، لم تكن لديَّ خبرة أو معرفة بأي مجال يحتاج إليه تصنيع الروبوت. وقد بدأت بتعلم الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ كونها الأساس في تشكيل وطباعة القطع، بعدها تعلمت أساسيات الهندسة الميكانيكية ثم الكهربائية، مما يحتاج إليه الروبوت للعمل بشكل صحيح وفعال. بعد ذلك، بدأت العمل على تطوير مهاراتي البرمجية؛ حتى يتسنى لي العمل على برمجة الروبوت. كما تمكنت من إنجاز برامج تدريبية عدة في مجال الروبوتات والبرمجة؛ لصقل خبراتي بهذا الجانب.

  • روبوت بشري احترافي بالكامل في المنزل

كيف تصفين شعورك بعد إتمام هذا الإنجاز؟

أشعر بالفخر بهذا الإنجاز الكبير؛ لأنني تمكنت من صنع روبوت بشري احترافي بالكامل في المنزل من دون أي مساعدة. كما أشعر بالثقة؛ كوني استطعت تعلم الكثير في مجال لم تكن لديَّ فيه أي خبرة مسبقة، وهذا بحد ذاته إنجاز أفتخر به. لكن مع ذلك، أرى أنني مازلت في بداية الطريق، وهناك الكثير الذي أسعى إلى إنجازه من خلال المعرفة التي اكتسبتها، والتي أسعى إلى اكتسابها من الورش التدريبية، والدراسات البحثية التي أجتهد للقيام بها.

ما المشاريع التي تعملين عليها حالياً؟

أقوم، حالياً، بتصنيع روبوت بشري آخر، أسعى من خلاله إلى تطوير التفاعل والتواصل بين الروبوت والإنسان، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فجميعنا ندرك التقدم الكبير الذي وصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أقوم، أيضاً، بالعمل على توظيف هذه التقنيات؛ لزيادة التواصل بفاعلية وكفاءة أكبر.

ما طموحك المستقبلي؟

أسعى إلى تسخير ما تعلمته لخدمة المجتمع، والمساهمة في رفع اسم دولة الإمارات العربية المتحدة بالمحافل الدولية والعالمية، من خلال الأبحاث والمؤتمرات العالمية في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى دعم الشباب، خاصة المهتمين بتطوير مهاراتهم في مجال الروبوتات، من خلال توجيههم ودعمهم معرفياً.