هل تبحثون عن المغامرة، والاسترخاء، ولمحة من التاريخ المحلي؟.. إن كل ما تبحثون عنه توفره جزر أبوظبي لزوارها. فبشواطئها النقية، ومنتجعاتها الفاخرة، ومجموعة متنوعة من الأنشطة، تعد زيارة هذه الجزر المتناثرة كالجواهر في مياه الخليج العربي، أمراً لا بد منه؛ للاستمتاع بتجربة إماراتية كاملة. وعلى الرغم من أن أبوظبي تضم أكثر من 200 جزيرة، اخترنا لكم 4 جزر منها، لنطلعكم على مزايا كل واحدة منها، ونعطيكم لمحة عما يمكن أن ينتظركم لو قررتم زيارتها. 

  • جزيرة صير بني ياس
  • جزيرة صير بني ياس

جزيرة صير بني ياس

لمحبي الحياة البرية ومراقبة الحيوانات واستكشاف أنواع جديدة منها، فإن جزيرة صير بني ياس وجهتكم. تعتبر هذه الجزيرة الطبيعية، التي تقع في منطقة الظفرة على بعد 170 كلم من مدينة أبوظبي، من أهم المحميات في العالم، وقد تم تدشينها عام 1971. وتضم هذه المحمية الممتدة على مساحة 1400 هكتار أنواعاً مختلفة من الطيور الأصيلة والمهاجرة، وآلاف الحيوانات، مثل: المها العربي، والنعام، واللاما، والغزلان، والزرافات، والضباع، والفهود. وبإمكان زوار الجزيرة التجول في سيارة «رباعية الدفع»؛ للاطلاع عن كثب على الحياة البرية فيها. وتضم الجزيرة، أيضاً، إسطبلات حديثة، توفر للزوار ممارسة رياضة الفروسية، وحتى تعلم ركوب الخيل. وإلى جانب اعتبارها محمية حيوانات مهمة، فإن جزيرة صير بني ياس تمتاز أيضاً بمزايا عدة، منها: القباب الملحية التي تبرز كجبال صغيرة وسط الجزيرة، وآثار تاريخية، مثل الدير المسيحي، الذي تم اكتشافه خلال عمليات التنقيب عام 1992. ولأن الجزيرة تحرص على توفير كل ما يمكن أن يريح زوارها، ويقدم لهم تجربة استثنائية، فإنها تضم أيضاً منتجعات فاخرة تديرها سلسلة فنادق «أنانتارا». أما الوصول إلى صير بني ياس، فيتطلب إما حجز تاكسي جوي، أو تاكسي مائي. 

  • جزيرة اللولو

جزيرة اللولو

إذا كنتم ترغبون في الاستمتاع بأجمل مشهد لمدينة أبوظبي، فإن جزيرة اللولو توفر لكم إطلالة رائعة على كورنيش المدينة الجميل، ومبانيها، وأبراجها. وتعتبر اللولو جزيرة سياحية، وهي من أفضل الجزر الاصطناعية، ويمكن الوصول إليها بقارب ينطلق من أمام كاسر الأمواج في أبوظبي، بالقرب من القرية التراثية هناك. وبمجرد الوصول إلى تلك الجزيرة الاصطناعية، التي تبلغ مساحتها قرابة الـ10 كيلومترات مربعة، يشعر الزوار كأنهم انتقلوا إلى عالم آخر، غنيّ بالأشجار والنباتات والبحيرات والتلال، ما يجعلها ملاذاً مثالياً للهروب من صخب المدينة، وضغوط الحياة اليومية. ولعل أجمل وقت يمكن أن يقضيه الزوار هو الفترة المسائية، التي تزيد جمالية الإطلالة على المدينة، وصخب أضوائها التي تنعكس على المياه. ويمكن القول بأن جزيرة اللولو، التي تعني أيضاً «جزيرة اللؤلؤ»، هي مكان محبوب للغاية للباحثين عن المغامرة، ففيها يمكن ممارسة أنشطة الرياضات المائية المختلفة، كما أنها مكان مثالي للاسترخاء، وقضاء بعض الوقت الجيد مع العائلة والأصدقاء، وتوفر شواطئها مساحات لحفلات الشواء، وجميع العناصر الأساسية اللازمة للسباحة.

ويمتد الشاطئ الأمامي للجزيرة حوالي 3 كيلومترات، بينما يمتد الشاطئ الخلفي حوالي 4 كيلومترات. ولجزيرة اللولو خدمة قطار مجانية، لأخذ الزوار في رحلة رائعة؛ لتعريفهم بالجزيرة بأكملها. 

  • جزيرة نوراي

جزيرة نوراي 

إذا كنتم تبحثون عن وجهة استوائية، تجمع بين جمال الشواطئ الرملية البيضاء ومياه البحر الزرقاء الصافية، فإن جزيرة نوراي في أبوظبي من أفضل الخيارات، وتمثل هذه الجزيرة بالفعل منافساً قوياً لجزر المالديف الشهيرة. تقع هذه الجزيرة وسط مياه الخليج العربي، وتبعد 15 دقيقة بالقارب عن ساحل أبوظبي. وللراغبين في تدليل ذاتهم، والانغماس في عالم من الرفاهية، فإن جزيرة نوراي، التي يشتق اسمها من كلمة «نور» العربية، توفر لهم كل ذلك، مع وجود فندق فريد من نوعه مكون من 32 فيلا، و5 مطاعم فاخرة، بالإضافة إلى 23 غرفة وفيلا خاصة، تطل على الواجهة المائية، وتتميز هذه الفلل بمساحاتها الشاسعة، وحوض سباحة خاص.

  • جزيرة دلما

جزيرة دلما

تعرف جزيرة دلما بأنها من أقدم مواقع الاستيطان البشري في الإمارات العربية المتحدة، لهذا فإن زيارتها تعتبر تجربة مفيدة، للاطلاع على تاريخ المنطقة، واستكشاف كنوزها الخفية، وآثارها التي تعود إلى 7 آلاف عام. 

تقع الجزيرة على بعد 42 كلم من ساحل أبوظبي، وكانت مركزاً لتجارة اللؤلؤ، قبل أن يهجرها سكانها مع انحسار العمل باللؤلؤ، كما كانت مصدراً رئيسياً للمياه، إذ قيل إن فيها 200 بئر، زودت سكان أبوظبي بالمياه حتى عام 1950. وفي عام 1978، أعيد تأهيل الجزيرة بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعاد السكان إليها، مع إنشاء العديد من المساكن، والطرق الداخلية، ومستشفى، ومحطة ضخمة لضخ المياه العذبة، وأخرى لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى مرافق خدماتية عدة، وموانئ لرسو القوارب. واللافت في الجزيرة مساحاتها الشاسعة، المزروعة بالأشجار المثمرة والخضروات. 

لكن أكثر ما يميز جزيرة دلما آثارها الغنية. ففي عام 1993، كشفت الحفريات هناك عن بقايا منزل، يعتقد أنه ينتمي إلى أوائل سكان الجزيرة. وبعد قرابة الـ22 عاماً، عثر العلماء على المزيد من الأدلة حول الأشخاص الذين عاشوا هناك، إذ بينت الحفريات المواد الغذائية الأساسية في النظام الغذائي لسكان الجزيرة، المكون من: التونة، وقنافذ البحر، والدلافين، وأبقار البحر، والسلاحف، وكذلك الأغنام والماعز. كما تم الكشف عن عظام هامور يصل حجمها إلى متر. وأيضاً تم اكتشاف أصداف محار اللؤلؤ، التي بينت أن البنوك الضحلة لأسرة اللؤلؤ، تم استكشافها من قِبَل البشر منذ آلاف السنين.

اليوم، تعتبر الجزيرة منطقة حيوية، ووجهة مشهورة، للتخييم، وممارسة هواية الغوص والغطس، ويمكن أيضاً الذهاب في جولات استكشاف تاريخية، وتضم كذلك منزل محمد بن جاسم المريخي، الذي يعتبر من أبرز تجار اللؤلؤ، ويتميز منزله بهيكل محصن بالعديد من الميزات المرتبطة بالعمارة الإماراتية التقليدية، بما في ذلك برج بارجيل للرياح، وقد أصبح هذا المنزل متحف دلما.