تستمد دولة الإمارات العربية المتحدة مبادئها وقِيَمها من عمق حضارتها الأصيلة، ومسيرة ممتدة من العطاء والريادة في مجال العمل الإنساني، ونهجها التاريخي في تعزيز قِيَم الخير والمحبة والتكافل، برعاية قيادة رشيدة جعلت الإمارات قلب العالم النابض بالخير والعطاء، وهذا ما قالته سعاد المناعي، عضو اللجنة العليا لمعرض عطايا الخيري، خلال حوارها مع «زهرة الخليج».

  • معرض عطايا الخيري

وأعربت، خلال حديثها، عن فخرها بما حققته مبادرة معرض عطايا الخيري من نتائج ملموسة على صعيد التنمية البشرية، ودعم المحتاجين في الكثير من القضايا الإنسانية الملحّة، التي ساهمت في تخفيف هموم الناس، وتلبية احتياجاتهم. وجاءت النسخة الـ13 من هذه المبادرة في ظروف استثنائية، حيث يواجه أشقاؤنا الفلسطينيون في غزة تحديات مختلفة؛ لهذا ارتأت لجنة عطايا العليا، تحت رعاية ورؤية كريمتين من حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون النسائية، رئيس لجنة عطايا العليا، أن تضم جهودها إلى جهود حملة «تراحم من أجل غزة»؛ لإغاثة المتأثرين من الحرب، كتعبير صادق عن نهج الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني مع الأشقاء.. وتالياً نص الحوار:

  • دعم القضايا الإنسانية

معرض عطايا الخيري من المبادرات الإنسانية المستدامة، التي أطلقتها دولة الإمارات لدعم القضايا الإنسانية.. كيف تواصلون نهجكم النبيل في العطاء؟ على مدى 13 عاماً، أقيم خلالها معرض عطايا الخيري، مددنا أيادي الدولة البيضاء، لتشمل المعوزين وغير القادرين حول العالم، دون تفرقة بين جنس أو لون أو دين؛ باعتبار الجميع إخوة في الإنسانية. وتبنينا القضايا ذات الأولوية، بما يعايش الواقع وظروفه، ويلامس حاجات الناس وهمومهم، ويهدف إلى إحداث تغيير إيجابي. وتمكن «المعرض» من نثر الخير والعطاء في أرجاء المعمورة، إذ أسهم، خلال السنوات السابقة، في إيجاد حلول جذرية شملت العديد من القضايا الإنسانية المهمة في مجالات خدمية مختلفة: صحية، وتعليمية، واجتماعية، وغيرها. ونُفّذت في هذا المجال مشاريع حيوية بالعديد من الدول، استفاد منها أكثر من مليون شخص. ومن هذا المنطلق، كان لا بد من المضي قدماً في هذا المجال؛ لتحقيق المزيد من الأهداف، والمكتسبات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة في الدول الأقل حظاً، لتوفير رعاية أكبر للشرائح والفئات الضعيفة.

لماذا اختارت لجنة عطايا العليا أن تضم جهودها إلى جهود حملة «تراحم من أجل غزة»؟ لفلسطين وأهلها مكانة خاصة في قلوبنا، إذ تجمعنا علاقات أخوية متأصلة منذ القِدَم، وما قمنا به هو ترجمة للنهج الذي تأسست عليه الدولة، إذ حملت على عاتقها مسؤولية دعم الدول الشقيقة والصديقة، سواء في المشاريع التنموية، أو الاستجابة للكوارث والأزمات الإنسانية، أو في المساعدة على دعم التنمية والازدهار والاستقرار في دول العالم، وتخفيف حدة المعاناة الإنسانية حيثما وُجِدَتْ، حيث قامت بدور رائد في تعزيز مسيرة الخير والعطاء عالمياً، وتبوأت مكانةً متقدمةً في هرم الخير العالمي، وأصبحت عنصراً فاعلاً في جهود المواجهة الدولية للأزمات والكوارث والتحديات الإنسانية، وباتت حاضرة بقوة في مجالات المساعدات الإنسانية، ومساعدات الإغاثة الطارئة وطويلة الأمد في مناطق العالم كافة، لتنويع الأنشطة التي تقوم بها في هذا المجال، تلك الجهود التي لطالما غرست الأمل، وهزمت البؤس، وعالجت الضعف، وتعاملت مع الفقر في أنحاء المعمورة.

تعاون.. وتكافل

كيف كان التجاوب المجتمعي مع معرض عطايا؟ العطاء متجذر ومتأصل في المجتمع الإماراتي، والإقبال الذي يشهده معرض عطايا، عاماً تلو آخر، مدعاة إلى الفخر والاعتزاز؛ لما يعكسه من حرص أفراد المجتمع على دعم جهودنا، وتحقيق أهداف المعرض ببث روح التعاون والمحبة والتكافل الإنساني، فمن خلال شراء تذاكر المعرض، وحضور فعالياته المختلفة، تتمكن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من تبني المبادرات التنموية والصحية في المناطق المتضررة والمحتاجة في أنحاء فلسطين كافة.

  • حضور المرأة الإماراتية

إلى جانب أهداف معرض عطايا الإنسانية، هناك أخرى تسويقية.. كيف ترون حضور المرأة الإماراتية في هذا الجانب؟ نعمل بالتعاون مع المؤسسات الإنسانية والخيرية في الداخل والخارج، لترويج وتسويق العارضين المحليين والدوليين، ودعم المشاريع المحلية. وقد اتخذت بنات الإمارات من معرض عطايا الخيري منصة لإطلاق مشاريعهن الخاصة، مؤمنات بأهداف معرض عطايا الإنسانية، الساعية إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والصحية والاقتصادية للعديد من المجتمعات، كما أتاح المعرض الفرصة لعرض منتجات يدوية صنعتها حرفيات إماراتيات، انطلاقاً من سعينا الحثيث إلى إبراز تراث الدولة الأصيل في جميع المحافل، وتشجيع المشتغلات في هذا المجال الوطني على استدامة أعمالهن الفنية المبدعة.

إبداع.. وفن

أقيمت النسخة الـ13 من معرض عطايا الخيري بتنظيم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبشراكة استراتيجية مع ديوان الرئاسة، وديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وبدعم من بنك أبوظبي التجاري. ويعكس المعرض، كلَّ عام، الجانب الإنساني بطريقة مختلفة، حيث يشارك في هذه النسخة أكثر من 140 عارضاً من دول عدة، ويشهد حضوراً ملحوظاً من العارضين الإماراتيين.

  • نخبة من رواد الأعمال والمصممين

ويضم معرض عطايا نخبة من رواد الأعمال والمصممين، الذين تم اختيارهم بعناية من قِبَل لجنة عطايا العليا، إذ يسلط الضوء على المعروضات المصممة من قِبَل مبدعين وفنانين ومصممين محليين وعالميين في مجالات إبداعية عدة، مثل: الأزياء، والمجوهرات، والإكسسوارات المنزلية، والعطور، وغيرها. كما يضم المعرض عدداً من المطاعم والمقاهي المحلية، بالإضافة إلى «جوزي بيه يانوتي»، أحد أرقى المطاعم الإيطالية الدولية، الذي يديره شيف حاصل على نجمتَيْ «ميشلان».

دعم.. وإغاثة

تدعم النسخة الـ13 حملة «تراحم من أجل غزة»، التي تأتي ضمن جهود دولة الإمارات الإنسانية؛ لمساعدة المتضررين في قطاع غزة، ترجمةً للقيم الإنسانية، وللدور الذي تقوم به الدولة لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، إذ تسعى «الحملة» إلى رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، خاصة الأطفال والنساء. وتُشرف على «الحملة» وزارة الخارجية، بالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية.