كلثوم البلوشي: نعزز الابتكار في تقديم الرعاية الصحية

تحفل مسيرة الدكتورة كلثوم البلوشي بالكثير من النجاحات، طوال رحلتها المهنية، التي تقلدت عبرها العديد من المناصب، وأهلتها لتصبح ضمن قائمة أكثر 50 قائداً مؤثراً في مجال الصحة الرقمية؛ تقديراً لمساهماتها الثرية في إطلاق مشاريع مبتكرة، خلال عملها مديرةً لإدارة المستشفيات. وتواصل الدكتورة كلثوم مسيرتها ال

تحفل مسيرة الدكتورة كلثوم البلوشي بالكثير من النجاحات، طوال رحلتها المهنية، التي تقلدت عبرها العديد من المناصب، وأهلتها لتصبح ضمن قائمة أكثر 50 قائداً مؤثراً في مجال الصحة الرقمية؛ تقديراً لمساهماتها الثرية في إطلاق مشاريع مبتكرة، خلال عملها مديرةً لإدارة المستشفيات. وتواصل الدكتورة كلثوم مسيرتها الملهمة مع منصبها الحالي في إدارة مركز التدريب والتطوير، كما أنها المدير التنفيذي للابتكار في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وتهدف - من خلال هذا المنصب - إلى تطوير كفاءات العاملين بمجال الصحة، في القطاعات المختلفة؛ لبناء كوادر صحية تخدم القطاع الصحي بأعلى المعايير العالمية، وتعزيز الابتكار في جميع العمليات، والخدمات الصحية. 

  • الدكتورة كلثوم البلوشي

في هذا الحوار الخاص مع «زهرة الخليج» تطلعنا الدكتورة كلثوم البلوشي، على أحدث التقنيات الطبية في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات المستخدمة بالدولة، ومساهمتها في تطوير القطاع الصحي بالدولة، كما حدثتنا عن أهداف استراتيجية الابتكار 2023 - 2026، التي أطلقتها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وتالياً نص الحوار:

كيف حققت دولة الإمارات الريادة في قطاع خدمات الرعاية الصحية المبتكرة؟

نالت دولة الإمارات هذه الريادة المستحقة، باعتماد رؤية واضحة، واستراتيجيات قائمة على الابتكار، تتضمن: الاستثمار في بناء القدرات، والتطوير المهني للكوادر العاملة بمجال الابتكار، وتوفير البنية التحتية، وتبني أهم وأحدث ابتكارات القطاع الصحي، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في دعم الخدمات المقدمة، مثل: الجراحة بواسطة الروبوتات، وتحليل البيانات الصحية الكبيرة، وإدارة المواعيد الطبية. كما تعزز الدولة بحث وتطوير مجال الرعاية الصحية، بتقديم الدعم المالي والتسهيلات إلى المشروعات البحثية، والشركات الناشئة، والعمل على جذب واستقطاب الكوادر ذات الكفاءات في قطاع الرعاية الصحية.

دعم.. وتحفيز

ما الآليات التي تعتمدها «المؤسسة»؛ لتعزيز القدرات والمهارات الابتكارية، للكوادر الطبية، والتمريضية، والإدارية؟

عملت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على تطوير وتعزيز الكفاءات الابتكارية، لكوادرها الطبية والتمريضية والإدارية، من خلال مبادرات عدة، تتضمن تعزيز ثقافة الابتكار بتكثيف حملات التوعية، إلى جانب تقديم الدورات التدريبية، وورش العمل، المرتبطة بالابتكار، ومواد تدريبية إلكترونية في الابتكار، متوفرة لجميع الموظفين في أي وقت على منصة التعلم الإلكتروني «مهاراتي»؛ لتحفيز المشاركة النشطة للموظفين، وكذلك توفير منصة إلكترونية لإدارة الأفكار الابتكارية، ودعم الموظفين؛ لتقديم أفكارهم الابتكارية، وتوفير الموارد الداعمة لتطوير ابتكاراتهم. بالإضافة إلى إطلاع الموظفين على أهم وأحدث الابتكارات العالمية في الصحة، وأيضاً عقد الفعاليات المرتبطة بالابتكار على مدار العام، مثل: شهر الابتكار، وحملات جمع الأفكار، وتحديات الابتكار، ومسابقة «ابتكر للصحة»، على أن تشمل جميع القطاعات والموظفين، كما تتضمن دعم الموظفين المبتكرين في المؤسسة، باكتشاف إبداعاتهم الوظيفية، ودعمهم عن طريق حوافز مادية وتكريمية، إلى جانب تسجيل الملكية الفكرية، وبراءات الاختراع.

كيف تمكنت «المؤسسة» من تعزيز أنظمة الابتكار والإبداع؛ لتلبية احتياجات المتعاملين؟

وضعت «المؤسسة» استراتيجية للابتكار، تتمحور حول خدمة وتلبية احتياجات المتعاملين، وتسخير الابتكارات في القطاع الصحي؛ لتطوير رحلة المتعامل، وتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية بأعلى جودة. وتحقق ذلك من خلال تعزيز ثقافة الابتكار بين الموظفين، ودعم مشاريع الابتكار، وتبني وتوظيف التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي؛ لتشجيع التعاون والشراكات بما يلبي أهداف «المؤسسة» في تبادل الأفكار والمعرفة، وتنفيذ مشاريع مبتكرة، والتركيز على احتياجات المتعاملين كمحور أساسي للأفكار والمشاريع الابتكارية. كما توفر «المؤسسة» منصات تتيح للمتعاملين تقديم مقترحاتهم وأفكارهم؛ لتطوير الخدمات الصحية، والمشاركة في تحسين رحلة المتعامل.

دور حاسم

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الرعاية الصحية.. حدثينا عن هذا الدور الحاسم!

نعم، وذلك من خلال القيام بدور مهم في تحسين وتشكيل الرعاية الصحية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين دقة وكفاءة الرعاية الصحية. وكذلك، يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين تجربة المرضى، وتوفير الخدمات التشخيصية والعلاجات الصحية، بشكل أفضل وأكثر فاعلية في تشخيص الأمراض والأوبئة وتوجيه العلاج. كما يساهم في تحليل البيانات، والصور الطبية، ودعم الكوادر الصحية في اتخاذ القرارات المناسبة بشكل أفضل. أيضاً، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين الرعاية الشخصية، بتوفير توصيات مخصصة للمرضى، بناءً على تاريخهم الطبي، والعوامل الشخصية، والمساهمة في دعم التخطيط الاستراتيجي، بتحليل البيانات الكبيرة، المتعلقة بالرعاية الصحية؛ لاتخاذ القرارات الأنسب.

تمكن القطاع الصحي من ربط ممارسات الابتكار في الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي.. كيف أثر ذلك في صناعة الرعاية الصحية بالدولة؟

لإدراج الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي آثار إيجابية عدة، منها: تطوير الخدمات الصحية، وضمان سلامة المرضى، ودقة التشخيص والعلاج، وتقليل الأخطاء الطبية، وزيادة فاعلية وكفاءة الخدمات الصحية، من خلال أتمتة العمليات في الرعاية الصحية، ما يوفر الوقت، ويقلل الجهد والتكاليف. كما كان له دور كبير في تعزيز الأبحاث والتطوير، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الكبيرة؛ لتحسين البحوث السريرية، وتسريع عمليات التطوير الدوائي. وكان له دور، أيضاً، في مكافحة الأمراض الوبائية، بتحليل البيانات الوبائية؛ لتوجيه استراتيجيات مكافحة الأمراض والأوبئة بفاعلية أكبر، وحسّن الذكاء الاصطناعي الإدارة الصحية بتوفير أدوات لإدارة السجلات الصحية الإلكترونية بفاعلية، ما يساعد في تبسيط العمليات الإدارية. 

تقنيات متطورة

من خلالكم.. نود الاطلاع على أحدث التقنيات الطبية في الذكاء الاصطناعي والروبوتات المستخدمة بالدولة؟

قامت دولة الإمارات بالاستثمار في التكنولوجيا الطبية والذكاء الاصطناعي بشكل كبير؛ لتحسين الرعاية الصحية، وتقديم خدمات طبية عالية الجودة. وقد تم تطبيق عدد من التقنيات والابتكارات، منها روبوتات الجراحة، التي تم استخدامها بنجاح في مستشفيات عدة بالإمارات. وسمحت هذه التقنية بإجراء عمليات جراحية دقيقة بمساعدة الروبوتات، ما قلل الأعراض، وسرع الشفاء. وكذلك الصيدليات الذكية، التي استخدمت الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، لتوزيع الأدوية، وتقديم الاستشارات الصيدلانية.

  • استراتيجية الابتكار

ما أهداف استراتيجية الابتكار 2023 - 2026، التي أطلقتها «المؤسسة»؟

من أهم أهداف هذه الاستراتيجية: تنمية الاقتصاد الصحي للنهوض بخدمات وبرامج الرعاية الصحية، واستدامة الابتكارات الصحية، والاستثمار في النظم الصحية لتحقيق الأهداف الوطنية في سبيل بناء المرونة الاقتصادية. وتعمل «المؤسسة» على تحقيقها من خلال العمل على محاور عدة، منها: تعزيز البيئة المؤسسية المحفزة للابتكار، وترسيخ ثقافة الابتكار على جميع مستويات «المؤسسة»، وبناء القدرات الداخلية، وتبسيط ممارسات الابتكار، وكذلك تبني المشاريع التجريبية الأولية، وتطوير آلية النماذج التجريبية، وتطبيق الابتكارات وتوسيع نطاق تأثيرها، والدعم القوي للشركات الناشئة في مجال الرعاية الصحية، وتطوير المبادرات بالتعاون مع الشركاء المعنيين. 

تعزيز الاستدامة

كيف ساهمت الشراكات الرائدة، التي قامت بها «المؤسسة»، في تحقيق الاستدامة بمجال الرعاية الصحية؟

تلعب الشراكات دوراً مهماً في تعزيز الاستدامة بمجال الرعاية الصحية، من خلال تعزيز التعاون، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا، والاستفادة من أحدث التطورات، والاستخدام الأمثل للموارد، وتعزيز البحث والتطوير، وتسريع عمليات الابتكار، وتوجيه الجهود نحو تحسين الخدمات الصحية، ورفع مستوى الرعاية الصحية.

خلال مسيرة عمل ثرية، قدمتِ مساهمات كبيرة نلتِ بها جوائز عدة.. ماذا تمثل لكِ هذه التكريمات؟

ما قدمته في مسيرتي بالقطاع الصحي هو من منطلق حرصي كطبيبة مواطنة على خدمة وطني، وتحقيق رؤية الدولة بتقديم نظام صحي بمعايير عالمية، يهدف إلى إيجاد مجتمع صحي؛ لذلك حصدت العديد من الجوائز والتكريمات، ومنها جائزة التميز للمرأة العربية في دورتها الأولى بالمجال الطبي. هذه الجوائز والتكريمات تدعم مسيرتي وإنجازاتي في مختلف المناصب التي تقلدتها، وتحفزني لتحقيق إنجازات إضافية في تطوير الرعاية الصحة وخدمة المجتمع، كما تسلط الضوء على دور المرأة القيادي المهم، وإنجازاتها، في مجال الرعاية الصحية.