مارينا كاظم: أسعى إلى إحداث تأثير إيجابي

يجسد «التبرع بالدم» قيمة أصيلة في مجتمع دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين، فهو يمثل نوعاً من الجود والعطاء، الذي يبادر إليه الإنسان طواعيةً، وعن طيب خاطر. وتشهد المؤسسات الحكومية، والخاصة، والأحياء السكنية، والمؤسسات التعليمية، طوال العام، قوافل التبرع بالدم، في صورة تعكس مستوى عالياً من الوعي المجتمعي

يجسد «التبرع بالدم» قيمة أصيلة في مجتمع دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين، فهو يمثل نوعاً من الجود والعطاء، الذي يبادر إليه الإنسان طواعيةً، وعن طيب خاطر. وتشهد المؤسسات الحكومية، والخاصة، والأحياء السكنية، والمؤسسات التعليمية، طوال العام، قوافل التبرع بالدم، في صورة تعكس مستوى عالياً من الوعي المجتمعي تجاه هذا العمل الإنساني؛ لإنقاذ حياة الآخرين.. وتسلط مجلة «زهرة الخليج»، في حوارها مع الطبيبة الإماراتية، مارينا كاظم، من خدمات بنك الدم في أبوظبي، الضوء على أهمية التبرع بالدم، والفوائد الصحية للمتبرع، وكذلك أنواع التبرع بالدم، وضوابطه، وطرق تعويض الدم المُتبرَّع به في أسرع وقت، وتالياً نص الحوار:

  • الطبيبة الإماراتية، مارينا كاظم

بدايةً.. لماذا اخترت هذا المجال تخصصاً؟

اخترت هذا المجال؛ لأنه أتاح لي ممارسة شغفي الدائم بمساعدة الناس، وخدمة المجتمع. وكوني طبيبة في هذا المجال، يمكنني إحداث تأثير إيجابي، ونشر ثقافة التبرع بالدم، ومكوناته.

ما الفوائد الصحية، التي يجنيها المتبرع؟

التبرع بالدم له فوائد صحية، للمتبرع قبل المتبرع له، ولعل من أهمها: زيادة نشاط نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة (كريات حمراء، وكريات بيضاء، وصفائح دموية)، وزيادة نشاط الدورة الدموية، كما يساعد التبرع على تقليل نسبة الحديد في الدم؛ لأنه يعتبر أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين. وقد أثبتت الدراسات أن الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة أقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية، وسرطان الدم. أما الفائدة التي تعود على المتبرع له، فهي المساهمة في إنقاذ حياة آلاف المرضى، الذين يكونون بأمسّ الحاجة إلى نقل الدم، فواحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى بحاجة إلى نقل الدم، خاصة الذين يعانون الأمراض المستعصية، وكذلك الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث خطيرة يفقدون على أثرها كمية كبيرة من الدم، وكذلك الكثير من المرضى أثناء العمليات الجراحية الكبرى، يضاف إلى ذلك أن مكونات الدم تستخدم في علاج الكثير من الأمراض الخطيرة.

هل هناك أنواع مختلفة للتبرع بالدم؟

نعم، توجد أنواع عدة لعمليات التبرع بالدم، ويتم تقسيمها كالآتي: التبرع الكامل بالدم، ويقصد به الحصول على الدم لنقله بشكله الكامل، المتضمن للبلازما، وكريات الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية، والأجسام المضادة، أو استخدامه بعد فصله عن هذه المكونات، ويتم نقل هذا الدم إلى المريض بعد التعرض للإصابات، أو الأشخاص الذين يكونون بحاجة إلى عمليات جراحية. والتبرع بالصفائح الدموية، ويتم فيه فصل الصفائح الدموية، وبعض البلازما عن الدم، ثم تتم إعادة خلايا الدم الحمراء والبلازما الأخرى إلى الشخص المتبرع، وتستخدم لعلاج أمراض السرطان، وحالات زراعة الأعضاء، ثم بعض العمليات الجراحية حسب الحاجة إليها. وهناك، أيضاً، التبرع بالبلازما، ويكون بنقل البلازما بعد التبرع بالدم، بغض النظر عن فصيلة دم المتبرع، وذلك في الحالات الطارئة أو للأشخاص الذين تعرضوا لحوادث سير؛ للمساعدة في إيقاف النزيف، ويتم الحصول على البلازما عند التبرع بالدم من خلال فصلها عن خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، التي تتم إعادتها إلى الشخص المتبرع. وكذلك هناك التبرع بخلايا الدم الحمراء المزدوجة، إذ يتم الاحتفاظ بخلايا الدم الحمراء بعد التبرع بالدم، من خلال فصلها عن الصفائح الدموية والبلازما، التي تتم إعادتها إلى الشخص المتبرع، ويتم نقل خلايا الدم الحمراء إلى ضحايا الحوادث، أو حديثي الولادة، أو الأشخاص المصابين بفقر الدم.

  • شروط مهمة

شروط مهمة

خلال العام.. كم مرةً يمكن التبرع بالدم؟

عدد مرات التبرع يعتمد على نوعية التبرع، حيث إن المتبرع بالدم الكامل يستطيع التبرع كل شهرين تقريباً (56 يوماً تحديداً)، وإذا تم التبرع بوحدتين من خلايا الدم الحمراء المركزة فقط، فيجب الانتظار 112 يوماً، حيث يتم جمع خلايا حمراء أكثر من التبرع بالدم الكامل. أما المتبرع بالصفائح الدموية، فيستطيع التبرع كل أسبوعين، والمتبرع ببلازما الدم يستطيع التبرع كل 4 أسابيع. ويستطيع جسم الإنسان تكوين المخزون اللازم لحاجة الجسم خلال أسابيع قليلة، وتتفاوت المدة التي يمكن للجسم أن يعوض فيها الدم المفقود بين الذكور والإناث. كما تحتوي خلايا الدم الحمراء على الهيموجلوبين، الذي بدوره يحتوي على الحديد، وبعضه يفقد مع كل تبرع بالدم، ومن أجل تعويض ذلك تتم تعبئة الحديد من مخازنه بالجسم، ويزيد الجسم أيضاً كمية الحديد من خلال الكمية التي يمتصها من الطعام والشراب.

ماذا عن ضوابط التبرع؟

عند التبرع بالدم، يجب استيفاء شروط مهمة، منها: أن يكون عمر المتبرع بين 18 و65 عاماً، وأن يكون بصحة جيدة، وألا يقل وزنه عن 50 كغم، وأن يكون مستوى الهيموجلوبين لديه 13.5 غم/ ديسيلتر على الأقل للذكور، و12.5 غم/ ديسيلتر للإناث، وألا يكون قد تبرع بالدم خلال آخر 56 يوماً، وألا يكون لديه حينها اضطراب، أو خلل في ضغط الدم، أو السكر، أو الجفاف قبل التبرع.

كم من الوقت تستغرق عملية التبرع بالدم؟

كما ذكرنا توجد أنواع عدة للتبرع بالدم، هي: النوع الأول، التبرع الكامل بالدم، الذي يعتبر الأكثر شيوعاً، وتستغرق عملية التبرع به من 15 إلى 20 دقيقة. أما النوع الثاني، التبرع بالبلازما فقط، فتستغرق عملية التبرع به من 30 إلى 40 دقيقة. وبالنسبة للنوع الثالث، التبرع بالصفائح الدموية فقط، تستغرق عملية التبرع به من 45 إلى 60 دقيقة.

ما الضوابط الطبية للتبرع بالدم؟

إن التبرع بالدم عند تلقي الرعاية الطبية من أحد أطباء الأسنان، أو غير ذلك من التخصصات الطبية، يعتمد على حالة المتبرع، حيث يقوم فريقنا الطبي لدى خدمات بنك الدم - أبوظبي بتقييم حالته. أما الأشخاص الذين يتناولون الأدوية، فيعتمد ذلك على نوع وصنف الدواء، فبعض الأدوية يمكن أن تؤثر في جودة الدم.

  • تعويض نسبة الدم

تعويض نسبة الدم

يخشى البعض التعرض للإغماء، عند رؤية الإبرة أو الدم.. كيف يمكن تجنب ذلك؟

في هذه الحالة، نقوم بالتحدث مع المتبرع، ونشرح له عملية التبرع؛ لإلهائه عن التفكير في نغزة الإبرة.

هل يمكن التبرع بالدم، إذا كان المتبرع قد تلقى لقاحاً مؤخراً؟

يعتمد ذلك على نوع التطعيم، فمثلاً الذين أخذوا تطعيمات ضد الإنفلونزا، يستطيعون التبرع بالدم بعد أخذ اللقاح بـ24 ساعة (يوم كامل بعد التطعيم)، بشرط عدم وجود أعراض جانبية.

ما الحالات التي تجعل بعض الأشخاص غير مؤهلين للتبرع بالدم؟

توجد بعض الحالات، التي تمنع الشخص من التبرع، منها: قلة النوم، والإصابة بفقر الدم، وتناول بعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر في جودة الدم، ونزلات البرد والحمى.

ماذا بعد التبرع؟

يجب تعويض نسبة الدم، التي يتم التبرع بها، بشرب ما يكفي من السوائل مباشرة بعد التبرع بالدم. وتساهم في هذا وظيفة الكلى، التي تعمل على تنظيم مستويات الصوديوم والماء في الجسم، وينبغي الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة خلال 24 إلى 48 ساعة بعد عملية التبرع، ويجب تضمين هذه الوجبات الأطعمة المختلفة الغنية بالحديد، مثل: اللحم الأحمر، والسبانخ، والعصائر، والحبوب المدعمة.

كيف ترين واقع التبرع بالدم في دولة الإمارات؟

أشعر بالسعادة والامتنان بسبب انتشار ثقافة التبرع بالدم، وحرص الكثيرين من أبناء المجتمع على التبرع الدوري والمستمر بالدم، ما يعكس تفاني وتضافر وترابط الجهود المجتمعية؛ لإنقاذ حياة المرضى.