في الأول من فبراير الحالي، استيقظ العديد من مستخدمي منصة «تيك توك»؛ ليجدوا مقاطع الفيديو الموسيقية، التي قاموا بإنشائها أو مشاهدتها، تمت إزالتها، أو كتم صوتها؛ حتى لو كانت مدتها لا تتجاوز بضع ثوانٍ فقط، وذلك بسبب نزاع بين «المنصة»، و«يونيفرسال ميوزيك جروب»، المعروفة اختصاراً بـ«UMG»، إضافةً إلى أنه لم تعد موسيقى (UMG) متاحة للاستخدام في مقاطع الفيديو الجديدة.

ويشارك عدد كبير من النجوم التابعين لـ«UMG» في النزاع مع «المنصة»، ومن بينهم: تايلور سويفت، وفرقة البيتلز، وبيلي إيليش، ودريك، وذا ويكند، وباد باني، الذين يعتقدون أنهم لا يحصلون على أرباح من نجاحات أغانيهم عبر «تيك توك»، إذ يمكن لصناع المحتوى إنشاء مقاطع فيديو باستخدام الموسيقى، التي يمكن الوصول إليها عبر مكتبة «تيك توك» من دون قيود.

ويستخدم الملايين من صناع المحتوى مقاطع فيديو باستخدام تلك الأغنيات، وفقًا لمجلة فوربس، إذ تم استخدام أغنية «Cruel Summer» لتايلور سويفت، وحدها، في ما يقرب من 2.5 مليون مقطع فيديو.

  • صناع محتوى «تيك توك» أمام مشكلة كبيرة.. هذه تفاصيلها

ماذا حدث لمقاطع الفيديو؟

ما زالت مقاطع الفيديو، التي قام صناع المحتوى عبر «تيك توك»، بإنشائها سابقاً باستخدام أصوات فنانين مسموح بهم، موجودة على «المنصة»، إلا أنها وُسِمَت بملاحظة تشير إلى أن الموسيقى لم تعد متوفرة، فيما تم كتم صوت الفيديو بأكمله، حتى لو تم استخدام موسيقى الفنان الذي يتبع لشركة «UMG» لثوانٍ فقط.

وفي حين أنه لا يزال بمقدور المشتركين مشاهدة مقاطع الفيديو هذه، التي يمثل فيها الرقص ومزامنة الشفاه جزءاً كبيراً من المحتوى، فإن مقاطع الفيديو هذه تكون عديمة الفائدة؛ إذا لم تحتوِ على أي صوت. ويشمل هذا التغيير جميع دول العالم دون استثناء.

شكاوى «UMG»:

لم يكن انتزاع الموسيقى، وكتم الصوت، مفاجأةً، فقبل يومين من انتهاء العقد المبرم بين الشركتين، نشرت «UMG» بياناً على موقعها، تعلن فيه عن نيتها منح «تيك توك» مهلةً.

وقالت في الرسالة إن الشركة كانت تضغط على المنصة بشأن ثلاث قضايا، هي: التعويض المناسب للفنانين وكتاب الأغاني الموجودين لديها، وحماية الفنانين البشر من الآثار الضارة للذكاء الاصطناعي، والسلامة عبر الإنترنت لمستخدمي «تيك توك».

وقالت «UMG»، أيضاً، إن «TikTok» اقترحت الدفع للفنانين وكتاب الأغاني لديها بمعدلٍ يمثل جزءاً صغيراً من المعدل الذي تدفعه منصات التواصل الاجتماعي الكبرى في الوضع نفسه.

من جانبها، ردت «تيك توك» بأنها تمكنت من التوصل إلى اتفاقيات «الفنان أولاً» مع كل شركة أخرى، أو ناشر آخر، مشيرةً إلى أن تصرفات «يونيفرسال»، التي تخدم مصالحها الذاتية، ليست في مصلحة الفنانين، أو كتاب الأغاني أو المعجبين.

  • صناع محتوى «تيك توك» أمام مشكلة كبيرة.. هذه تفاصيلها

كيفية التبديل إلى موسيقى أخرى:

في حالة تمت إزالة الموسيقى من واحد أو أكثر من مقاطع الفيديو الخاصة بصانع المحتوى، وكان لدى بعض منشئي «تيك توك» مئات أو آلاف مقاطع الفيديو المتأثرة، فيمكن أن يرى صانع المحتوى رسالةً على الصورة المصغرة لمقاطع الفيديو الخاصة به، ويجب أن يوفر «تيك توك» خياراً لتحديد صوتٍ جديد يمكن استخدامه، من موسيقى ليست تابعة لـ«UMG». وتتضمن هذه القائمة أغنية «Lil Boo Thang» الشهيرة لبول راسل، وأغنية «Girls Just Want to Have Fun» لسيندي لاوبر عام 1983، وموسيقى «Coolio»، و«Green Day»، و«Weezer»، وغيرها.

وفي يوليو الماضي، توصلت «تيك توك» إلى اتفاقية جديدة لترخيص الموسيقى من «وارنر ميوزك غروب»، لذلك لا تزال الأغاني الخاصة بالفنانين التابعين لها متاحة.

وقد جرب بعض صناع المحتوى استخدام نسخة سريعة أو معدلة من أغاني «UMG»، التي كانوا قد استخدموها في الأصل، لكن من المحتمل أن يحظر برنامج الكشف عن الصوت هذه المقاطع أيضاً.

لذا، قد يتوجب على صناع الفيديو البحث عن الموسيقى المستقلة، المتوفرة على «تيك توك».

وفي الواقع، يمكن أن يصبح الحظر في نهاية المطاف بمثابة نعمة للفنانين الموسيقيين المستقلين، حيث يمكن لموسيقاهم أن تنتشر بسرعة، في حال قام صناع المحتوى بالبحث عن موسيقى جديدة ليست محظورة، ويمكنهم استخدامها.

  • صناع محتوى «تيك توك» أمام مشكلة كبيرة.. هذه تفاصيلها

صناع المحتوى متضررون:

تقول خبيرة منصات مواقع التواصل الاجتماعي، شروق هلال، في حديثها إلى «زهرة الخليج»، إن قيام شركة «يونيفرسال ميوزك جروب» بحجب الموسيقى الخاصة بها عن تطبيق «تيك توك»، بعد فشل المفاوضات بشأن الأمور المادية، وحقوق المؤلفين الغنائيين، يمكن أن يكون له تأثير كبير على صانعي المحتوى الناشطين على المنصة.

وتضيف هلال أن وصول «التيكتوكرز»، أو صانعي المحتوى على «تيك توك» إلى هذه الموسيقى قد يحد من خيارات الموسيقى المتاحة لصانعي المحتوى لاستخدامها في مقاطع الفيديو الخاصة بهم تحت مسمى «trending viral».

وتكمل: قد يؤدي هذا إلى تحديات في جذب المشاهدين، والحفاظ عليهم، وزيادة نسب المشاهدات، خاصةً أن الموسيقى تلعب دورًا مهمًا في تحسين جاذبية المحتوى، والتفاعل معه.

وللتغلب على المشكلة، توضح أخصائية التواصل الاجتماعي أن صانعي المحتوى قد يضطرون للبحث عن بدائل موسيقية، أو أن عليهم التركيز بصورة أكبر وأكثر على المحتوى الأصلي الذي يقدمونه، والذي لا يعتمد أساساً على الموسيقى.

لكنها تتوقع أن تؤثر هذه الخطوة في التفاعل داخل المنصة، ما يجبر صانعي المحتوى على التكيف مع هذه التغيرات، وإيجاد طرق إبداعية للتعامل معها، أو الانسحاب إلى منصات بديلة.

ليست المرة الأولى التي تثير فيها «تيك توك» الجدل:

«تيك توك» منصة اجتماعية ضخمة، وتطبيق موسيقي، مع أكثر من مليار مستخدم حول العالم، وأكثر من 100 مليون في الولايات المتحدة، وهي ليست غريبة على الجدل، ويرجع سبب ذلك، جزئياً، إلى حقيقة أن الشركة الأم (Bytedance) صينية.

ويقول المشرعون الأميركيون إن القوانين الصينية تسمح للحكومة الصينية بطلب البيانات من الشركات الموجودة هناك، أي أن هناك خطراً على خصوصية المستخدمين.

ورغم أن «تيك توك» تقول إن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، فإن الحكومة الفيدرالية، وبعض الولايات، وبعض الدول حظرت استخدامها على الأجهزة الحكومية، وأجهزة الأفراد.