لمياء العبدالله: حب الخيل جعلني طبيبة

دفع حب الخيل الفارسة الإماراتية، لمياء العبدالله، إلى دراسة «الطب البيطري» في أستراليا، فكانت محطة فارقة في مسيرتها الرياضية، بعدما تمكنت من التدرب على يد أحد أشهر الفرسان في رياضة قفز الحواجز؛ لتطور موهبتها، وتنتقل معها إلى فن آخر في عالم الفروسية، بترويض خيول «البرمبي» الأسترالية، آخرة سلالات الخي

دفع حب الخيل الفارسة الإماراتية، لمياء العبدالله، إلى دراسة «الطب البيطري» في أستراليا، فكانت محطة فارقة في مسيرتها الرياضية، بعدما تمكنت من التدرب على يد أحد أشهر الفرسان في رياضة قفز الحواجز؛ لتطور موهبتها، وتنتقل معها إلى فن آخر في عالم الفروسية، بترويض خيول «البرمبي» الأسترالية، آخرة سلالات الخيول البرية، ما حفزها للحصول على شهادة تدريب معتمدة من أستراليا. كما قادها شغفها، كذلك، إلى الحصول على شهادات تدريب، مكنتها من أن تصبح مدربة للأطفال والكبار معاً؛ لرغبتها في نشر ثقافة حب الخيل بالمجتمع.. «زهرة الخليج» التقت الفارسة لمياء العبدالله، لتعرف عن قرب سرَّ شغفها برياضة الفروسية، وكيف أفادتها دراسة «الطب البيطري» في مسيرتها الرياضية، وتالياً نص الحوار:

  • رياضة الفروسية

كيف كانت بدايتك مع رياضة الفروسية؟

حبي للفروسية بدأ معي منذ سنوات عمري الأولى، حيث حرص أبي على تعليمي العديد من أنواع الرياضات، مثل: التايكواندو، والسباحة، والفروسية. وقد بدأت تعلم ركوب الخيل بشكل احترافي في نادي الشارقة للفروسية والسباق. ومع مرور الوقت، أصبحت فارسة ماهرة، وشاركت في العديد من مسابقات الفروسية.

شغف رياضي

هل حبك للخيول كان السر وراء تخصصك في «الطب البيطري»؟

كنت أربي حيوانات كثيرة منذ صغري، وأحب الاهتمام بها؛ لذلك كنت أزور الطبيب البيطري مع أسرتي دائماً. وعندما كبرت، زاد حبي للعلوم، وقررت التخصص في مجال الطب البيطري؛ نظراً لتميزه مقارنة بالطب البشري، الذي لا يعمل الطبيب فيه إلا بتخصص واحد، بينما تمكن مهنة الطب البيطري صاحبها من احتراف العديد من المجالات، مثل: الجراحة، والولادة، وطب الأسنان، والأعصاب، وتجبير الكسور، والقيام بشتى أنواع العمليات؛ لهذا يعتبر الطب البيطري من أصعب التخصصات في الجامعات، خاصة في الدول الأوروبية، إذ يتطلب معايير عالية للقبول فيه، ما حثني على الاجتهاد في الثانوية العامة؛ ليتم تكريمي ضمن أوائل إمارة الشارقة بنسبة 97%، بعدها التحقت بجامعة كوينزلاند.

  • تطورت مهاراتي في ركوب الخيل بأستراليا

هل تمكنت من مواصلة شغفك الرياضي، عقب التحاقك بالجامعة؟

نعم، فقد واصلت مسيرتي الرياضية، وتطورت مهاراتي في ركوب الخيل بأستراليا كثيراً، حتى قامت مدربة من نادٍ محلي بترشيحي لأشهر فرسان أستراليا، الفارس الأولمبي وصاحب الأرقام القياسية في عالم القفز غاي كريغتون، ليعتبرني ضمن تلاميذه، ويعلمني المهارات المتطورة في قفز الحواجز. وقد شاركت معه في بطولات عدة، كما قمت تحت إشرافه بترويض خيول «البرمبي» الأسترالية، وإعادة تأهيلها، وهي آخرة سلالات الخيول البرية. من خلال هذه التجربة، أحببت مجال التدريب، وأبحرت فيه، وحصلت على شهادة تدريب معتمدة من قارة أستراليا، كما تمكنت من الحصول على شهادات تدريب، تمكنني من أن أصبح مدربة للأطفال والكبار معاً؛ حباً في نشر ثقافة حب الخيل بالمجتمع.

كيف أفادتك دراسة الطب البيطري في مسيرتك مع رياضة الفروسية؟

دراستي، واطلاعي المتواصل على الأبحاث ذات الصلة، كانا سبب تميزي عن سائر الفرسان والمروضين؛ لأنني تعلمت عن طب الخيل وتكوينه وطريقة تفكيره والأعصاب الحسية التي تربطه بما حوله، فأثر ذلك إيجاباً في مسيرتي بمجال الفروسية، وأصبحت أكثر إلماماً عن الفارس العادي بجميع الجوانب، من ضمنها طريقة ركوبي وترويضي، التي أصبحت مبنية على العلم والطب. فلقد تعلمت أن التعامل مع الخيل يجب أن يُبنى على البحث عن المكافأة، والابتعاد عن الخطر، بمعنى أن الخيل يستجيب أسرع، ويتعلم بكفاءة أكبر؛ إذا قدمنا إليه مكافأة، مثل: جزرة أو هتاف تشجيعي، بدل وسائل العقاب المعتمدة على العنف، وليس قولي هذا نابعاً فقط من مبدأ الرحمة بالحيوان، وإنما بما هو أكثر فاعلية، وأسرع تجاوباً، وبما هو مثبت في علم الأعصاب.

  • جسد الفارس يتغير لا إرادياً

هل يعرف الخيل ما يدور في ذهن فارسه؟

كطبيبة بيطرية، لا توجد أبحاث عن قدرة الخيل على قراءة أفكار الإنسان، لكنَّ جسد الفارس يتغير لا إرادياً؛ استجابة للمشاعر التي تراوده، وهذه التغيرات البسيطة تلاحظها الخيول، كونها كائنات حساسة، فمثلاً إذا اعتقد الفارس أن هذا الحاجز كبير جداً عليه، وأنه لا يستطيع القفز، يقوم بحركات يكاد لا يحس بها، فيتصرف الخيل بناءً على هذه التغيرات. أما قراءة الأفكار، فهي مجرد حلم نأمل، كأصحابٍ للخيول، أن يكون حقيقة.

مهنة متميزة

ما أحلامك المستقبلية؟

أتممت دراستي في الخارج، وسأتمكن الآن من تكريس المزيد من وقتي لمجال الفروسية، وأن أتطور فيه حتى أشارك باسم دولة الإمارات في البطولات العالمية الخاصة به؛ إذ إنني أحلم بأن أكون فارسة عالمية، وأن أنشئ مركزاً لإعادة تأهيل الخيول؛ لأصحح فيه عادات سيئة، ومعتقدات خاطئة عن الخيول والفرسان، حتى نحصل على روابط أجمل بين الطرفين. أما في مجال البيطرة، فقد تلقيت عروضاً عدة من مستشفيات خارج الدولة للعمل بها، لكنني أتمنى العمل مستقبلاً في بلدي، ومع مشاريع نامية، مثل مشروع الأبقار في الشارقة، أو غيره من المشاريع المحلية، حيث إنني أملك الكثير من الأفكار، ولديَّ خلفية قوية في البحوث والتطوير بحكم دراستي في الغربة، وأحلم كذلك بأن أتمكن من تطبيقها يوماً؛ لأفيد بها دولتي الغالية.

  • الطب البيطري مهنة متميزة

ماذا عن علاقتك مع الخيول؟

أحب الخيول كثيراً، وأستمتع بقضاء وقتي معها، وممارسة هذه الرياضة الممتعة والصعبة في الوقت نفسه؛ لذلك أحرص على تحسين مهاراتي في ركوب الخيل باستمرار، كما أنني أشعر بالسعادة؛ عندما أتمكن من مساعدتها كطبيبة بيطرية وكمروضة، وأعتقد أن الطب البيطري مهنة متميزة، تمكنني من المساهمة في حماية هذه الحيوانات، وتحسين حياتها.

ما الرسالة، التي تودين توجيهها إلى المرأة الإماراتية؟

رسالتي إلى جميع الإماراتيات، هي أنه يجب اغتنام الفرص التي توفرها دولة الإمارات للمرأة في شتى المجالات، بما فيها المجال الرياضي، فكل عوامل تحقيق الإنجازات الرياضية متوفرة ومتاحة، وأدعوهن إلى ممارسة الرياضة، وسيجدن معها المتعة والتشويق، واكتشاف جوانب أخرى في شخصياتهن.